للمرة الثالثة منذ خروجهم عن سيطرة بغداد عام1991 ، يتوجه حوالى مليونين ونصف مليون من الناخبين الاكراد الى صناديق الاقتراع غدا السبت للادلاء باصواتهم في انتخابات تشريعية يتخللها اختيار رئيس لاقليم كردستان. ويخوض الحزبان الكبيران، الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الرئيس الحالي للاقليم والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني الانتخابات التشريعية عبر وجوه جديدة. وتواجه القائمة «الكردستانية» التي تجمع الحزبين وتضم مئة مرشح مناصفة بينهما، منافسة حادة من قائمة «التغيير» بزعامة نوشيروان مصطفى المنشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني وتتمحور حملته على ضرورة القيام بتغيير في جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. يشارك في انتخابات الاقليم19 كيانا سياسيا وخمسة ائتلافات على ان لا يقل عدد المرشحين لكل كيان عن ثلاثة مرشحين. وتشن الكيانات السياسية حملات مكثفة حول مكافحة الفساد. ويقوم قادة الحزبين الكبيرين بجولات منذ اكثر من عشرة ايام شملت مناطق نائية للقاء الناخبين وتشجيعهم على المشاركة والتصويت لصالحهم. وكان بارزاني اعلن ان الانتخابات ستجري في25 يوليو بعد ان كانت مقررة في التاسع عشر من مايو الحالي. ويشكل الاقليم دائرة واحدة كما ان القائمة مغلقة وبنظام النسبية البسيطة. وخصص برلمان الاقليم اثر تعديلات ادخلها على قانون الانتخابات حصة للمراة نسبتها30 بالمئة لان «القائمة المغلقة لن تمنح النساء حقوقهن وهناك خطر عليهن لذا، قرر البرلمان تخصيص حصة معينة لهن وينطبق الامر ذاته على الاقليات ايضا» وفقا لمسؤولين حزبيين. وبين النواب28 امراة حاليا. ويتكون برلمان كردستان من111 مقعدا يشغل فيه الحزبان الرئيسيان78 مقعدا، والاتحاد الاسلامي الكردستاني المتاثر بالاخوان المسلمين تسعة مقاعد، والجماعة الاسلامية الكردستانية السلفية ستة مقاعد. ويشغل المسيحيون والتركمان والشيوعيون والاشتراكيون المقاعد المتبقية. لكن البرلمان اجرى تعديلات على قانون الانتخابات حدد بموجبها نسبة معينة من المقاعد للمكونات غير الكردية بواقع خمسة للمسيحيين من كلدان واشوريين وسريان وخمسة للتركمان ومقعد للارمن. ويقدر عدد سكان الاقليم باربعة ملايين ونحو400 الف نسمة. وهناك نحو مليونين و518 الف شخص يحق لهم المشاركة في الانتخابات بالاضافة الى 116 الفا يشاركون في عمليات التصويت الخاص. وفي هذا السياق، تم أمس الخميس فتح120 مركزا للاقتراع الخاص في اقليم كردستان وبغداد والموصل والانبار، و يتعلق الأمر بالبشمركة والشرطة والسجناء والمرضى والكوادر الطبية و يبلغ عدد المراقبين 45 الفا بينهم16 الف وخمسمئة من منظمات المجتمع المدني واكثر من27 الفا من الكيانات السياسية بالاضافة الى350 مراقب دولي وعربي. وقد جرت اول انتخابات في الاقليم عام1992 بعد خروج هذه المنطقة عن سلطة النظام العراقي في اعقاب حرب الخليج الثانية. وتدل استطلاعات الراي على احتمال نيل القائمة «الكردستانية» بين65 الى 75 بالمئة، بحسب مصادر الحزب الديموقراطي. وتتوقع الاحزاب ان تبلغ نسبة المشاركة حوالى80 بالمئة. يذكر ان هناك ستة مرشحين يتنافسون على رئاسة الاقليم ابرزهم بارزاني. وستجري انتخابات الرئاسة في اليوم ذاته مع الانتخابات البرلمانية.