دعا مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، الدول الغربية إلى ضرورة إيجاد حلول ناجعة لإشكالية المديونيات التي تقض مضجع الدول الافريقية وتؤثر سلبا على نموها الاقتصادي. وطالب الرئيس المدير العام للOCP، الذي كان يتحدث مساء الجمعة في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة من منتدى "حوارات الأطلسي" السنوي التي تنظمها مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط ومركز البحث والتفكير والحكامة التابع لها، بشراكة مع صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية في الرباط، الدول الغربية إلى تحويل ديون الدول الافريقية إلى استثمارات. وقال التراب، الذي يشغل كذلك منصب رئيس مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط، إن اللجوء إلى هذا الحل سيخدم مصالح الطرفين الغربي والافريقي. كما دعا التراب إلى تعزيز تعاون جنوب جنوب. وفيما قالت أنا بلاثيو، وزيرة خارجية اسبانيا السابقة، إن افريقيا تعاني أزمة الثقة في تعامل المؤسسات المالية الدولية والمستثمرين معها. حيث قالت "بالنسبة للقارة الافريقية... ليست هناك استثمارات بلا ثقة .. ولا تنمية بلا استثمارات"، دعا مصطفى التراب، الذي كان يضطلع بمسؤوليات قيادية في البنك الدولي، إلى ضرورة تبني أفكار جديدة معتبر أن هناك أدوات يجب استغلالها في تعامل هذه الجهات مع القارة السمراء. مباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، دعت من جهتها إلى ضرورة الإسراع بإيجاد حلول عاجلة للمشاكل الاستراتيجية التي تعاني منها القارة السمراء المرتبطة بالأمن في منطقة الساحل والتغير المناخي. وقالت الوزيرة، التي التحقت حديثا بمنصبها بعد التعديل الحكومي الأخير، إن المغرب مهتم بتقوية وتعزيز مناخ جديد للفرص الاقتصادية في منطقة حوض الأطلسي. وأوضحت المسؤولة المغربية "هناك تحديات أمنية كالاتجار في المخدرات بمنطقة الساحل والتي يستدعي خلها ضرورة إيجاد حل شامل والذي لا يمكن أن يتم دون إيجاد جلول جذرية للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية". يشار إلى أن منظمي هذه التظاهرة الدولية يطمحون إلى تعزيز الحوار والتنمية المشتركة بين دول حوض الأطلسي. وتشهد دورة هذه السنة من منتدى "حوارات الأطلسي" مشاركة ما يقرب عن 400 من كبار المسؤولين بالقطاعات العمومية والخاصة وممثلي 52 دولة من أوربا وأمريكا الجنوبية والكاراييب، وإفريقيا ، إضافة إلى الولاياتالمتحدة وكندا والصين والهند. كما تتميز أشغال الدورة الثالثة لمنتدى "حوارات الأطلسي"، التي تنظم على شاكلة جلسات عامة واجتماعات موضوعاتية ومجموعات خبراء، مشاركة كبار المحاضرين المرموقين على الصعيد العالمي. ويتطرق المؤتمرون خلال هذه الدورة لمجموعة من المواضيع الآنية والقضايا الاستراتيجية مثل التحديات التنموية الإقليمية المشتركة، والتحديات الاقتصادية والبيئية والطاقية في منطقة المحيط الأطلسي، بالإضافة إلى مواضيع إقليمية كصعود دول مثل البرازيل، والدور المتنامي للصين إلى جانب البروز الملحوظ لكل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية على الساحة الدولية. وأطلقت كل من مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط ومركز OCP للبحث والتفكير والحكامة إلى جانب صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية، بمناسبة انعقاد هذا المنتدى بالمغرب، برنامجا خاصا بتثمين القدرات الريادية لشباب الحوض الأطلسي: "برنامج حوارات الأطلسي 2013 للقيادات الناشئة". ويشارك أزيد من 50 من المسيرين المستقبليين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 23 و35 سنة من ضمنهم 10 شبان مغاربة في هذه التظاهرة. يستفيد هؤلاء الشباب من ورشات عمل لتبادل الأفكار والخبرات لشحذ إمكانياتهم القيادية والريادية. وأوضح المنظمون أن منتدى" حوارات الأطلسي" يعكس طموحات صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية كمحفز للتعاون العابر لمنطقة الأطلسي المعنية بالقضايا والتحديات المستقبلية العالمية. وتحقيقا لهذه الغاية، يدعم صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية المبادرات التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين دول منطقة الأطلسي، في الوقت الذي توفر فيه منصات للنقاش والبحث والتحليل لفائدة المسيرين والقادة وأعضاء التنظيمات السياسية والاقتصادية.