دعا الخبير المغربي، المصطفى الرزرازي، أمس الخميس بيوكوهاما، خلال ندوة حول "الأمن و النزاعات المسلحة بافريقيا"، إلى إشراك المجتمع المدني الإفريقي في جهود الوقاية من التطرف العنيف. وأبرز الرزرازي، عن مركز الأبحاث و الدراسات حول الجنوب، وأستاذ إدارة الأزمات، في مداخلة خلال هذه الندوة، التي نظمتها فعاليات المجتمع المدني الإفريقي والياباني، على هامش قمة "تيكاد 7"، أن عدم الاستقرار السياسي، والصراعات المستمرة أو التي لم تحل بعد، وكذا استمرار الدول الهشة، يسهم في خلق ظروف مواتية للإرهاب.
ودعا الباحث المغربي اليابان وشركاءها في منتدى "تيكاد" الى تكييف تمويلاتها في ملف الأمن لتشمل الجوانب المتعلقة بالوقاية من التطرف العنيف، مؤكدا على أهمية إشراك المجتمع المدني الإفريقي في هذه الجهود "لما له من وجود فعلي داخل المجتمعات المحلية".
وأشار إلى أن مناطق الصراع "الساخنة" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المرجح أن تؤدي إلى استمرار عدم الاستقرار، والتي قد تمتد إلى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
كما أشار إلى أن "الفروع الإقليمية للدولة الإسلامية في العراق والشام كانت موجودة بالفعل مع ما حدث من تحالفات لهذا التنظيم أو لتنظيم القاعدة مع جماعات محلية للعنف السياسي، الأمر الذي يعمق من عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات الاجتماعية الأوسع".
وأبرز الرزرازي تحول الجماعات الإرهابية إلى تبني "استراتيجية الامتداد" داخل النسيج الاجتماعي والقبلي والاثني، مع تجديد خطاباتها بصيغة تتناسب مع انشغالات المجتمعات المحلية.
وأشار إلى أن محاولات التنظيمات الإرهابية دمج نفسها في النسيج الاجتماعي يثير قلقا خاصا في الدول أو المناطق التي تواجه فيها الحكومات عجز في مراقبة حدودها الشائعة.
وخلال الجلسة العامة حول "النهوض بالأمن والاستقرار"، التي انعقدت في وقت سابق، من اليوم الجمعة، في إطار فعاليات (تيكاد 7)، أكد قادة اليابان وإفريقيا أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية رهين إلى حد كبير بإرساء وتعزيز الأمن والاستقرار، والقضاء على النزاعات المسلحة، وظواهر الإرهاب والتطرف والقرصنة والجريمة.
ودعا هؤلاء القادة إلى تعزيز الجهود لحل النزاعات التي تعرفها القارة عبر الحوار والحلول السلمية بدل القوة التي تقوض التنمية، وتكثيف التعاون والتنسيق الإقليمي والدولي للتصدي لخطر الإرهاب.
كما أكدوا انخراطهم القوي في تجسيد مبادرة "إسكات صوت البنادق" للاتحاد الافريقي، داعين أيضا إلى دعم جهود بلدان الساحل للقضاء على مخاطر الإرهاب التي تتهدد هذه المنطقة.
ويمثل المغرب في هذا المنتدى، الذي ينعقد من 28 إلى 30 غشت الجاري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد ناصر بوريطة، الذي يرأس وفدا يضم الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، السيد محسن الجزولي، وسفير المغرب في اليابان السيد رشاد بوهلال، والسفير مدير الشؤون الآسيوية و الاوقيانوس، السيد عبد القادر الأنصاري، والسفير مدير الوكالة المغربية للتعاون الدولي، السيد محمد مثقال.
وينظم مؤتمر "تيكاد" بيوكوهاما، الذي ينعقد تحت شعار "النهوض بالتنمية في إفريقيا بالاعتماد على الطاقات البشرية، والتكنولوجيا والابتكار"، بمبادرة من الحكومة اليابانية، وبشراكة مع الأممالمتحدة، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، ومفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك الدولي.