تناولت الصحف ،الصادرة اليوم الأربعاء في منطقة شرق أوروبا ،قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها المظاهرات المنظمة بمختلف المدن البولونية للتعبير عن مناهضة العنصرية، والانتخابات الرئاسية الروسية، والتوتر بين أثينا وأنقرة بعد رفض الأخيرة الافراج عن جنديين يونانيين دخلا ترابها بشكل غير قانوني، إضافة إلى مواضيع آخرى . ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ،التي نظمت بمختلف المدن البولونية مثل وارسو وكاتوفيسي وكراكوف وبوزنان وترويميسطو وفروساف وأولسطين ،هي "تعبير واضح من الشعب البولوني على رفضه المطلق والمبدئي للعنصرية ،التي ورغم طابعها العرضي وبعدها الكلي عن سلوك المجتمع ،إلا أنها للأسف بدأت في بعض المناطق البولونية تعرف نموا مزعجا ". وأضافت أن "الطابع الرمزي للوقفات الاحتجاجية يجب أن يأخذ منحى أكثر إلحاحا داخل المجتمع ويستقطب حشودا أكثر فأكثر للتأثير على الرأي العام البولوني الوطني ،وحتى يعكس رفض المواطنين المطلق للعنصرية ،التي بدأت تعشعش في عقول وممارسات فئات من المجتمع وتتبناها بعض الخطابات السياسية والمنابر الاعلامية والحركات السياسية اليمينية المتطرفة " . واعتبرت صحيفة "ناش دجينيك" أن "موقف ورأي المجتمع في مناهضة العنصرية يبقى مهما لمواجهة هذا التحدي الخطير ،الذي ينهش جسم المجتمع الدولي ،بما في ذلك المجتمع الأوروبي والبولوني ،والذي لا يمكن مواجهته إلا بتكتل المجتمع الواعي ورفضه المطلق له" . وأكدت ان " انخراط المجتمع في مناهضة العنصرية هو الحل الأنسب للحد من العنصرية كسلوك وكممارسة وأفكار متطرفة ،للأسف الشديد تزداد حدتها في مختلف مناطق العالم وتكرسها حركات وأشخاص لدغدغة عواطف فئة خاصة من المجتمع ،وكسب الاصوات في الانتخابات ،واللعب على حبل التميز القومي والعرقي والوطني ،وهي مجرد تبريرات واهية لرفض الآخر ونشر الخطابات والمواقف المتطرفة " . واعتبرت من جهتها صحيفة "غازيتا برافنا" أن المظاهرات التي احتضنتها مختلف المدن البولونية مؤخرا هي "دعوة مفتوحة لكل المجتمع لمناهضة كل أشكال العنصرية والتطرف السلوكي والفكري ،الذي يسيئ الى المجتمع البولوني برمته " . كما تعكس المظاهرات المعنية ،حسب الصحيفة البولونية المحسوبة على الحكومة ،"الموقف المجتمعي البولوني الصريح من العنصرية ،التي يرفضها الكل ،باستثناء أولئك الذين تجرفهم الشعارات المتطرفة والخطابات الخارجة عن سياق إجماع المجتمع الدولي" . وفي اليونان تناولت الصحف التوتر بين أثينا وأنقرة بعد رفض الأخيرة الافراج عن جنديين يونانيين دخلا ترابها قبل أيام بشكل غير قانوني ووجهت لهما تهم التجسس ،فيما تقول اليونان انهما دخلا عبر الحدود عن طريق الخطأ. صحيفة (كاثيمينيري) ذكرت أن الحكومة اليونانية تواصل لغاية الآن مساعي ديبلوماسية لتسوية هذا المشكل وعودة الجنديين في أقرب وقت الى بلدهما ،فيما يبدو أن تركيا وجدت فيهما ورقة قوية من أجل الضغط على اليونان لتسليمها ثمانية جنود فروا إليها ،وتتهم تركيا بالمشاركة في المحاولة الانقلابية ليوليوز 2016. صحيفة (تو فيما) كتبت أنه مع مرور كل يوم "يبرهن الرئيس التركي بوضوح أكثر عن عدوانيته ،مما يزيد المخاوف بشأن نواياه في المنطقة الأوسع في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط". وأضافت أنه قبل يومين ، كان "يهدد بأنه سيغرق أوروبا بموجة جديدة من المهاجرين وبالأمس بعد احتلال عفرين ، هدد بأنه سوف يغزو العراق ، ولا أحد يعرف ما يستهدفه الزعيم التركي غدا وتحت أي ذريعة فقط لإرضاء جنون العظمة". وقالت الصحيفة "ويبقى جنديان من الجيش اليوناني محاصرين في سجن تركي ، دون أن يعرف أحد بالضبط ما هي التهم الموجهة إليهما ، ومتى ستتم محاكمتهما ،فيما تراقب الحكومة اليونانية بحيرة وقلق عدوانية تركيا المتزايدة". وفي روسيا، واصلت الصحف الروسية اهتمامها بنتائج الانتخابات التي جرت الأحد وأسفرت عن تحقيق فلاديمير بوتين لفوز كبير، وكتبت صحيفة (إر بي سي) أن أبرز ما ميز هذه الانتخابات هو أنها "خلت من الانتهاكات الكبيرة ،وعرفت تسجيل نسبة مشاركة كبيرة فاقت ال 67 في المائة ، إضافة إلى كون الحملات الانتخابية مرت في أجواء سليمة وهادئة على العموم". وأضافت الصحيفة أن أهم ما أفرزته الانتخابات هو حصول بوتين على حوالي 66ر76 في المائة من الأصوات المعبر عنها، بفارق كبير عن منافسيه ، وهو رقم يفوق بكثير الرقم الذي حصل عليه في انتخابات 2012 الذي بلغ 6ر63 في المائة من الأصوات، كما أنه حطم رقمه المسجل سنة 2004 عندما حصل على 31ر71 في المائة من الأصوات المعبر عنها. وقالت الصحيفة إن بوتين حصل خلال هذه المحطة الانتخابية على حوالي 2ر56 مليون صوت ، أي 10 ملايين صوت إضافي مقارنة بانتخابات 2012 ،وهو ما يعكس زيادة شعبيته لدى المواطنين الروس، مسجلة أن بوتين كسب جيلا جديدا من المصوتين الشباب. صحيفة (إزفيستيا) أفادت من جهتها، أن بوتين حصل على أزيد من 92 في المائة من الأصوات المعبر عنها في شبه جزيرة القرم ،التي تصوت لأول مرة في الانتخابات الرئاسية، وهو ما يعتبر بمثابة استفتاء ثان على تمسكها بالانضمام لروسيا الاتحادية، مؤكدة أن نسبة المشاركة في شبه الجزيرة سجلت مستوى قياسيا بلغ 71 في المائة. بدورها، نقلت صحيفة (فيدوموستي) تأكيد المحلل السياسي ألكسندر بوزالوف أن النتيجة التي أسفرت عنها الانتخابات كانت متوقعة بالنظر إلى الحملة الانتخابية القوية التي خاضها بوتين، إضافة إلى التأثير الكبير للرسالة السنوية التي وجهها للجمعية الاتحادية الروسية وسلط خلالها الضوء على الخطوط العريضة لسياسته الداخلية والخارجية في المرحلة المقبلة. وفي تركيا، انتقدت صحيفة (دايلي صباح) التصريحات الأخيرة للناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية بشأن عفرين، مؤكدة أن "السلطات الأمريكية لم تفهم بعد ولا تريد أن تفهم الهدف والمغزى من عملية غصن الزيتون ،التي أطلقتها القوات التركية في مدينة عفرين السورية". وقالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة "لا تقرأ جيدا الوضع ولا ترغب في فهم طبيعة عملية عفرين"، معتبرة أن العملية "لا تستهدف المدنيين وإنما تسعى إلى تحريرهم من اضطهاد المنظمات الإرهابية وإيصال المساعدات الإنسانية لهم". واعتبرت الصحيفة أن الادعاءات بأن عملية مكافحة الإرهاب في عفرين ستقوض المعركة ضد تنظيم داعش "لا أساس لها من الصحة" ، في إشارة إلى الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن لوحدات حماية الشعب (الميليشيات الكردية السورية) ، مسجلة أن "التعاون مع منظمة إرهابية من أجل القضاء على منظمة إرهابية أخرى يضر بعملية محاربة الإرهاب في سوريا". من جهتها، نقلت صحيفة (الفجر الجديد) عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قوله إن تركياوالولاياتالمتحدة توصلتا إلى اتفاق عام حول منجب (سوريا) وينتظر الجانب التركي من حليفه في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تنفيذ بنود الاتفاق. وأضاف قالن أن الجانبين سيتجنبان المواجهة المباشرة في المنطقة إذا انسحبت وحدات حماية الشعب بشكل فعلي من منجب، التي تبعد عن عفرين بحوالي 100 كلم. صحيفة (الحرية دايلي نيوز) أعلنت من جهتها أن مساعد وزير الخارجية التركي سيلتقي خلال الأيام المقبلة بواشنطن نظيره الأمريكي، مشيرة إلى أن البلدين أطلقا سلسلة من مجموعات العمل حول عدد من القضايا العالقة، من بينها الوضع في سوريا، حيث تنتقد تركيا بشدة الدعم الذي تقدمه واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تعتبر امتدادا لحزب العمال الكردستاني.