قال محمد الشرقي، الخبير والمحلل السياسي، إن جنوب إفريقيا أدركت أن أطروحة الجزائر وسياستها في القارة الإفريقية أصبحت متجاوزة، وأن الاستمرار في هذا المحور أصبح من الماضي، لذلك استدارت نحو المملكة المغربية لترسيخ علاقات سياسية واقتصادية متينة مع المغرب، الذي ما مافتئ يبهر الدول الإفريقية والعالم بسياسته التنموية والتطلع نحو المستقبل. وأكد محمد الشرقي، في تصريح ل"تليكسبريس" بخصوص الاختراق الجديد للرباط لمحور الجزائر - جنوب إفريقيا في قمة أبيدجان واللقاء الهام الذي جمع جلالة الملك بالرئيس جاكوب زوما، أن الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك حققت خلال سنة 2017 انتصارات دبلوماسية مبهرة اختزلت سنوات من الغياب. كما أوضح الشرقي، أن جنوب إفريقيا لها شركاء في القارة الإفريقية أخبروها أن الرهان، الذي تمضي فيه لن يؤدي بها إلى أي نتيجة، في ظل الاهتمام الإفريقي بالتجربة المغربية الرائدة سواء على مستوى التنمية أو الخبرة في باقي المجالات، لذاك انتظرت فرصة قمة أبيدجان للإعلان عن انطلاقة جديدة نحو المستقبل الذي ينشده الجيل الجديد من زعماء القارة. وأضاف الشرقي، أن الوضع في الجزائر والأزمة التي يتخبط فيها الاقتصاد والغموض الذي يلف مستقبل البلاد، كلها مؤشرات جعلت نظام جاكوب زوما يراجع أوراقه، ولو أنه تأخر بعض الوقت للعودة إلى رشده والابتعاد عن اسطوانة أصبحت متجاوزة. وأوضح الخبير والمحلل السياسي، أن العالم أدرك أيضا أن المستقبل ليس في الحركات الانفصالية، وأن أمن واستقرار الدول من عوامل التنمية والنجاح والانطلاقة نحو المستقبل، فالمنتظم الدولي الأممي مع وحدة الدول واستقرارها، لأنه في غياب الأمن لن تكون هناك أي تنمية، والمغرب اعتمد على هذا المعطى، سواء داخل البلاد، أو مع مجموعة من الدول الإفريقية التي أصبحت تطالب بالخبرة الأمنية والتنموية للمملكة. وأشار الشرقي، في التصريح ذاته، إلى أن جنوب إفريقيا أدركت أن المغرب قوة اقتصادية مهمة في القارة، وأن ببقائها خارج السياق ستزداد الضغوطات عليها وسيتم تهميشها وعزلها. وختم الشرقي بالقول، إن الصورة التي تناقلتها وسائل إعلام عالمية أمس والتي جمعت جلالة الملك بالرئيس زوما، وهما يخططان لعلاقات أفضل بين البلدين، زادت من عزلة الجزائر التي تشعر الآن بالمرارة والخيبة بعدما نفضت جنوب إفريقيا، حليفها التقليدي، يدها عنها وعن أطروحة تبين مع مرور الوقت أنها مشروخة. يذكر أن الجزائر تلقت، خلال قمة ابيدجان، صفعات متتالية، أولا من حليفها التقليدي جنوب إفريقيا ثم انغولا، فجلالة الملك استقبل أمس الرئيس الانغولي واتفقا على ترتيب زيارة إلى الرباط من أجل التخطيط للمستقبل، في حين لم يجد احمد اويحيى رئيس الحكومة الجزائرية من سبيل، سوى المبادرة بإلقاء التحية والسلام بحرارة على جلالة الملك لحظة التقاط الصورة الجماعية لرؤساء الدول والحكومات المشاركة في قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي التي تتواصل أشغالها بأبيدجان.