قال جاكوب زوما، رئيس جنوب إفريقيا، إن المغرب سيبعث سفيره إلى بريتوريا كعلامة أولى على أن البلدين سيستأنفان علاقاتهما الدبلوماسية التي عرفت قطيعة منذ سنة 2004. جاء ذلك في تصريح نقلته صحيفة "news24" واسعة الانتشار في جنوب إفريقيا، بعد اللقاء الذي عقده زوما رفقة وزيرته في الشؤون الدولية، ميت نكوانا مشابان، مع الملك محمد السادس، على هامش القمة الأوروبية الإفريقية التي انعقدت الأسبوع الجاري في أبيدجان. ويعتبر هذا اللقاء منعطفاً في سياسة طويلة الأمد اعتمدها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بعدم الاعتراف بالمغرب بسبب نزاع الصحراء، خصوصاً أن هذا الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا كان قد انتقد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في يناير الماضي. لكن طي صفحة الماضي مع المغرب لم ترق أعضاءً في حزب زوما؛ إذ قالت إدنا مولويوا، رئيسة اللجنة الفرعية للعلاقات الدولية بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي: "إن هذا القرار يمثل انتكاسة كبيرة لقضية الشعب الصحراوي الساعية إلى تقرير المصير والاستقلال في الصحراء". وكان المغرب قد سحب سفيره من العاصمة بريتوريا سنة 2004 احتجاجاً على إقامة الرئيس السابق، ثابو مبيكي، علاقات دبلوماسية مع جبهة البوليساريو. لكن زوما قال في التصريح ذاته: "إن المغرب دولة إفريقية ونحتاج إلى إقامة علاقات دبلوماسية معها"، وأضاف: "لم نواجه مع المغرب أية مشاكل، هو لجأ أولاً إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معنا". وأشار زوما إلى أنه "كان من الصعب استئناف العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية لأنها لم تكن جزءً من الاتحاد الإفريقي إلى وقت قريب". وأوضح رئيس جنوب إفريقيا أن "المغرب غادر منظمة الوحدة الإفريقية (التسمية التي سبقت الاتحاد الإفريقي) ولم تكن لدينا فرصة للقاء بهم، لقد غادروا المنظمة بسبب عدم رضاهم عن وجهات نظر البلدان الإفريقية بخصوص قضية الصحراء" مضيفا أن "جنوب إفريقيا كانت في تلك الفترة التي غادر فيها المغرب منحازةً بوضوح إلى الشعب الصحراوي، ولم تكن لدينا فرصة للحوار مع المغرب، ولهذا السبب التقينا لأول مرة في أبيدجان، وأحد الأسباب التي دفعتنا للقاء المغرب هو عودته إلى منظمة الاتحاد الإفريقي". وقال زوما إن المغرب كان ضمن الدول التي حصل فيها الرئيس السابق نلسون مانديلا على خبرة عسكرية في أوائل الستينيات من القرن الماضي، مضيفا بالقول: "سبق لجد الملك محمد السادس أن التقى مانديلا حين كان خارج البلاد، كان يسافر إلى جميع أنحاء العالم يبحث عن تدريبات لجنود UmkhontoweSizwe التابعين لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي"، مشيراً إلى أن المغرب "ساعد مانديلا كثيراً، ولهذا السبب حين غادر السجن رأى أنه من المهم أن يذهب ليشكر المغرب على الرغم من أنهم غادروا منظمة الوحدة الإفريقية". ولفت رئيس جنوب إفريقيا الانتباه إلى أن المغرب يرى أن "البلدين يجب أن يعيدا علاقاتهما الدبلوماسية رغم اختلاف وجهات النظر حول قضية الصحراء"، وقال إن "الملك محمدا السادس أكد لي خلال اللقاء أن الصحراء تنتمي إلى المغرب"، مشددا على أن بلاده "تريد فهم الأمر بوضوح، ونحن نحترم وجهة نظرهم، هم يعرفون تاريخهم بشكل أفضل، ولكن لدينا أيضاً وجهات نظر بخصوص حقوق الإنسان والحقوق العامة لجميع الأمم".