هيمنت إشكالية تنامي أنشطة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا وتأثيرها على وتيرة النمو الاقتصادي بالقارة السمراء، في ظل العودة المضطردة للمقاتلين الأفارقة في صفوف التنظيمات الإرهابية صوب بلدانهم الأصلية، على انشغالات المشاركين في أولى جلسات منتدى الحوارات الأطلسية، الذي ينظمه مركز الدراسات للمجمع الشريف للفوسفاط بمدينة مراكش. وبرز الانشغال الكبير للخبراء المغاربة، الذين شاركوا في صياغة التقرير السنوي حول الإشكالات البيئية والتلوث وتأثير الهجرة من القارة صوب أوربا، على التطور الاقتصادي لإفريقيا التي قال المشاركون إنها ستصبح "صين العالم الجديدة" في المستقبل في السنوات القليلة المقبلة. واعتبر كل من ياسين مصادفة والمصطفى الرزرازي، الخبيران بمركز الدراسات OCP، أنه تجب إعادة النظر في مقولة "نهاية داعش"، التي تم اعتبرها مقلقة في ظل إثارة مسألة عودة المقاتلين وإعادة انتشارهم في دولهم الأصلية. وأضاف الخبيران أنه جرى رصد ارتفاع في عدد العمليات الإرهابية بإفريقيا، بالرغم من تقلص عدد الضحايا وإن وصل إلى 20 ألف ضحية منذ 2012، في ظل ارتفاع التعزيزات الأمنية في الدول الإفريقية، والتي يربطها البعض بتقييد حركة المجموعات الإرهابية، والتي يبلغ عدد أفرادها 52 ألفا يتوزعون بين شمال الصحراء الإفريقية الكبرى وجنوبها. وأكد الخبير المصطفى الرزرازي أن إفريقيا تتوفر على وسائل محاربة المجموعات الإرهابية، ولها القدرة على تجاوز الأزمات المرتبطة بأنشطة هذه الشبكات خاصة في منطقة الساحل الإفريقي، شريطة التركيز على التعاون على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية. عبد الحق باسو، الإطار السابق بالإدارة العامة للأمن الوطني بالمغرب وكبير المستشارين بمركز الدراسات لمجموعة OCP، أكد أيضا أن القارة الإفريقية بمقدورها تجاوز مشكلة عودة إرهابيي تنظيم داعش وجبهة فتح الشام من الشرق الأوسط، من خلال اعتماد سياسة تعاون قارية وإقليمية بين دول القارة السمراء. واعتبر باسو، في معرض تقديمه للتقرير السنوي لمركز الدراسات OCP حول "تحديات إفريقيا الأطلسية" الذي قدم اليوم خلال افتتاح فعاليات ملتقى منتدى الحوارات الأطلسية بمشاركة خبراء من إفريقيا وأوروبا وأمريكا، أن التعاون الأمني والاقتصادي الإقليمي والقاري بين الدول يمكن أن يشكل مفتاحا لمعالجة والتعامل مع إشكالية عودة هؤلاء المقاتلين الإرهابيين. وشدد الإطار السابق بالإدارة العامة للأمن الوطني بالمغرب وكبير المستشارين بمركز الدراسات لمجموعة OCP على ضرورة أن تقدم الدول الإفريقية على تعزيز آليات التعاون الأمني بالتوازي مع تعزيز آليات التعاون الاقتصادي، ومحاولة رصد العوامل التي دفعت هؤلاء العائدين إلى الهجرة صوب بؤر التوتر والانتماء والمشاركة في هذه التنظيمات الإرهابية. وأوضح عبد الحق باسو أن عودة المقاتلين إلى بلدانهم الأصلية تثير مجموعة من التساؤلات، المرتبطة بالكيفية التي تجب بها معالجة هذه المسألة؛ ومن بينها مدى إذا لحق تغيير بالظروف التي دفعتهم نحو تبني أفكار متشددة والتحول إلى إرهابيين، أو أنهم سيعودون للعيش في ظل الظروف السابقة ذاتها.