انخفضت أسعار الأقراص المهلوسة في أسواق مدينة الدارالبيضاء بنسبة فاقت 70 في المائة، مقارنة مع مستوياتها خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وانخفضت أسعار مخدر الإكستازي إلى ما دون 15 درهما عوض 50 درهما مع بداية العام، وفق تأكيدات المهتمين بمجال محاربة استهلاك المخدرات. وقال نشطاء عاملون في مجال محاربة استهلاك المخدرات إن هذا الانخفاض تعود أسبابه إلى إغراق مدينة الدارالبيضاء بحبوب القرقوبي والإكستازي بشكل لافت ومقلق. وأكد عبد الصمد التحفي، المنسق الوطني لجمعية "لا للقرقوبي"، أن هذا الانتشار المخيف لهذه المخدرات المهلوسة قد تسبب في زيادة نشاط الجانحين الذين يقودون عمليات السرقة والاعتداء على المواطنين في العديد من المناطق بمدينة الدارالبيضاء. وأضاف التحفي، في تصريح لهسبريس: "نلاحظ تزايدا كبيرا لنشاط العصابات التي تروج لهذه الآفة، التي نخرت المجتمع وأثرت بشكل سلبي على تماسكه، وأسهمت بشكل مباشر في تنامي ظاهرة الاعتداء على المواطنين باستعمال الأسلحة البيضاء". وأعلنت مصالح أمن مدينة الدارالبيضاء حربا حقيقية على مروجي هذه الحبوب، من أجل وقف نزيف استهلاك المخدرات وداخل أوساط شباب مدينة الدارالبيضاء، ولمحاصر ظاهرة الاعتداءات المتزايدة على ساكنة العاصمة الاقتصادية. واعتبر المنسق الوطني لجمعية "لا للقرقوبي" أن هذه الحملة من شأنها المساهمة في تخفيف وطأة نشاط هذه العصابات المنظمة، التي تنشط في مجال ترويج المخدرات، مضيفا أنه ينبغي التشدد أكثر في هذا المجال والضرب بيد من حديد على كل من له علاقة بترويج هذه الأقراص، سواء داخل الأحياء السكنية أو المناطق الترفيهية أو المؤسسات التعليمية. يذكر أن الدراسات الميدانية تشير إلى أن المعدل العام للتلاميذ الذين يتناولون أقراص الهلوسة يبلغ 30 في المائة بالدارالبيضاء؛ لكن هذه النسبة ترتفع إلى 40 في المائة في مدارس أحياء سيدي البرنوصي وسيدي عثمان. ومكنت هذه الدراسات المتخصصين في محاربة انتشار استهلاك المخدرات في أوساط المراهقين من الوقوف على أرقام وإحصائيات مخيفة تهم نسبة التلاميذ الذين يتناولون أقراص الهلوسة بالمناطق السوداء في الدارالبيضاء، إذ ترتفع إلى 50 في المائة في المؤسسات التعليمية المتمركزة في مناطق الحي الحسني ودرب السلطان وسيدي مومن.