أكد الباحث بمركز التفكير "بوليسي سانتر" عبد الحق باسو، أمس الأربعاء بمراكش، أن الهجرة الإفريقية نحو أوروبا تمثل فرصة لإنعاش وتحفيز التنمية بالبلدان الأوربية، نظرا لاحتياجات هذه القارة لليد العاملة، بسبب ما تعرفه من انخفاض في عدد الساكنة النشيطة. وأضاف في تصريح، على هامش منتدى "حوارات أطلسية" المنظم ما بين 13 و 15 دجنبر الجاري بمبادرة من مركز التفكير "بوليسي سانتر" تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع "إفريقيا في المحيط الأطلسي، زمن العمل"، أن الواقع يخالف النظرة المهيمنة حول الهجرة الإفريقية، التي ينظر إليها كآفة. وقال إن تحليل الأرقام يظهر أن الهجرة تتم بنسبة 80 في المائة داخل القارة الإفريقية، موضحا في هذا السياق، أن البلدان الإفريقية الخمس الكبرى التي تستقبل هذه الهجرة، والتي تعد قاطرة للتنمية الاقتصادية بالقارة وهي جنوب إفريقيا والكوت ديفوار ونيجريا وكينيا وأثيوبيا، تستقطب الحصة الكبرى من هذه الهجرة، داعيا العالم إلى تغيير خطابه ونظرته تجاه القارة الإفريقية. وشدد باسو، على عدم اعتبار إفريقيا مصدرا للهجرة السرية، والإرهاب وتجارة المخدرات، وإنما مساهم بنسبة أزيد من 6 في المائة من النمو، لما تتوفر عليه من موارد بشرية وطبيعية جد هائلة، تعكس الوجه الأمثل للقارة الافريقية. وتناقش النسخة السادسة لمنتدى "حوارات أطلسية" المنظمة من قبل مركز التفكير "بوليسي سانتر" تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع "إفريقيا في المحيط الأطلسي، زمن العمل"، الرهانات الجيو-سياسية والاقتصادية الكبرى بمنطقة جنوب المحيط الأطلسي. ويهدف هذا المنتدى السنوي، الذي تم إطلاقه سنة 2012، إلى فتح نقاش عالمي حول الرهانات الأطلسية وإسماع صوت ووجهات نظر دول الجنوب، بحضور شخصيات سياسية وموظفين سامين وباحثين وأصحاب القرار السياسي أتوا من المنطقة الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي وأمريكا ليتبادلوا الرؤى على قدم المساواة من أجل إرساء حوار متوازن بين الشمال والجنوب. ويشارك في نسخة هذه السنة 340 مشاركا ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء وأوربا و المغرب وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية، إلى جانب ممثلي المؤسسات الدولية والقطاع الخاص ومجموعات التفكير والجامعة، إلى جانب حوالي 50 شابا رائدا سيتم تكريمهم خلال هذا الحدث المتميز. ويتضمن برنامج منتدى "حوارات أطلسية"، الممتد على مدى ثلاثة أيام، جلسات عامة تتناول الاقتصاد والتعليم والسياسة وتمويل البنيات التحتية والأمن والتدخلات العسكرية والدروس المستخلصة من التجارب المتعلقة بالتنمية بأمريكا اللاتينية. كما يتطرق المنتدى لمواضيع محددة من قبيل الهجرة وسلسلة القيم العالمية والاندماج الإفريقي والطاقات، إلى جانب طرح قضايا مركزية للنقاش من قبيل اللامساواة الاجتماعية بين الجنسين، وتعزيز الديمقراطية، ونجاعة المساعدة على التنمية ، والآفاق الآسيوية الجديدة، ودور الجاليات، والجرائم العابرة للحدود والعنف والتطرف.