لازال أستاذ الفلسفة الذي أعلن قبل أيام التحاقه بتنظيم "الدولة الإسلامية" يثير الكثير من الجدل والتساؤلات، فبعد إعلانه عبر حسابه "الفيسبوكي" انضمامه إلى "داعش"، عاد مجدداً ب"تدوينة" أخرى تربطه بتنفيذ "عملية استشهادية" في سوريا. وكان أستاذ الفلسفة المنحدر من مدينة وزان، والذي عمل مدرسا بنواحي أكادير، أثار بخبر التحاقه بالتنظيم الإرهابي صدمة نفسية وسط أسرته وزملائه الذين لم يصدقوا الأمر بعدُ، خصوصا أنه كان شابا معروفا تشبعه بالفكر اليساري. وجاء في "تدوينة" على حساب الأستاذ أسامة مساوي، حملت توقيع شخص يدعى أبو البراء عبد الرحمن المغربي: "أبشر أحبتي وإخواني وأحبة الأخ الحبيب والأستاذ الأريب والفارس الباسل المقدام الحي النقيُّ التقيُّ، الصديق الوفي والرفيق الحنون والأخ الناصح المؤمن الصادق، نحسبه والله حسيبه بأنه قد صدّق أقواله بأفعاله، وسطَّر بدمه الطاهر بطولات لتكون منارا لمن خلفه، ونفذ عملية استشهادية في أرض الشام المباركة لترتفع راية التوحيد وتكون كلمة الله هي العليا"، وفق الصياغة. وأشار المصدر ذاته إلى أن أستاذ الفلسفة ترك قبل العملية، التي نفذها أمس الأحد، "رسائل نصح ودعوة وقعها بدمه الطاهر، كتبها قبل أيام قليلة، لم تتسن له تتمتها، وأوصانا بنشرها محتسبا أجرها على الله". في المقابل، قال مصدر من المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنه لا توجد معطيات دقيقة إلى حدود الساعة حول ما ينشر على حساب أستاذ الفلسفة الملتحق بصفوف تنظيم "داعش". ويرفض أصدقاء ورفاق أسامة مساوي تصديق الرواية المتداولة عن اختفائه؛ وهو الأمر الذي عبرت عنه غالبية التعليقات المتفاعلة مع التدوينة الفيسبوكية الأخيرة، والتي تزعم أن "غيابه له علاقة بمواقفه الراديكالية المتجاوزة للخطوط الحمراء في البلا"د. وكان أستاذ الفلسفة نفسه، في "تدوينة" سابقة، رقن: "أنا أسامة مساوي، ذاك الذي شارك معكم الأفراح والبلاوي. ناهض معكم الظلم والاستكبار، وقهر الشعوب ليل نهار"، وأضاف: "دعاني الداعي أنه لا ينهد الجور ولا يسقط إلا بسلاح قاطع بتار. وأنه والله واهم من يطلب الانعتاق حاسر الصدر بلا توكل بلا عدة بلا قراءة للتاريخ والأخبار، ومن شك في صورتي فليأخذ كلامي ويجتهد في طلب دقته وسبر المعاني، وليسمع من الزرقاوي أو العدناني، وليعد لأحاديث النبي وآيات الرحمن؛ وإياه وأئمة السوء حمير العلم أحباب الطواغيت والإمبريالية، سياط مسلطة على رقاب الناس باسم الطاعة والبيعة الهاوية"، بتعبيره. وقال أسامة في حق تلامذته: "لتلاميذي الأعزاء الذين ما رأيت منهم إلا الصدق والطيبة والإباء، ها أنا ذا يا أبناء المسلمين أبرئ نفسي من كل سوء فيه من قبل أوقعتكم، أو شبهة إليها أدخلتكم، أو شك سيء إليه دفعتكم".