خديجة الرحالي دعا عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج الحكومة المغربية إلى تغيير مقاربتها في التعامل مع ملف الصحراء بأن » لا تبقى القضية الوطنية حبيسة المعارك السياسية وإنما تقدمها للرأي العام الدولي عبر الفن والثقافة «. وطالب بوصوف، خلال لقاء صحفي عقد الليلة قبل الماضية بمقر المجلس بالرباط الحكومة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء لتقديم برنامج الاحتفال، عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة بإعادة النظر في الميزانية المقدمة للمجلس، معتبراً إياها ميزانية «هزيلة» لا تمكنه من دعم الجمعيات في سبيل الدفاع عن الوحدة الترابية، معتبراً أنه يجد نفسه «محرجاً» أمام طلباتهم، ومؤكدا في الوقت نفسه على استعداد المجلس لتلبية جميع الطلبات بشرط أن يكون هناك دعم مالي حكومي للمجلس حتى يتمكن بدوره من دعم مقترحات الجمعيات في هذا الإطار. وانتقد بوصوف تعامل المغاربة مع القضية الوطنية قائلا «ليست هناك حركة داخل المجتمع المغربي تبين ارتباطهم بالقضية، معتبراً، أن السياسي غير كاف في قضية الوحدة الترابية متسائلا في الوقت ذاته « أين هم الشعراء والكتاب، الذين كتبوا عن القضية». ودعا الأمين العام إلى الاهتمام بالقضية وإثبات للرأي العام الدولي مدى ارتباط المغاربة بقضية الصحراء، متأسفا في هذا الإطار عن عدم وجود خريطة المغرب عند البحث عنها بلغات أجنبية متعددة، معلنا عن اشتغال المجلس على هذا الموضوع بالإضافة إلى ترجمة وثائق مختلفة بكل اللغات للرفع من تكوين الفاعل الجمعوي في مواجهة أعداء الوحدة الترابية الذين يتوفرون على موارد مالية ضخمة ووسائل عمل داخل المؤسسات الدولية والبرلمانات الأوربية على حد تعبيره. من جهة أخرى أثار الأمين العام للمجلس، حرص العديد من جمعيات مغاربة العالم وكذا أفراد من الجالية المغربية على تخليد هذه الذكرى، مؤكدا توصل المجلس بعدد كبير من الطلبات لدعم أنشطة في إطار الاحتفال بالذكرى الأربعينية للمسيرة الخضراء، منوها بانخراط الجالية المغربية بشكل تطوعي في الدفاع عن القضية بالرغبة في المشاركة وبالعمل التطوعي والحس الوطني الذي أبان عنه الفنانون المغاربة عبر العالم في هذه التظاهرة» على حد تعبيره. واعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن قضية الصحراء «هي جبهة الدفاع الوطنية الأولى بالنسبة لمغاربة العالم الذين كانوا من بين المشاركين في المسيرة الخضراء وما زالوا يدافعون عن قضيتهم الوطنية في المحافل الدولية وفي مجتمعات الإقامة» مبرزا أن هذا الاحتفال يشكل تحية وردا للجميل الذي يقدمه مغاربة العالم لبلدهم على أمل أن تتفاعل الدولة المغربية بنفس الحرص الذي لديهم حول المغرب وقضاياه. وقال بوصوف إن الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء اعتمد على مقاربة جديدة تعتمد على إنتاجات فنانين تشكيليين مغاربة، عبر ملحمة أولى من نوعها تقدم القيم الإنسانية التي تجسدها المسيرة الخضراء. وأكد بوصوف أن المجلس قد دعم وفق ما تتيح له ميزانيته عشرة أنشطة لتخليد الذكرى الأربعينية للمسيرة الخضراء في عدد من الدول في أوربا وأمريكا من بينها نشاط في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، حيث سيتم رفع العلم الوطني وأداء أغاني وطنية في مباراة لكرة السلة ضمن دوري السلة الأمريكي للمحترفين في ملعب يضم ثمانين ألف متفرج. وقال بوصوف»إن المجلس يهدف من خلال هذا الحدث المنظم بشراكة مع ولاية سوس ماسة درعة باعتبار أكادير منطلق المسيرة الخضراء إلى تغيير استراتيجية الترويج للقضية الوطنية وتشكيل مقاربة جديدة لا تعتمد فقط على ما هو سياسي. ويشار إلى أن أكادير ستحتضن من 5 إلى 8 نونبر مجموعة من الأنشطة الثقافية تنظم بشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وولاية سوس ماسة درعة. ويهدف مجلس الجالية المغربية من خلال دعم تخليد الذكرى الأربعينية للمسيرة الخضراء إلى التعريف بانخراط الجالية المغربية في هذه القضية الوطنية وتحسيس الأجيال بالأهمية التاريخية للمسيرةالخضراء. وسيشارك أزيد من25 فنانا تشكيليا مغربيا وأجنبيا سيعرضون أعمالهم الفنية المستلهمة من المسيرة الخضراء بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين الموسيقيين مغاربة متحدرين من المهجر حيث ستكون المسيرة بألوان كونية (معرض فني يجمع فنانين من مغاربة العالم وأجانب )، ومعرض كاليغرافي يقدم مقتطفات بالخط العربي من الخطابات الملكية للمسيرة الخضراء. كما سيتم تكريم عدد من مغاربة العالم الذين شاركوا في المسيرة الخضراء وتقدم سهرة فنية يحييها 18 فنانا مغربيا.