تناولت الصحف الصادرة اليوم الإثنين بمنطقة شرق أوروبا قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها الانتخابات الرئاسية الروسية، والتعاون الاقتصادى والتجارى بين بولونيا وألمانيا والخلافات القائمة بين البلدين، وسياسات الحكومة اليونانية وطريقة تعاملها مع عدد من القضايا والملفات الشائكة، والعملية العسكرية التركية في مدينة عفرين. ففي بولونيا، كتبت صحيفة ”رزيتشبوسبوليتا“ أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، يوم الجمعة الماضي لبولونيا ومباحثاته مع عدد من كبار المسؤولين تبرز أنه رغم خلافات البلدين فإنهما عازمان على المضي في شراكة قوية. وأشارت الى أن المسؤول الألماني التقى بالرئيس أندري دودا ورئيس الوزراء ماتوسز مورافيسكي ووزير الخارجية جاسيك تشابوتوفيتش ،وأكد الجميع على أهمية التزام البلدين بعلاقات شراكة قوية كما تم الاتفاق على إحياء التعاون داخل داخل منتدى فايمار الذي يضم فرنسا وألمانيا وبولونيا وتوقف لأزيد من عام ونصف. صحيفة ”نيزاليزنا“ ذكرت من جانبها أن البلدين يدركان أنهما يتحملان المسؤولية معا لتعزيز تماسك الاتحاد الأوروبي ويرغبان في رؤية الاتحاد الأوروبي أكثر قوة ولا يسير بسرعات متعددة. أما صحيفة ”ناش دزينيك" فذكرت أنه بالإضافة للعلاقات الاقتصادية الثنائية تم إيلاء اهتمام خاص خلال هذه الزيارة للقضايا الأوروبية ، وخاصة تلك المتعلقة بأمن الطاقة وأزمة الهجرة. وقالت الصحيفة ان الطرفين نقاشا المواضيع الخلافية من قبيل مشروع أنابيب الغاز الروسي (السيل الشمالي) ،الذي تعارضه بولونيا ،وقرار المفوضية الأوروبية لتفعيل المادة 7 من معاهدة الاتحاد الأوروبي ضد الحكومة البولونية ،بسبب إصلاحات العدالة التي نفذتها وتعتبرها المفوضية الاوربية مخالفة لمقومات دولة القانون. وفي اليونان ،انتقدت الصحف السياسات الحكومية وطريقة تعاملها مع عدد من القضايا وملفات شائكة ،وكتبت (تو فيما) ”تتحمل الحكومة مسؤولية كبيرة في كون الحياة السياسية عالقة في مناخ مستقطب، يزيح كل فرصة ليس فقط من أجل توافق الآراء ، ولكن حتى من أجل التسامح البسيط“. وأضافت الصحيفة ”من الأسلحة في ملاعب كرة القدم إلى قضية (نوفارتس) ، من التراجعات في الاقتصاد إلى المفاوضات مع سكوبيي والتعامل مع العدوانية التركية ، يسيطر السخف على الحياة السياسية“. ومضت قائلة إن ” الصدامات المستمرة والخلافات والهجمات الشخصية ومحاولات تدمير المعارضين السياسيين سمة من سمات حياتنا اليومية“. وأضافت ”إنهم يتصرفون كما لو أن البلاد لم تكن تعيش الأزمة كما لو أننا لا نواجه معضلات رئيسية ومفاوضات صعبة بشأن أين ستتجه البلاد بعد الانتهاء من برنامج الانقاذ المالي الحالي“. صحيفة (تا نيا) ذكرت أنه ”من الطبيعي تماما عندما تركز الحكومة كل اهتمامها على القضاء على أعدائها السياسيين ، وخلق بيئة إعلامية صديقة لها ،ستفشل فشلا ذريعا في مهمتها الأساسية وهي: التعامل مع المشاكل اليومية للمواطنين“. وأضافت أنه في فترة الشدائد التي تمر منها اليونان حاليا كان يتعين على الحكومة تكريس كل اهتمامها على القضايا التي تشكل مصدر قلق كبير للمواطنين لكن بدلا من ذلك يرى مواطنو اليونان أن كل شيئ ينهار ،فالبرامج الكبرى معطلة وأكبر صندوق تأمين اجتماعي في البلاد في وضع سيء ،فيما لا يزال الآلاف من المتقاعدين ينتظرون الحصول على معاشاتهم. وفي روسيا، ركزت الصحف اهتمامها وتعليقاتها على الانتخابات الرئاسية الروسية ،التي جرت أمس الأحد، وكتبت صحيفة (ذو موسو تايمز) أن المرشح المستقل والرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين حقق فوزا كبيرا في هذا الاستحقاق وبفارق كبير عن منافسيه. وقالت الصحيفة إن غالبية الروس يعتقدون أن بوتين (65 عاما) قادر على الدفاع عن مصالح روسيا وحمايتها من التهديدات التي تواجهها ، مؤكدة أن اتهامات بريطانيا الأخيرة لروسيا بتسميم ضابط الاستخبارات الروسية السابق سيرغي سكريبال، لم تؤثر أبدا على شعبية بوتين لدى الناخبين. وسجلت الصحيفة أن غالبية الناخبين يعتقدون أنه "لا يوجد بديل حقيقي لبوتين في الوقت الحالي"، على اعتبار أنه يهيمن بشكل مطلق على المشهد السياسي للبلاد والقنوات التلفزيونية المملوكة للدولة ،التي يستقي منها معظم المواطنين أخبارهم، وتفرد تغطية واسعة لبوتين ، في الوقت الذي تخصص حيزا زمنيا قليلا لمنافسيه. من جهتها، أفادت صحيفة (أرغومنتي إي فاكتي) أنه سجلت نسبة مشاركة هامة في إقليمي كامتشاتكا وتشوكوتكا في أقصى شرق البلاد، اللذين يتمتعان بحكم ذاتي، فاقت ال 76 في المائة ، كما سجلت نسب مشاركة هامة في مقاطعات الأورال وسيبيريا والشرق الأقصى وفي مناطق أخرى من البلاد. وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن المركز العام لمراقبة الانتخابات أنه لم يتم تسجيل أي انتهاكات خطيرة لسير العملية الانتخابية، وأن عملية التصويت مرت على العموم في ظروف جيدة، مشيرة إلى أن عمليات المراقبة تتم بواسطة كاميرات المراقبة ،كما يتم التعامل بسرعة وجدية مع كل الرسائل والمكالمات الواردة. من جهتها، أفادت صحيفة (إزفيستيا) أن "دعاة مقاطعة الانتخابات الرئاسية ،الذين كانوا يراهنون على مقاطعة نسبة مهمة من الناخبين عملية التصويت ،فشلوا في مسعاهم"، حيث شهدت جل المناطق والأقاليم الروسية إقبالا كثيفا على صناديق الاقتراع ،سواء تعلق الأمر بالشرق الأقصى الروسي وسيبريا والأورال ومنطقة القوقاز أو المدن والحواضر الكبرى ،كموسكو وسان بطرسبورغ، مشيرة إلى أن نسب المشاركة في هذه الانتخابات تفوق بكثير النسب المسجلة في انتخابات سنة 2012. وفي تركيا، كتبت صحيفة (دايلي صباح) أن القوات التركية تمكنت من السيطرة "بالكامل" على مركز مدينة عفرين (شمال غرب سوريا) "بعد فرار الإرهابيين الذين كانوا يعتقدون أنهم سيتمكنون من إنشاء ممر إرهابي على طول حدودنا، ولقناهم درسا شبيها بالذي حصل للذين حاولوا أسرنا في معارك تشناق قلعة (إبان الحرب العالمية الأولى) التي خاضتها قوات الإمبراطورية العثمانية ضد الجنود البريطانيين والفرنسيين". وأضافت الصحيفة أن تركيا ستتخذ جملة من التدابير لإعادة تأهيل المنطقة وبنياتها التحتية من أجل تمكين المدنيين من العودة إلى منازلهم بتزامن مع تحرير مدينة عفرين من آثار الإرهابيين. ونقلت تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القوات المشاركة في عملية غصن الزيتون لم تتخذ أي إجراء من شأنه المس بالسلامة الجسدية للمدنيين، على اعتبار أن "هدفنا من العملية لم يكن الاحتلال وإنما القضاء على التنظيمات الإرهابية"، مشيرا إلى أن قوات بلاده ستركز الآن على تطهير المدينة من القنابل التي زرعها الإرهابيون. من جهتها، أعلنت صحيفة (ستار) أن قافلة عسكرية تابعة للجيش التركي توجهت إلى مدينة أندان (غرب محافظة إدلب السورية) لإنشاء نقطة مراقبة جديدة لوقف إطلاق النار بهذه المنطقة التي تعتبر واحدة من مناطق خفض التصعيد بسوريا التي تم التوافق بشأنها في محادثات أستانا (كازاخستان). وأضافت الصحيفة أن نقطة المراقبة الجديدة هاته ،التي سيتم إحداثها على مسافة 35 كلم من الحدود التركية ، تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا وضمان استمرارها، وضمان تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المحتاجين وتوفير الشرط الضرورية لعودة النازحين.