تراجع نشاط شبكات تسويق "القرقوبي" و"الإكستازي" في معظم مناطق مدينة الدارالبيضاء، مباشرة بعد تشديد الخناق على العصابات الإجرامية العاملة في هذا المجال، وتمكن مصالح الشرطة القضائية لولاية أمن الدارالبيضاء والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من الإطاحة بعناصر خمسة من هذه الشبكات. ووفق معطيات حصلت عليها هسبريس فإن هذه الحملة الواسعة تتم تحت الإشراف المباشر لمصالح المديرية العامة للأمن الوطني، وتستهدف الضرب بقوة واستهداف المنابع بمدينة طنجة، التي تزود كافة المدن المغربية بهذه المخدرات، وهو ما ساهم في تجفيف الأسواق الكبرى من "القرقوبي" و"الإكستازي". وقال عبد الصمد التحفي، المنسق الوطني لجمعية "لا للقرقوبي"، إن الأمور بدأت تتغير نحو الأفضل في مدينة الدارالبيضاء، في ظل التراجع الكبير لكميات الأقراص المهلوسة التي يعرضها تجار التقسيط في معظم الأحياء الشهيرة بهذه التجارة غير القانونية، مع وجود متابعة أمنية لصيقة لأي نشاط مشبوه. وأضاف التحفي في تصريح لهسبريس: "أولى الانعكاسات الإيجابية للحملة الأمنية الواسعة على عصابات القرقوبي تتمثل في تراجع الكميات المروجة وارتفاع الأسعار بنحو 400 في المائة، وهو ما دفع العديد من التجار إلى صرف النظر عن تسويق هذا النوع من المخدرات. ونحن متأكدون أن الخطة الأمنية بدأت بالفعل تؤتي أكلها". وشنت مصالح أمن مدينة الدارالبيضاء حربا حقيقية على مروجي هذه الحبوب، من أجل وقف نزيف استهلاك المخدرات داخل أوساط شباب مدينة الدارالبيضاء، ولمحاصرة ظاهرة الاعتداءات المتزايدة على ساكنة العاصمة الاقتصادية، المرتبطة باستهلاك هذا النوع من المخدرات. يشار إلى أن الدراسات الميدانية تشير إلى أن المعدل العام للتلاميذ الذين يتناولون أقراص الهلوسة يبلغ 30 في المائة بالدارالبيضاء؛ لكن هذه النسبة ترتفع إلى 40 في المائة في مدارس أحياء سيدي البرنوصي وسيدي عثمان. ومكنت هذه الدراسات المتخصصين في محاربة انتشار استهلاك المخدرات في أوساط المراهقين من الوقوف على أرقام وإحصائيات مخيفة تهم نسبة التلاميذ الذين يتناولون أقراص الهلوسة بالمناطق السوداء في الدارالبيضاء، إذ ترتفع إلى 50 في المائة في المؤسسات التعليمية المتمركزة في مناطق الحي الحسني ودرب السلطان وسيدي مومن.