اعلنت اللجنة العامة للانتخابات البلدية في السعودية ان عدد المرشحين النهائي في ثاني عملية اقتراع من نوعها في تاريخ المملكة المحافظة ستجري في 29 ايلول/سبتمبر الحالي بلغ 5324 مرشحا يتنافسون على 816 مقعدا. واوضحت اللجنة ان "العدد الكلي للناخبين الذين سجلوا انفسهم بلغ حوالى 2,1 مليون ناخب, يحق لهم الادلاء باصواتهم يوم الاقتراع". ولم تتسن معرفة عدد الذين يحق لهم الاقتراع لكنهم لم يسجلوا اسماءهم في قيد الناخبين. وبدات امس الاحد الحملات الانتخابية للمرشحين التي تستمر 11 يوما حتى 28 ايلول/سبتمبر, عشية الاقتراع, على ان تعلن النتائج في الاول من تشرين الاول/اكتوبر اي بعد 48 ساعة من اغلاق الصناديق. ويبلغ عدد المجالس البلدية في السعودية 285 مكونة من 1634 مقعدا ينتخب المواطنون نصفهم فيما تعين الحكومة النصف الثاني. وكان عدد المجالس البلدية 179 في الانتخابات الماضية في حين كان عدد المقاعد 1212 فقط كما ارتفع عدد المراكز الانتخابية الى 855 بدلا من 631. والمرأة ممنوعة من المشاركة في العملية الانتخابية على الاطلاق سواء ترشيحا او اقتراعا. الا ان مجلس الشورى اقر اخيرا وجوب مشاركتها كناخبة فقط في الدورات المقبلة. ويغيب العنصر النسائي للمرة الثانية عن الانتخابات البلدية بسبب المنع, الامر الذي اثار وما يزال جدلا كبيرا وسط دعوات لمقاطعة الانتخابات اطلقتها ناشطات وحقوقيات سعوديات. وقد اجريت اول انتخابات لتشكيل المجالس البلدية في مختلف مناطق ومحافظات البلاد في العام 2005, وكان مقررا اجراء الانتخابات الحالية في العام 2009 لكن تم تأجيلها لاجل غير مسمى. وصدر قرار في نيسان/ إبريل الماضي لاجرائها في ايار/مايو الفائت, قبل ان يصدر قرار آخر بتأجيلها الى ايلول/سبتمبر الحالي. وقال معتوق الشريف احد المرشحين الشبان لعضوية المجلس البلدي في جدة وهو من الناشطين في الجمعية الوطنية لحقوق الانسان "نريد ترسيخ حقوق الشبان ومشاركتهم في التنمية لان الفرصة لم تكن سانحة امامهم في السابق". واضاف "لذا فان المجلس البلدي يشكل فرصة مناسبة لتحقيق ذلك". وتابع الشريف "بدأت حملتي الانتخابية واعتقد انني انال تاييد معظم الشبان والحقوقيين والاعلاميين كوني امثلهم (...) لا بد من تكريس المواطنة وخلق بيئة جيدة للشباب". من جانبه, اوضح المرشح بسام اخضر المحسوب على التيار الاسلامي لفرانس برس انه "نصب خيمته الانتخابية وبدا فعليا الحملة عبر برنامج زيارات لاعيان مدينة جدة والمؤثرين فيها". واعتبر ان المجالس البلدية في المملكة تلعب "دورا مؤثرا في المجتمع وذلك خلافا للعديد من الاراء التي انتقدتها ورات انها منزوعة الصلاحيات". وعلل المرشح اخضر رايه قائلا ان "الصلاحيات الممنوحة للمجالس حاليا قوية لكن تفعيلها من قبل الاعضاء وفهمهم للنظام هو الاشكالية". وتابع ان "المجلس البلدي جهة رقابية يملك ثلاث اقوى صلاحيات, فالبلديات لا تستطيع رفع ميزانياتها لوزارة المالية قبل موافقة المجلس البلدي عليها, كما ان المجلس مخول الرقابة على المشاريع المعتمدة, الى جانب مراجعة الحسابات الختامية للامانات". واستبعد اخضر العضو في المجلس البلدي الحالي ان "تحدث اي تكتلات او دعوات قبلية في الانتخابات الحالية (...) فالضوابط الجديدة تمنع حدوث ذلك". وتحظر اللجنة العامة للانتخابات على اعضاء اللجان الانتخابية زيارة مقرات المرشحين حتى لو كانوا من الاقارب, كما تحظر على الموظفين العامين استخدام صفتهم الوظيفية لتقديم الدعم لاي مرشح. وستكون الحملات الانتخابية بشكل فردي وليس جماعي او من خلال قوائم موحدة. كما تمنع التكتلات والدعوات للتصويت لقوائم مرشحين وفقا لتوجهات معينة او تبعا للانتماء القبلي. بدوره, قال عبدالعزيز النهاري المتحدث الرسمي باسم لجنة الانتخابات الفرعية بجدة لفرانس برس ان "جميع المرشحين تقدموا للحصول على تصاريح لحملاتهم الانتخابية لكن 119 فقط حضروا لتسلمها امس" الاحد. ولفت الى ان "فترة الحملات الانتخابية كافية ليقوم المرشحون بشرح برامجهم الانتخابية". ويقوم بمراقبة العملية الانتخابية فريق من المحامين والمهندسين السعوديين تم اعتمادهم من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية, فيما امتنعت الجمعية الوطنية لحقوق الانسان عن المشاركة في المراقبة.عبد الهادي الحبتور