قال الموقع الجزائري «الجزائر تايمز» إن جنوب إفريقيا أدركت أن أطروحة الجزائر وسياستها في القارة الإفريقية أصبحت متجاوزة، وأن الاستمرار في هذا المحور أصبح من الماضي، لذلك استدارت نحو المملكة المغربية لترسيخ علاقات سياسية واقتصادية متينة مع المغرب، الذي ما مافتئ يبهر الدول الإفريقية والعالم بسياسته التنموية والتطلع نحو المستقبل. وأضاف الموقع أن جنوب إفريقيا أدركت أيضا أن المغرب قوة اقتصادية مهمة في القارة، وأن ببقائها خارج السياق ستزداد الضغوطات عليها وسيتم تهميشها وعزلها، مشيرة إلى أن الوضع في الجزائر والأزمة التي يتخبط فيها الاقتصاد والغموض الذي يلف مستقبل البلاد، كلها مؤشرات جعلت نظام جاكوب زوما يراجع أوراقه، ولو أنه تأخر بعض الوقت للعودة إلى رشده والابتعاد عن اسطوانة تصفية الإستعمار الجزائرية أصبحت متجاوزة. ونقل الموقع تصريحات جاكوب زوما، رئيس جنوب إفريقيا، التي قال فيها إن المغرب سيبعث سفيره إلى بريتوريا كعلامة أولى على أن البلدين سيستأنفان علاقاتهما الدبلوماسية التي عرفت قطيعة منذ سنة 2004، مضيفا "لم نواجه مع المغرب أية مشاكل، هو لجأ أولاً إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معنا". وقال الموقع إن زوما أشار إلى أنه "كان من الصعب استئناف العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية لأنها لم تكن جزءً من الاتحاد الإفريقي إلى وقت قريب"، مضيفا بالقول: "سبق لجد الملك محمد السادس أن التقى مانديلا حين كان خارج البلاد، كان يسافر إلى جميع أنحاء العالم يبحث عن تدريبات لجنود UmkhontoweSizwe التابعين لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي"، مشيراً إلى أن المغرب "ساعد مانديلا كثيراً، ولهذا السبب حين غادر السجن رأى أنه من المهم أن يذهب ليشكر المغرب على الرغم من أنهم غادروا منظمة الوحدة الإفريقية". وخلص الموقع إلى أن الجزائر تلقت، خلال قمة ابيدجان، صفعات متتالية، أولا من حليفها التقليدي جنوب إفريقيا ثم انغولا، فجلالة الملك استقبل الرئيس الانغولي واتفقا على ترتيب زيارة إلى الرباط من أجل التخطيط للمستقبل، في حين لم يجد احمد اويحيى رئيس الحكومة الجزائرية من سبيل، سوى المبادرة بإلقاء التحية والسلام بحرارة على جلالة الملك لحظة التقاط الصورة الجماعية لرؤساء الدول والحكومات المشاركة في قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي التي تتواصل أشغالها بأبيدجان.