قدرت التنسيقية الوطنية لمحاربة استهلاك المخدرات عدد الشباب المغاربة المدمنين على استهلاك مخدر "القرقوبي" بنحو مليون شخص، من أصل 1.6 مليون مغربي مدمنين على تناول المخدرات بكل أنواعها. وقال عبد الصمد التحفي، المنسق الوطني لجمعية "لا للقرقوبي"، إن أخطر المضاعفات التي تتربص بالشباب المستهلكين لهذه الحبوب المهلوسة "تتمثل بشكل خاص في الاحتمال الكبير لإصابتهم بالعجز الجنسي المرضي، الذي يؤثر بشكل مباشر على سلوكهم اليومي في التعامل مع الآخرين". واعتبر التحفي، في تصريح لهسبريس، أن تكرار حالات الاعتداء على الفتيات من طرف الشبان المدمنين على أقراص "القرقوبي" تعود بالأساس إلى "المعاناة مع حالة الضعف الجنسي التي تصيبهم، والتي تفقدهم الثقة في أنفسهم، وتدفعهم إلى ممارسة العنف الجسدي لإثبات رجولتهم المفتقدة". وأوضح المنسق الوطني لجمعية "لا للقرقوبي" أن انتشار استهلاك الأقراص المهلوسة "تقف وراءه شبكات لا تكترث سوى بتحقيق الأرباح المادية على حساب صحة الشباب، ودون الاكتراث بمستقبلهم ولا باستقرارهم النفسي". ورصدت دراسات ميدانية لجمعيات عاملة في مجال محاربة تناول المخدرات وأقراص الهلوسة زيادة مخيفة في نسبة تعاطي تلاميذ الإعداديات والثانويات لها داخل الأحياء الشعبية بمدينة الدارالبيضاء وضواحيها، خاصة بكل من درب السلطان وسيدي مومن والحي الحسني وليساسفة. وأشارت المعطيات إلى أن ما بين 30 و50 في المائة من تلاميذ مدارس العاصمة الاقتصادية يتناولون المخدرات وأقراص الهلوسة، في ظل انتشار رهيب لشبكة الوسطاء في محيط المؤسسات التعليمية وداخلها. وساهم استمرار اتساع دائرة ترويج هذه المخدرات في تزايد نسبة الجنوح في أوساط التلاميذ، التي تتم ترجمتها في شكل اعتداءات متزايدة على الأساتذة والأطر التربوية بالمؤسسات التعليمية العمومية. ومكنت الدراسات الميدانية المتخصصين في محاربة انتشار استهلاك المخدرات في أوساط المراهقين من الوقوف على أرقام وإحصائيات مخيفة تهم نسبة التلاميذ الذين يتناولون أقراص الهلوسة بالمناطق السوداء في الدارالبيضاء، وأظهرت أن هذه النسبة ترتفع إلى 50 في المائة في المؤسسات التعليمية المتمركزة في مناطق الحي الحسني ودرب السلطان وسيدي مومن.