قبل طلوع الشمس وإلى غاية الثامنة من مساء أمس الثلاثاء، توجه الدنماركيون والمقيمون في هذه المملكة الاسكندينافية إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لصالح الأحزاب والقوائم الانتخابية التي تتنافس على مجالس الأقاليم ومقاعد بالبلديات. وحسب تصريحات متطابقة لرؤساء بلديات من ثلاث مدن دنماركية، ضمن لقائهم بهسبريس، فإنه "تم تسجيل حوالي 62.3 بالمائة كنسبة لمشاركة المواطنين في صنع القرار بمدنهم". واعتبر المتحدثون أنفسهم، بتطابق ضمن تصريحاتهم، أن "هذه النسبة مهمة جدا، وتنم عن وعي كبير لدى المواطنين بأهمية المشاركة في هذا الحدث". من سير التصويت تقوم الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات بتوفير الخدمات اللوجستيكية داخل المراكز المخصصة للاقتراع، والبلديات أيضا، دون الاعتماد على وزارة الداخلية؛ فيما يتم تخصيص لجنة ممثلة من طرف جميع الأحزاب للتنقل إلى بيت المرضى قصد منحهم فرصة الإدلاء بأصواتهم ، وهو ما ينطبق أيضا على المسافرين الذين يمنحون حق الاقتراع أيّاما قبل حلول مواعيد تنقلهم. ويتم التأكد من هوية الناخب، حسب رئيسة اللجنة التنظيمية لمكتب الاقتراع في بلدية كوبنهاكن، "عن طريق بطاقة يتوصل بها في بيته، وتحمل رمزا سريا يظهر اسمه وتاريخ ميلاده ومقر سكنه، ويتم الشطب عليه من اللائحة يدوياً وإلكترونيا، بعد إدلائه بصوته، من أجل تفادي تكرار الأصوات وضمانا للنزاهة". وأضافت المتحدثة ضمن تصريح لهسبريس: "يمنع على الناخب اصطحاب أي فرد إلى المعزل باستثناء الأطفال الأقل من سبع سنوات، وينبغي وجود موافقة ذوي الاحتياجات الخاصة لمساعدتهم داخل المعزل؛ شريطة التصريح بالاختيار بصوت مرتفع". قلوب على اليسار فِي لقاءات لهسبريس بأفراد من صفوف الجالية المغربية المقيمة في الدنمارك، عبر عدد كبير منهم عن ارتياحهم لأحزاب اليسار، وكشفوا أنهم فضلوا الإدلاء بأصواتهم لصالحها؛ فيما امتنع البعض عن المشاركة وقاطعوا الانتخابات بحجة أن "جميع الأحزاب لا تمثل إرادتهم". وبخصوص الملاحظات التي استقتها سياسيات مغربيات، تحركن خصيصا لحضور الانتخابات المحلية الدنماركية، قالت هند بن عمرو المستشارة بمجلس جماعة الرباط: "الانتخابات تمر في شفافية تامة. والجميل أن ممثلي الأحزاب هم الذين يشرفون بشكل مسؤول على عمليات التصويت والفرز". وعلقت بن عمرو على برامج الأحزاب السياسية المتنافسة: "إنها تهتم بالمواطنين من أصغر فرد في اتجاه التربية والتعليم إلى أكبرهم سنا.. تولي اهتماما بالمسنين والأشخاص الذين يقطنون في دور العجزة، وهذا ما يفسر الثقة المتبادلة والمشاركة الواسعة للمواطنين في العملية الانتخابية التي وصلت إلى نسب عالية في بعض البلديات". نساء ونساء لطيفة بوشوى، رئيسة فدرالية رابطة حقوق النساء، تناولت حضورها الانتخابات الدنماركية بالقول لهسبريس: "جاء هذا في إطار برنامج الشراكة العربية الدنماركية، عن طريق مؤسسة كفينفو في مجال تمثيلية مشاركة النساء السياسية في الانتخابات". "بدأت هذه الشراكة منذ سنة 2007، ومازالت مستمرة، وتقوم على تبادل التجارب والدعم وتقوية مشاركة المرأة في الحقل السياسي"، تزيد المتحدثة نفسها. وأضافت بوشوى أن المنظمة التي ترأسها "تقوم باستدعاء مجموعة من الفاعلات في الحقل الحقوقي النسائي والسياسي للوقوف على مستجدات المشاركة النسائية في السياسة، والاطلاع على التحديات التي تواجه المرأة بالمغرب". زيارة بشقين حول سبب زيارة عدد من السياسيات المغربيات إلى الدنمارك أوضحت بوشوى: "تأتي هذه الزيارة في شقين، أحدهما نظري للوقوف على مستجدات مشاركة النساء هنا في الانتخابات والتعرف عليهن أكثر، بالإضافة إلى الجانب الميداني للوقوف على كيفية تدبير الانتخابات، إذ تمت مواكبة بعض الحملات الانتخابية، بالإضافة إلى زيارة مكاتب الاقتراع والفرز". وأشارت المتحدثة إلى أن المرأة الدنماركية حاضرة بقوة في جميع مراحل العملية الانتخابية بمختلف الأطياف السياسيّة، بالإضافة إلى بروز مبادرة حزبية جديدة من خلال الحزب النسائي، الذي يدعو إلى إقرار المساواة ما بين النساء والرجال ضمن مشروع سياسي متكامل، يهتم أيضا بقضايا الهجرة واللجوء والأقليات، مع منح الحق للرجال المؤمنين بأطروحة هذا الحزب للانخراط فيه. وختمت لطيفة تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية بتشديدها على أن خلاصة المواكبة الميدانية لمجريات الانتخابات المحلية في الدنمارك أبرزت أن "العملية الانتخابية هنا حق وتمرين مواطن، متجذر وعريق لدى الجميع، والإدارة تيسر الأمر برمته بطريقة تعاطيها".