تشير النتائج شبه النهائية للانتخابات المحلية بالدنمارك إلى تقدم واضح للحزب الديمقراطي الاجتماعي، بتربعه على عرش 44 مجلسا بلديا، في حين اكتفى الحزب الليبرالي الدنماركي برئاسة 34 مجلسا بلديا؛ فيما توزعت رئاسة المجالس العشرين المتبقية بين عدة أحزاب وقوائم محلية في المدن. ومن بين أزيد من ستة مرشحين من أصول مغربية، فاز سعيد الإدريسي، ذو الأصول الأمازيغية، بأعلى نسبة تصويت بمدينة بروند بي عن حزب الاجتماعي الليبرالي الدنماركي، ونالت المغربية لطيفة اليورينغ بأعلى نسب تصويت بمنطقة "فاكسي" ممثلة حزبها الدنماركي الليبرالي. وتعليقا على فوزه في الاستحقاقات المحلية، أعرب سعيد الإدريسي، المغربي الذي يعيش ببلاد السعادة مند أزيد من 42 سنة، في لقاء بهسبريس، عن "سعادته بالنتائج المهمة التي تبوأها عن جدارة واستحقاق بالانتخابات البلدية بمدينته، بعدما قضى أزيد من ثلاثة أشهر في الاشتغال على حملته الانتخابية المقنعة والتي مكنته من انتزاع أصوات الدنماركيين". وبيّنت النتائج تراجعا كبيرا لأحزاب اليمين وتقدما واضحا لأحزاب اليسار الدنماركي في عدة أقاليم ومدن دنماركية، كما بينت النتائج ولأول مرة في تاريخ الاستحقاقات بالدنمارك فوز سياسية تنتمي إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي تدعى كرستينا كرزوروسياك هانسن تبلغ من العمر 24 ربيعا برئاسة بلدية مدينة هولبيك، التي يقطنها حوالي 27 ألف نسمة. وفي تصريحات صحافية، قالت كرزوروسياك هانسن التي درست علم الاجتماع في جامعة كوبنهاجن: "لقد منحني الناخبون ثقة في هذه الفترة التي تمر بها البلدية بظروف اقتصادية صعبة، وسأعمل على تحسينها وإبرام اتفاقيات تدعم هذا". وأعرب عدد من سكان المدينة عن ثقتهم في قدرات الشابة السياسية، حيث قال عدد من المواطنين في تصريحات متطابقة: "نرى أنه من الجيد أن يشارك الشباب في الحياة السياسية بهذه الطريقة"، متمنين أن تقوم الرئيسة الشابة بأخذ قضايا كبار السن والعائلات بعين الاعتبار خلال فترة حكمها. وفيما أعرب الكثير منهم عن التوجس من حداثة أعمار الساسة الجدد كونهم لا يتوفرون على خبرة في مجال السياسة، وبالتالي يمكن أن يصعب عليهم اتخاذ قرارات حاسمة متعلقة بمصير المدينة. وأثنى عديد من المواطنين الدنماركيين، في تصريحات لهسبريس، على نتائج الانتخابات واعتبروها انتصارا لنهج الخطاب العقلاني المسؤول، مؤكدين أن "فوز الأحزاب التقليدية في الانتخابات المحلبية يثبت أن كافة المواطنين الدنماركيين مرتاحون للخدمات التي تقدمها مجالس البلديات في مجال الرفاهية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية". كما عبّر الكثير ممن تحدثت معهم هسبريس عن رضاهم عن الكيفية التي تدبّر بها هذه الأحزاب الميزانيات المخصصة للبلديات، مبرزين أن اختبارهم يعكس ثقة السياسات المحلية في زمن العولمة. وتلونت نتائج الاستحقاقات الانتخابية بلون اليسار في هذه الانتخابات؛ وهو ما سيدفع أحزاب اليمين إلى التفكير في تفادي نتائج مماثلة في الانتخابات البرلمانية، التي سيتم إجراؤها في موعد لا يتجاوز يونيو 2019. جدير بالذكر أن هذه الانتخابات قد شهدت متابعة عن قرب من عدة ممثلين لبلدان عربية؛ منها المغرب وتونس والأردن ومصر، بدعوة من برنامج الشراكة الدنماركية العربية بهدف إطلاعهم على طريقة سير العملية الديمقراطية الدنماركية كنموذج للشفافية والحكم الرشيد في الدول الاسكندنافية.