قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية مصطفى الرزرازي ان افريقيا يتواجه جيلا جديدا من الارهاب، مؤكدا ان غياب الأمن سيؤثر على التنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية، ودعا دول القارة إلى تعزيز التعاون الأمني على غرار التعاون الاقتصادي . واعتبر الباحث في جواب لأحداث أنفو حول التهديدات الامنية التي تواجهها افريقيا وخاصة تهديدات الجماعات الارهابية وعودة مقاتلي داعش واحتمال تحويل القارة الى بؤرة توثو جديدة، وذلك خلال الندوة الافتتاحية لتقديم التقرير الذي أعده باحثون لفائدة مركز الأبحاث للمكتب الشريف للفوسفاط يوم أمس بمراكش ، أن الدول الإفريقية عليها أحداث آلية مستقلة لمراقبة الأمن والتفكير في تقوية تلك الآلية بشكل موحد خاصة أن الإرهاب أوقع 20 ألف ضحية منذ سنة 2012 . وأضاف الرزرازي أن عودة المقاتلين من بؤر التوتر إلى بلدانهم خاصة أفريقيا هو من ألفرضيات المطروحة، لكنه أشار أنها ليست محسومة في الوقت الراهن رغم القضاء المؤقت على تنظيم داعش بسوريا والعراق. وأكد في مساهمته في التقرير المذكور أن أفريقيا يتواجد بها حوالي 52 الف مقاتل ينتمون إلى مختلف الجماعات الإرهابية كحركة الشباب الصومالية وأيضا تنظيم القاعدة بالساحل والصحراء وتنظيم داعش بليبيا وبوكو حرام بنيجيريا وغيرها. لكن الباحث عبد الحق باسو اعتبر أن أفريقيا لها من الوسائل ما يمكن أن تحارب به هذه الآفة، مشيرا أن أن التقسيم الحالي للقارة لا يساعد على مواجهة، داعيا إلى توحيد الجهود بين دولها في هذا المجال. ورغم الهجرة هي أحد التحديات التي تواجه القارة، إلا عبد الحق باسو يرى أنه يجب الابتعاد عن الخطابات السلبية حول إفريقيا وعدم تضخيم الأمور ولا تهويلها أكثر كما يفعل بعض الاعلام. وقال في هذا الصدد أن 80 بالمائة من الأفارقة يهاجرون إلى دول افريقية فيما لا يهاجر إلى أروبا سوى 12 بالمائة والبقية إلى دول أخرى كامريكا وغيرها. مؤكدا أنه ادا كانت الصين هي ظاهرة القرن الماضي فإن إفريقيا ستكون هي القوة الصاعدة في هذا القرن ، ولذلك أصر في تقريره على ضرورة تغيير الخطاب نحو إفريقيا والنظر اليها على أنها مصدر الأزمات. من جهته، أكد الاقتصادي عبد الله غازي أن البعد الاقتصادي أساسي لتحقيق التنمية في إفريقيا ، مضيفا أنه لا يمكن أن تتحقق إلا بتجاوز المعيقات الاقتصادية وتحقيق الاندماج الاقتصادي وانسجام السياسات النقدية وتقليص الهوة بين الدول النامية والدول الأقل نماءا. للاشارة فإن المنتدى المتوسطي السادس الذي انطلق أمس بمراكش يهتم بالقضايا الاطلسية، ويشرف عليه مركز الدراسات التابع للمجمع الشريف للفوسفاط ، ويهدف إلى تشجيع وتبادل الحوار بين الضفتين الاطلسيتين ويجمع قادة المؤسسات العمومية والخاصة وممثلي عدد من البلدان الأوروبية وأمريكا الجنوبية والكراسي وإفريقيا وأمريكا وكندا والصين وغيرها. وتم فيه هذه السنة تقديم التقرير الذي أعده كلا من عبد الحق بأس ورشيد الحظيكي ومحمد لوليشكي ومصطفى الرزرازي والاقتصاديين الطيب الغازي وياسين مصادفة، وتتواصل أشغال المنتدى الى يوم غد الجمعة.