تناولت الصحف الصادرة اليوم الإثنين في منطقة شرق أوروبا جملة من المواضيع من بينها زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لبولونيا، وزيارة الرئيس الروسي إلى هنغاريا، والتعديل الدستوري بالنمسا والتصعيد الدبلوماسي اليوناني التركي بشأن السيادة على بعض الجزر، والانتخابات البلدية في مدينة غراز النمساوية. ففي بولونيا، ركزت الصحف اهتمامها على الأبعاد السياسية والاقتصادية لزيارة المستشارة الالمانية لبولونيا الاسبوع الجاري ودور الاعلام العمومي في ضمان وتحقيق العدالة المجالية بين مناطق البلاد وأبعاد السياسة الخارجية للرئيس الامريكي وتأثيرها على الفضاء الأوروبي. فقد خصصت صحيفة (رزيشبوسبوليتا) مقالها الرئيسي لتحليل واقع ومستقبل العلاقات الالمانية البولونية في أفق زيارة المستشارة الالمانية لوارسو غدا الثلاثاء، معتبرة ان هذه العلاقات "عرفت على امتداد العشر السنوات الاخيرة مدا وجزرا لا يعكس عمق العلاقات البينية، كما لا يرقى الى مستوى طموحات بولونيا الجيواستراتيجية". ورأى كاتب المقال أن هذه العلاقات "يجب ان تنبني على أسس مستدامة وعقلانية بعيدة عن تأثيرات الظرفيات السياسية والاقتصادية التي تعرفها أوروبا بشكل خاص والعالم بشكل عام ". وأبرزت الصحيفة ان العلاقات الألمانية البولونية "يجب أن تتوج السنة الجارية بتعاون مفيد لبولونيا، خاصة وأن البلدين يحتفيان معا بمرور ربع قرن على تحقيق "التصالح السياسي" بعد سنوات طويلة من التشنجات "،معتبرة أن "الدول الغربية في حاجة ماسة اليوم الى بولونيا في إطار التغيرات الجيواستراتيجية التي تعرفها القارة العجوز والطموح الذي يعتري كل من منظمة الحلف الاطلسي والاتحاد الاوربي موازاة مع ما يعرفه العالم من تحولات عميقة ". ومن جهتها ،كتبت صحيفة (سوبير إكسبريس)عن الجدل القائم في بولونيا حاليا حول "دور الاعلام العمومي بكل تشكيلاته في ضمان العدالة المجالية وتحقيق التوازن السوسيو- اقتصادي بين مختلف مناطق البلاد "،وهو ما كان السبب في دعوة فعاليات مجتمعية مستقلة الى تنظيم مسيرات في مختلف المدن البولونية نهاية الاسبوع المنصرم . ورأت الصحيفة أن "الاعلام العمومي لم يرق بعد الى مستوى ضمان التعددية المجالية وجعل كل المناطق على قدم المساواة للاستفادة من التقدم الذي تحققه البلاد على المستويات الديموقراطية والاقتصادية والاجتماعية ". واعتبرت الصحيفة أن من المهام الأساسية ومن واجب الاعلام العمومي المساهمة في محو كل الفوارق بين الفضاءات الجغرافية والتنبيه الى الاختلالات بكل اشكالها، وكذا إبراز المؤهلات ليكون بإمكان كل المناطق جلب الاستثمارات والمشاريع المهيكلة وإيجاد الحلول لكل القضايا التي تستأثر باهتمام المجتمع، كما لا يمكن للإعلام ان يسخر للدفاع عن المصالح الفئوية والسياسية بعيدا عن اهتمام الجمهور الواسع ". صحيفة "غازيتا" تناولت في مقالها الرئيسي سياسة رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية دونالد ترامب الخارجية التي حسب الجريدة تتميز ب"الاندفاع والمزاجية وانعدام بعد النظر ". وقالت الصحيفة ان سياسية الولاياتالمتحدة في ظل الرئاسة الجديدة "قد تفقد واشنطن اصدقاءها الاوفياء كما قد تجر العالم الى مواجهات عقيمة ومجانية ليس العالم الآن في حاجة اليها ،أمام بروز تحديات أمنية واقتصادية جديدة تتطلب تكتل جهود كل بلدان العالم ". وأعربت الصحيفة عن " رغبة كل شعوب العالم للعيش في أمان واطمئنان ،وهو ما لا تبشر به سياسة الرئيس الأمريكي ،الذي يتبين ،من وجهة نظر صاحب المقال ،أنها تجر العالم الى متاهات لا تحمد عقباها وجدال عقيم ظن العالم أنه قد ولاه ظهره مع سقوط جدار برلين ". وفي روسيا، ركزت الصحف تعليقاتها على الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا إلى هنغاريا وعقد خلالها مباحثات مع الرئيس النهغاري فيكتور أوربان تركزت حول العلاقات الثنائية ومستقل العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وهكذا، كتبت يومية (روسيا هيرالد) أن بوتين اعتبر أن إعادة الوضع في سورية إلى طبيعته في أقرب وقت ستسهم في تخفيف حدة أزمة الهجرة التي تعاني منها الدول الأوروبية. ونقلت عن بوتين قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان في بودابست "لا شك في أن التسوية السياسية في سوريا وغيرها من دول الشرق الأوسط، وعودة الحياة العادية إلى المنطقة كلها، ستساعد على تراجع حدة أزمة الهجرة في أوروبا برمتها". كما أفادت بأن بوتين أطلع الجانب الهنغاري على الرؤية الروسية للأوضاع في كل من أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط، وقال بهذا الخصوص "ننظر إلى هذه الأمور من منطلق مشترك ألا وهو ضرورة جمع الجهود في مكافحة الإرهاب الدولي"، مؤكدا إرادته التعامل الفعال بين روسياوهنغاريا في جميع هذه المسارات. من جهتها، أكدت صحيفة (أرغومينتي إي فاكتي) أن رئيس الوزراء الهنغاري أعرب عن ثقته بقرب تحسن العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وأمله في تحسن هذه العلاقات قريبا.". وسجل أوربان أن السياسة المعادية لروسيا اتخذت رواجا كبيرا في الجزء الغربي من القارة الأوروبية، مما جعلنا ندافع عن عودة الاتصالات الاقتصادية بين بودابست وموسكو، مؤكدا أن بلاده "لا تزال تعتقد أن المشاكل غير الاقتصادية لا يمكن حلها بطرق اقتصادية". وفي تركيا، كتبت يومية ستار أن التعديل الدستوري الذي سيجرى حوله استفتاء في أبريل المقبل سيأتي بنموذج للإدارة يتسم بالسرعة والشفافية. وأكدت الصحيفة نقلا عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن الناخبين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع للمصادقة أو رفض المشروع، مضيفا أن الأساس هو أن يقوم كل معسكر بتقديم حجج عقلانية حول اختياره وإذا انصبت النقاشات في هذا الاتجاه ستكون مفيدة وسيكون هناك إطار بناء. من جهتها، كتبت يومية (الفجر الجديد) أن هذا التعديل يعتبر تغييرا يتلاءم مع الإصلاح الذي ينص على انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع العام المباشر الذي تمت المصادقة عليه سنة 2007. وأضافت الصحيفة نقلا عن الوزير الأول التركي أنه من خلال هذا التغيير المرتقب سينتخب الشعب بشكل مباشر وفي نفس اليوم الرئيس الذي سيتولى الحكم والبرلمان الذي سيقوم بالترتيبات التي ستحتاجها الحكومة، وسيشرع القوانين التي يحتاجها الشعب، ولن يكون هناك حديث عن الانتخابات طيلة 5 سنوات. وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن الجيش اليوناني ظل في حالة طوارئ نهاية الأسبوع بعد التصعيد الدبلوماسي اليوناني التركي بشأن السيادة على بعض الجزر الخالية من السكان في بحر إيجة. وقالت الصحيفة استنادا لمصادر في وزارة الدفاع إن الجيش منشغل بأي تحرك تركي مفاجئ في بحر إيجة ما قد يزيد من حدة التوتر بين البلدين والذي يأتي مباشرة عقب رفض المحكمة العليا اليونانية في 26 يناير الماضي تسليم ثمانية ضباط أتراك الى أنقرة اتهموا بالمشاركة في المحاولة الانقلابية الفاشلة ليوليوز الماضي. وأضافت الصحيفة أن الفراغ الذي مايزال في مفاصل السلطة في واشنطن بسبب عدم تعيين عدد من كبار المسؤولين قد يساهم في بطء أو تأخر التعامل مع أي وضع طارئ في بحر إيجة من قبل الولاياتالمتحدة. صحيفة (إيثنوس) ذكرت من جانبها بكون وزير الخارجية التركي انتقد يوم الجمعة تصرفات وزير الدفاع اليوناني القومي المتشدد بانوس كامينوس واعتبرها غير مقبولة وغير ملائمة وبالخصوص الانتقادات الموجة الى الرئيس التركي مباشرة. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الخارجية التركية، قوله إن اليونان تنتهك القوانين الدولية عبر قيامها بمناورات عسكرية في بحر إيجة، مضيفا أن ذلك سيؤثر على العلاقة بين البلدين. وفي النمسا، أوردت صحيفة (كوريير) أن الانتخابات البلدية التي أجريت أمس الأحد في غراز (جنوب شرق البلاد) عرفت فوز الحزب الشعبي النمساوي بفارق كبير، حيث حصل على نسبة 37 في المائة من الأصوات، حسب النتائج الأولية، مما سيتيح للعمدة المنتهية ولايته، سيغفريد ناغل، البقاء في منصبه. وذكرت الصحيفة أن الحزب الشيوعي النمساوي حل في المرتبة الثانية بحصوله على 1ر20 في المائة من الأصوات، متبوعا بحزب الحرية النمساوي الذي حصل على 1ر16 في المائة من الأصوات، فيما تراجعت نتائج الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي جرت سنة 2012. من جهتها، تطرقت صحيفة (كرونن زيتونغ) للمظاهرة التي نظمتها الجالية المسلمة المقيمة بالنمسا أول أمس السبت في فيينا احتجاجا على مشروع قانون يهدف إلى منع ارتداء الحجاب الإسلامي في الأماكن العمومية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المشروع المثير للجدل الذي سيعرض في متم مارس المقبل للتصويت في المجلس الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان) ينص على فرض غرامة مالية قدرها 150 أورو ضد النساء اللواتي يرتدين النقاب في الأماكن العمومية.