رصدت دراسات ميدانية لجمعيات عاملة في مجال محاربة تناول المخدرات وأقراص الهلوسة زيادة مخيفة في نسبة تعاطي تلاميذ الإعداديات والثانويات لها داخل الأحياء الشعبية بمدينة الدارالبيضاء وضواحيها، خاصة بكل من درب السلطان وسيدي مومن والحي الحسني وليساسفة. وتشير المعطيات إلى أن ما بين 30 و50 في المائة من تلاميذ مدارس العاصمة الاقتصادية يتناولون المخدرات وأقراص الهلوسة، في ظل انتشار رهيب لشبكة الوسطاء في محيط المؤسسات التعليمية وداخلها. وحذر عبد الصمد التحفي، المنسق الوطني لجمعية "لا للقرقوبي"، من استمرار اتساع دائرة ترويج هذه المخدرات التي ساهمت في تزايد نسبة الجنوح في أوساط التلاميذ، والتي تتم ترجمتها في شكل اعتداءات متزايدة على الأساتذة والأطر التربوية بالمؤسسات التعليمية العمومية. وقال عبد الصمد التحفي، في تصريح لهسبريس، إن "المعدل العام للتلاميذ الذين يتناولون أقراص الهلوسة يبلغ 30 في المائة بالدارالبيضاء"، وزاد مستدركا: "لكن هده النسبة ترتفع إلى 40 في المائة في مدارس أحياء سيدي البرنوصي وسيدي عثمان". وأضاف المنسق الوطني لجمعية "لا للقرقوبي" أن "الدراسات الميدانية مكنت المتخصصين في محاربة انتشار استهلاك المخدرات في أوساط المراهقين من الوقوف على أرقام وإحصائيات مخيفة تهم نسبة التلاميذ الذين يتناولون أقراص الهلوسة بالمناطق السوداء في الدارالبيضاء، إذ ترتفع إلى 50 في المائة في المؤسسات التعليمية المتمركزة في مناطق الحي الحسني ودرب السلطان وسيدي مومن". وأكد التحفي أن انتشار تجارة أقراص الهلوسة داخل المؤسسات التعليمية بهذه الحدة "يعتبر مؤشرا واضحا على مدى القوة التي تتمتع بها عناصر "مافيا القرقوبي"، وعدم قدرة عناصر أمن مدينة الدارالبيضاء على مواجهة توسع نشاطها في محيط المدارس وداخلها". وأضاف الناشط الجمعوي في التصريح ذاته: "الأمر سيان بالنسبة لعناصر الدرك الملكي وشرطة الحدود والجمارك، التي يتوجب عليها التعامل بصرامة مع العصابات التي تقوم بإدخال هذه المخدرات التي ساهمت في تخريب جيل كامل من تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمغرب".