اهتمت الصحف الصادرة اليوم الجمعة بمنطقة شرق أوروبا بقضايا متنوعة من بينها التوافق المحتمل بين الرئاسة البولونية والحكومة حول مشروع إصلاح القضاء، واستراتيجية الولاياتالمتحدةالجديدة في سوريا، ورغبة تركيا في تطوير منظومتها الدفاعية الجوية، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا برفنا" أن التوافق بين رئيس بولونيا أندري دودا والحكومة وكذا الحزب الحاكم (القانون والعدالة) "الوشيك،سيخرج للوجود مشروعا مهما ومصيريا طال أمد التداول بشأنه ،في وقت تحتاج البلاد الى قانون يؤطر قطاعا حيويا لا محيد عنه للحد من الاختلالات وتصحيح بنيات العدالة الأساسية ". وأضافت أن هذا التوافق والتقارب في وجهات النظر "يعد السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات وادخال بولونيا في مسار قانوني جديد يتماشى ورغبة جزء لا يستهان به من الفعاليات ،التي ترى أن مشروع إصلاح القضاء سيوفر للقضاء جوا ملائما لعمل مكونات قطاع العدالة ،ويمنح مؤسسات القضاء أرضية قانونية صلبة تتماشى ومقتضيات الدستور وتمكنها من تحقيق الاستقلال الحقيقي" . ورأت صحيفة "فيبورشا" أن التوافق بين رئاسة البلاد والحزب الحاكم أمر محمود "سيبدد الخلافات حول جوانب من مشروع اصلاح القضاء ،لكن السؤال هو الى أي حد يمكن أن يؤثر هذا التوافق على وجهة نظر المعارضة ،التي تعترض على المشروع وترى أنه لا يضمن الاستقلالية الحقيقية لقطاع العدالة ،ويكرس كذلك هيمنة السلطة التنفيذية عليه ويحد من حرية رجال القضاء". وأكدت في هذا السياق أن التوافق بين الرئاسة والحزب الحاكم "على الأقل سيزيل ضباب سوء التفاهم الحاصل بين الجانبين منذ نهاية شهر يوليوز الماضي ،إلا أنه يتطلب في المقابل تحقيق التوافق مع المعارضة البرلمانية ،وخاصة مع حزب المنبر المدني ، التي (المعارضة ) سبق وأن طالبت الرئيس أندري دودا بتغيير فصول كثيرة من المشروع والتعديلات الخاصة بمشروع قانون المحكمة العليا ومشروع قانون المجلس الوطني للقضاء ،الذي تقدمت به الحكومة ،وعدم مجاراة طرح هذه الأخيرة ". ورأت صحيفة "فبوليتيسي" أن التوافق بين رئيس البلاد والحزب الحاكم حول مشروع إصلاح القضاء " لم يكن أمرا صعبا تحقيقه باعتبار تقارب آراء المعنيين وخلفياتهم السياسية ،إلا أن الأصعب هو تحقيق التقارب مع المعارضة المدعمة من طرف مكونات الاتحاد الأوروبي، التي ترفض جملة وتفصيلا مشروع الحكومة وتعتبره مشروعا يجر البلاد نحو الخلف ويقوض المشروع الديموقراطي للبلاد". وأكدت أن المشروع "يقتضي قبل التصديق عليه وطرحه مجددا أمام البرلمان فتح حوار واسع مع المعارضين له لتجنيب البلاد صراعا قد يصل مداه الى الاتحاد الأوروبي ويعقد أكثر العلاقات البينية ،في وقت تحتاج بولونيا الى التركيز على قضايا أخرى لا تقل شأنا ،وتهم الاصلاح الدستوري والتنمية الاقتصادية والاجتماعية" . وفي روسيا، كتبت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) أن الولاياتالمتحدة تفكر بجدية في إنشاء مناطق خفض تصعيد إضافية في سوريا في جنوب وجنوب شرق البلاد. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون كشف يوم الأربعاء أمام أعضاء مجلس الشيوخ عن نية بلاده إنشاء مناطق خفض تصعيد إضافية في سوريا وذلك في إطار الاستراتيجية السياسية للولايات المتحدة إزاء مرحلة ما بعد الحرب في سوريا. ولاحظت اليومية أن موقف موسكو من النوايا الأمريكيةالجديدة في سوريا يبقى مبهما حيث لم تجر مناقشة هذه المسألة خلال محادثات أستانا لاعتبارات منطقية على اعتبار أن "الأمور لا تسير على ما يرام حتى في مناطق خفض التصعيد التي أنشئت في السابق". من جهتها، ذكرت صحيفة (إزفيستيا) أن الرئيس الإيراني حسن روحاني وصف الزيارة الأخيرة التي قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبلاده ب"البناءة للغاية" التي أعطت نفسا جديدا للعلاقات بين البلدين. ورأت الصحيفة أن هذه الزيارة التي أتت في خضم تزايد الضغوط الأمريكية على إيران وتهديد الإدارة الأمريكية بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران ومعاقبتها قربت كثيرا بين مواقف البلدين إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وهذا ما اتضح جليا خلال الجولة السابعة من محادثات أستانا حول سورية التي اختتمت يوم الثلاثاء. وفي تركيا، ذكرت صحيفة (الفجر الجديد) أن اللجنة التنفيذية للصناعات الدفاعية التي ترأسها الوزير الأول التركي بنعلي يلدريم ناقشت مسألة تحديث القوات المسلحة التركية والنهوض بالبنيات التحتية لصناعة الدفاع. وأضافت الصحيفة أن اللجنة تدراست 22 مشروعا تصل قيمتها الإجمالية إلى 5 مليارات دولار، تهم بالخصوص تطوير أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ والذخائر الذكية والحرب الإلكترونية وتطوير البنادق والمسدسات، فضلا عن عصرنة النظم البحرية والدبابات وتطوير الطائرات بدون طيار. من جهتها، أفادت صحيفة (دايلي صباح) نقلا عن سيرغي شيمزوف، مدير عام شركة روستيك الروسية أن قيمة الاتفاق المبرم بين بلاده وتركيا بخصوص منظومة الدفاع الجوي إس-400، تتجاوز ملياري دولار. وذكرت الصحيفة أن تركيا سعت خلال السنوات الأخيرة إلى تطوير صناعتها الدفاعية الوطنية بهدف تقليص الاعتماد على الممونين الأجانب، لذلك تسعى إلى امتلاك أنظمة متطورة للدفاع الجوي لاسيما منظومة "إس-400" الروسية التي تعتبر من أكثر أنظمة الدفاع الجوي كفاءة وفعالية ضد الصواريخ. وأشارت اليومية إلى أن تركيا كانت وقعت في البداية اتفاقا بقيمة 4ر3 مليار دولار لاقتناء نظام دفاعي من الصين سنة 2013 إلا أنها ألغت الاتفاق سنتين بعد ذلك تحت ضغط من حلف شمال الأطلسي (الناتو). واعتبرت الصحيفة أن البلاد في حاجة إلى نظام دفاع صاروخي لاسيما في خضم "الحرب الأهلية" في سوريا التي تتوفر على مخزون كبير من الصواريخ الباليستية القادرة على ضرب جزء كبير من الأراضي التركية، بالإضافة إلى الأسلحة البيولوجية والكيميائية، مشيرة إلى أن المسؤولين الأتراك يخشون أيضا من أن تقع هذه الصواريخ فى أيدى المجموعات الإرهابية.