أثار خبر التحاق أستاذ لمادة الفلسفة ب"داعش"، ينحدر من مدينة وزان ويعمل مدرسا بنواحي مدينة أكادير، صدمة نفسية وسط أسرته؛ إذ لا يزال شقيقه إلى حدود الآن غير مصدق النبأ الذي نزل كالصاعقة على أفراد أسرته بمدينة وزان، بعدما كتب الأستاذ تدوينة مساء الاثنين يعلن فيها التحاقه ب"داعش". وأكد أحد أشقاء الأستاذ أسامة أن الأخير أخبر أسرته، خلال الصيف الفائت، بأنه سيسافر إلى إسبانيا من أجل تكوين خاص بموضوع المادة التي يدرسها. وهكذا سافر قبل عيد الأضحى، وظلت الأسرة تنتظر عودة ابنها إلى حضنها بهذه المناسبة، غير أنه لم يرجع إلى البيت، ولم يلتحق بعمله. وفي اتصال بهسبريس، أورد أحد أقربائه أن الأستاذ لم يكن على علاقة بالفكر المتطرف، بل لم تكن له علاقة بالالتزام الديني "النمطي" الذي يظهر من خلال الالتزام بالصلاة في أوقاتها الخمسة بالمسجد، وصوم الاثنين والخميس، أو من خلال اللباس الذي يميز الملتزمين بالإيديولوجيا السلفية. وقال المصدر ذاته: "ما صدمني أكثر أن أسامة لم يكن أبدا معنيا بالفكر الإسلامي، ولا أدبيات الحركات الإسلامية في نسختها المتطرفة، بل كان يشكك في الدين الإسلامي ويعلن إلحاده أمام زملائه المقربين في بعض الأحيان". ومن الناحية المادية، أضاف المتحدث، في اتصال هاتفي بهسبريس، أن أسامة لم يكن يعاني من ضيق مادي، ولا يشكو من الفاقة والحاجة، بل استطاع أن يرتقي إلى السلم 11 هذه السنة وهو لا يزال في بداية مسيرته العملية في التدريس بالثانوي. وما أثار الاستغراب أكثر للمتابعين لصفحة الأستاذ على "فيسبوك" أنه أعلن الالتحاق ب"داعش"، وبعد نحو ساعة حذف التدوينة، غير أنه عاد اليوم ليؤكد خبر الالتحاق بالتنظيم المتطرف بالعراق وسوريا، الذي يعرف تراجعا بفعل الضربات التي تلقاها من قبل قوات التحالف الدولي وخسر على إثرها الكثير من المدن والبلدات في كل من العراق وسوريا؛ وهذا ما يثير الشك والريبة في التدوينة. غير أن هذا الشك حاول اليوم أستاذ الفلسفة تبديده من خلال تدوينة جديدة يؤكد من خلالها خبر الالتحاق بالتنظيم المتطرف؛ إذ كتب يقول: "نعم فأنا أسامة مساوي، ذاك الذي شارك معكم الأفراح والبلاوي. ناهض معكم الظلم والاستكبار، وقهر الشعوب ليل نهار". وأضاف مستدركا: "لكن دعاني الداعي أنه لا ينهد الجور ولا يسقط إلا بسلاح قاطع بتار. وأنه والله واهم من يطلب الانعتاق حاسر الصدر بلا توكل بلا عدة بلا قراءة للتاريخ والأخبار، ومن شك في صورتي فليأخذ كلامي ويجتهد في طلب دقته وسبر المعاني، وليسمع من الزرقاوي أو العدناني، وليعد لأحاديث النبي وآيات الرحمن. وإياه وأئمة السوء حمير العلم أحباب الطواغيت والإمبريالية، سياط مسلطة على رقاب الناس باسم الطاعة والبيعة الهاوية". خبر التحاق أسامة، أستاذ الفلسفة، ب"داعش" صدم أيضا بعض تلامذته؛ إذ كتبت إحدى تلميذاته تدوينة على صفحتها ب"فيسبوك" تعرب فيها عن صدمتها من هذا التحول الذي وقع فيه أستاذها الذي علمها "الفلسفة وجوهرها وكيفية استهلاك المفاهيم الفلسفية في حياتنا اليومية". وقال أسامة في حق تلامذته: "لتلاميذي الأعزاء الذين ما رأيت منهم إلا الصدق والطيبة والإباء، ها أنا ذا يا أبناء المسلمين أبرئ نفسي من كل سوء فيه من قبل أوقعتكم، أو شبهة إليها أدخلتكم، أو شك سيء إليه دفعتكم". وختم تدوينته مؤكدا خبر الالتحاق ب"داعش" ومبددا الشك الذي ران خلال اليوم كله على نفوس تلامذته وأقربائه وأسرته، وقال: "أنا من حجبت المنشور بالأمس لأسباب هنا تخصني، وقد أعدته الآن فدققوا وانتقدوا وافحصوا بالعقول وحدقوا بالعيان، عساكم تجدون تفسيرا لهذه الواقعة وهذا البيان".