رصدت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية، حيزا هاما من صفحاتها، لاعتماد الكنغرس الأمريكي لأكبر إصلاح ضريبي في تاريخ الولاياتالمتحدة خلال العقود الثلاثة الماضية، ولآخر التطورات المرتبطة بالنزاع التجاري بين شركتي صناعة الطيران الكندية بومبارديي والأمريكية بوينغ، وكذا للذكرى ال28 للتدخل العسكري الأمريكي في بنما، واستفحال الجريمة المنظمة بشمال غرب المكسيك. فبالولاياتالمتحدة، كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الكونغرس وافق على أكبر مراجعة للضرائب الأمريكية منذ 30 عاما، مشيرة إلى أن الموعد المحدد لتوقيع الرئيس دونالد ترامب على النص لم يكشف عنه. وذكرت الصحيفة ان ترامب قد ينتظر حتى يناير المقبل للتوقيع على القانون، بحجة ضرورة انتظار نتائج المناقشات التي تجري في الكونغرس حول الانفاق الحكومي. وذكرت "وول ستريت جورنال" ان البيت الابيض يسعى للاعتماد على هذه المناقشات التي ستجرى في وقت لاحق من هذا الأسبوع لإلغاء التخفيضات التلقائية المرتبطة بالإنفاق الناجم عن العجز في الميزانية والنظام الضريبي الجديد. من جهتها، كتب "ذ هيل" أن الرئيس الأمريكي كان بحاجة ماسة إلى انتصار على مستوى الإصلاح الضريبي بعد الفشل "المرير" لمحاولته إلغاء واستبدال نظام "أوباماكير" الصحي، مضيفة أنه كان يواجه خطرا "حقيقيا" للفشل في تحقيق انتصار تشريعي كبير، يكتسي رمزية كبيرة بالنسبة لرئيس أمريكي قبل نهاية السنة الأولى من ولايته. وأشارت الصحيفة إلى ان الاصلاح يخفض الضرائب على الشركات وعلى معظم الأسر اعتبارا من 2018 ، كما يقضي بتقليص الضرائب المفروضة على الشركات من 35 إلى 20 بالمائة، وخفض الضرائب على الدخل بالنسبة للأفراد. ومن جانبها، وصفت "واشنطن بوست" اعتماد مشروع القانون ب"انتصار لورثة الأثرياء"، الذين لن يكونوا مطالبين بدفع ضريبة الميراث على تركاتهم. كما اتهمت الصحيفة المشروع بمساعدة المحتالين ومحاميهم، والذين باتوا يتوفرون على ثغرات قانونية جديدة يستغلونها، موضحة أن القانون، وبالنظر إلى التسرع الذي ميز صياغته، ينطوي، من دون شك، على العديد من المفاجآت التي لم ينتبه إليها ربما حتى معدوه. وفي موضوع آخر، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس ترامب هدد، الأربعاء، بخفض المساعدات الأمريكية على أي دولة قد تصوت الخميس لصالح على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يندد بقرارها الأخير الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتساءلت الصحيفة، في هذا الصدد، كيف يمكن للرئيس الأمريكي أن يفعل تهديده بخفض المساعدات المالية، "خصوصا وأن ذلك قد يعني نهاية المساعدات لعدد من الحلفاء الاستراتيجيين" للولايات المتحدة. وفي كندا، كتب "لا بريس" أن وزارة التجارة الأمريكية قرر أخيرا فرض رسوم على طائرات "سيريز" الكندية المستوردة بالولاياتالمتحدة في حدود 21ر292 في المائة بسبب المساعدات المالية غير المشروعة التي تلقتها من شركة "بومبارديي" وكذا الأسعار المنخفضة للغاية التي باعت بها الأخيرة طائراتها إلى شركة النقل الجوي الأمريكية "دلتا". وذكرت الصحيفة ان قرار وزارة الخارجية الأمريكية لن يكون له تأثير ملموس على المدى القصير، حيث يتعين الآن انتظار قرار لجنة التجارة الدولية الامريكية، الذي سيصدر في فاتح فبراير المقبل، لمعرفة ما إذا كان سيتم تطبيق الرسوم بالفعل، مضيفة أنه يتعين على اللجنة تحديد ما إذا كانت عمليات "بومبارديي" قد أضرت بالفعل بقطاع صناعة الطائرات الأمريكي، وخصوصا "بوينغ". من جهتها، كتب "لو صولاي" أن أوتاوا تعد ردها إزاء قرار وزارة التجارة الأمريكية الاصطفاف إلى جانب "بوينغ"، حيث لم تخفض كثيرا من حدة الإجراءات العقابية التي تستهدف طائرات "سيريز". من جهتها، وتحت عنوان "نكسة جديدة لبومبارديي وسيريز في واشنطن"، كتبت "لو جورنال دو مونريال" أن بومبارديي وحكومتي أوتاوا وكيبيك بصدد دراسة جميع الخيارات المتاحة بعد أن أكدت واشنطن قرارها فرض رسوم على جميع طائرات "سيريز" التي تباع في الولاياتالمتحدة. وفي بنما، توقفت يومية "بنماأميريكا" عند توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة محامي الشعب و"لجنة 20 دجنبر 1989" تروم "التعاون والمساهمة في استجلاء الحقيقة والمعرفة الدقيقة لهوية وعدد الضحايا الذين قضوا خلال التدخل الأمريكي في بنما سنة 1989 من اجل اعتقال الرئيس مانويل أنطونيو نورييغا. واشارت الصحيفة إلى ان هذه المذكرة تندرج في إطار مسؤولية الهيئتين في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها ببنما وتقوية التعاون الفعال بينهما، من أجل المساهمة في الكشف عن هوية وعدد ضحايا التدخل الأمريكي، والذي تشير التقديرات غير الرسمية إلى أنه قد يصل إلى حوالي خمسة آلاف ضحية. وبخصوص نفس الموضوع، ذكرت يومية "لابرينسا" أن "لجنة 20 دجنبر 1989" قدمت الأربعاء، الذي يصادف الذكرى ال28 للغزو العسكري لبنما، تقريرها الرابع، والذي كشف عن تحقيق "تقدم كبير" على مستوى مراجعة العديد من الوثائق المرتبطة بالتدخل الأمريكي، مشيرة إلى ان اللجنة، التي تستعد لتقديم تقريرها الأخير سنة 2019، بصدد دراسة وتحليل حوالي 10 آلاف ملف قدمتها الهيئات القضائية تتعلق بالتحقيق في هوية الضحايا، والاشتغال على قائمة تضم حوالي 250 من الضحايا والمفقودين. وفي موضوع آخر، ذكرت يومية "لاإستريا" أن شركة النقل الجوي الصينية "آير تشاينا" تعتزم إطلاق أولى رحلاتها بين الصينوبنما خلال شهر مارس من سنة 2018، مشيرة إلى أن ممثلين عن الشركة اجتمعوا، الأربعاء، مع مسؤولين بمطار توكومين الدولي بالعاصمة بنما سيتي من أجل الاتفاق على تفاصيل محددة بخصوص الرحلات. واضافت أن تعزيز الربط الجوي بين البلدين الكاريبي والآسيوي تم الإعلان عنه في نونبر الماضي خلال زيارة الرئيس البنمي، خوان كارلوس فاريلا، لبكين، حيث وقع البلدان حينها 19 اتفاقية تعاون تشمل تعزيز النقل الجوي بين الصينوبنما، التي تعد محورا في أمريكا اللاتينية يؤمن رحلات إلى 35 مدينة عبر الأمريكتين ونحو أوروبا. وبالمكسيك، أبرزت صحيفة "لا خورنادا" تصاعد موجة العنف المرتبطة بالجريمة المنظمة، مشيرة إلى العثور على ست جثث معلقة تحت ثلاثة جسور، الاربعاء، في باخا كاليفورنيا الجنوبية، شمال غرب المكسيك، حيث تنتشر الجريمة المنظمة. وحذرت الصحيفة من أن ولاية "باخا كاليفورنيا الجنوبية" التي تضم العديد من المنتجعات الساحلية، تشهد منذ أشهر استفحالا للجريمة المنظمة، مشيرة إلى أن 409 اشخاص قتلوا في هذه الولاية بين شهري يناير وأكتوبر الماضيين، أي أكثر من الضعف مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، حسب معطيات رسمية. من جهتها، ذكرت "إل أونيفرسال"، تحت عنوان "رؤساء أمريكا اللاتينية في مرمى الفساد"، أن نطاق فضيحة الفساد المرتبطة بشركة البناء البرازيلية العملاقة "أوديبريشت" اتسع في أمريكا اللاتينية وطال اليوم قمم السلطة في المنطقة، مضيفة أنه بعد الإكوادور، حيث تم الحكم على نائب الرئيس بالسجن لست سنوات، يواجه الرئيس البيروفي خطر العزل. وأبرزت أن الفضيحة طالت أيضا بنما وكوستاريكا وفنزويلا، حيث اعترفت المجموعة البرازيلية بدفع رشاوى بقيمة 98 مليون دولار، مشيرة إلى أن الشبهة تحوم أيضا حول الرئيس نيكولاس مادورو، لكن القضاء، الذي تتهمه المعارضة بالموالاة لرئيس الدولة، رفض فتح أي تحقيق بهذه الخصوص. وفي موضوع آخر، توقفت "إل صول دي ميخيكو" عند مخاوف المنظمات الدولية بشأن تفاقم الأزمة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية التي جرت في الهندوراس في 26 نونبر الماضي والإعلان الرسمي مؤخرا عن إعادة انتخاب الرئيس الحالي، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة ولجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان نددت الأربعاء بمقتل 12 شخصا واعتقال المئات الآخرين خلال المظاهرات. وأعربت الهيئتان في بيان مشترك، تورد الصحيفة، عن قلقهما إزاء الاستخدام المفرط للقوة لتفريق المظاهرات، ما أسفر عن مقتل 12 متظاهرا، وإصابة العشرات بجروح.