تناولت الصحف الصادرة اليوم الجمعة في منطقة شرق أووربا،عددا من القضايا أبرزها الوضع الصحي في بولونيا بسبب انتشار وباء الأنفلونزا ودعوات إقالة وزير الدفاع اليوناني لإذكائه التوتر مع تركيا ،وتداعيات طرد الديبلوماسيين الروس من عدد من العواصم الغربية ،علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية. ففي بولونيا ،كتبت صحيفة "فيبورشا" أن "الحالة التي يعيشها المجتمع البولوني بسبب الانتشار الخطير لوباء الأنفلونزا ،الذي أودى بحياة 37 شخصا في ظرف شهرين وإصابة ما لا يقل عن مليون و600 الف شخص ،هي فعلا حالة صحية استثنائية تستحق الرصد والتقيم والمعالجة الطارئة ". واعتبرت أن "هذا الوضع الصحي ،في بلد مثل بولونيا ، يجب أن يثير الاهتمام البالغ ،مع التدقيق في أسباب انتشاره بهذا الحجم والكثافة وبهذه السرعة ،في وقت اكتفت بعض الأوساط الحكومية المعنية بسرد الاحصائيات ،في وقت كان من المفروض عليها أن تهتم بأسباب ومسببات الظاهرة وآفاقها ". صحيفة "أونيط" وصفت الانتشار "المهول" لوباء الأنفلونزا ب"الكارثة الاجتماعية والصحية "،خاصة وأن بولونيا "تعتبر من الدول الأكثر حضارة في العالم وقطع فيها القطاع الطبي على المستوى البنيات التحتية والتكوين الأكاديمي والبحث العلمي أشواطا مهمة ". ورأت أنه "إذا كان المجال الجامعي الطبي والمراكز الاستشفائية في بولونيا تعد مرجعا على الصعيد العالمي والإقليمي على الأقل ،فإن هذا الانتشار الخطير للأنفلونزا يجر البلاد الى الوراء والى سنوات مضت كان فيها التطبيب والخدمات الصحية محدودة جغرافيا وتعوز قطاع الصحة التجهيزات والإمكانات والموارد البشرية". وكتبت صحيفة "فورصال" أن "الإحصائيات الرسمية المشيرة الى أن عدد المصابين ب الإنفلونزا تجاوز 910 آلاف شخص خلال شهر مارس الماضي توفي منهم 27 شخصا وخلال شهر فبراير 700 ألف مصاب منهم 10 فقدوا حياتهم ،أرقام تتحدث عن نفسها ولا تحتاج الى تعليق ". وأبرزت أن وباء الأنفلونزا "ورغم خطورته الموسمية ،لم يعد يحتاج الى علاج استثنائي ،إذ يكفي تعميم التلقيح لمنع العدوى والمضاعفات التي تسببها الفيروسات ،والعناية بالأطفال والحوامل والاشخاص المسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ،وهي أمور تتبع حتى في أفقر الدول التي تنقصها الوسائل المادية والموارد البشرية "،داعية الى العمل ب"اجتهاد أكثر حتى لا تتكرر هذه المأساة في القادم من السنوات" . وفي اليونان تواصل الصحف انتقادها لوزير الدفاع بانوس كامينوس ،وهو أيضا زعيم الحزب القومي (أنيل) الحليف الصغير لسيريزا ،وذلك بسبب خطابه القومي والشعبوي في التعامل مع تركيا ،على خلفية التوتر بين البلدين بشأن قضايا الحدود في بحر إيجة. وكتبت (كاثيمنيري) ”لن تكون هناك حرب مع تركيا. لا يوجد سبب موضوعي لذلك. ووحده التعامل الخطأ مع حالات التوتر الدبلوماسي الدائمة بين اليونان وتركيا يمكن أن يؤدي لحادث مماثل لأزمة إيميا لعام 1996 (مناوشات عسكرية بين البلدين سقط فيها جنود قتلى)“. وأضافت الصحيفة ”إن وزير الدفاع كامينوس عليه الرحيل“. صحيفة (تو فيما) كتبت ”كيف يمكن لرئيس الوزراء أن يصدر يوما نداء لأردوغان ، في اجتماع حكومي، يدعوه لإطلاق سراح الجنديين اليونانيين المسجونين في تركيا بعد أن ضلا طريقهما ودخلا الحدود البرية، وفي اليوم التالي يقوم وزير الدفاع بتقمص دور أبطال الثورة اليونانية للعام 1821 ،مهددا الأتراك بثورة جديدة. هل هذه حكومة جادة، إنها تذكرنا بخطابات المقاهي اليونانية“. وأضافت الصحيفة أن ”السياسة الخارجية وعلاقاتنا مع الدول الأخرى ، سواء كانت ودية أو غير ودية، هي شأن بالغ الخطورة ولا يمكن السماح لمن كان من النشطاء أو السياسيين الديماغوجيين بالتلاعب بالأمر لجني مكاسب سياسية“. وقالت الصحيفة ”إن مثل هذه التصرفات والممارسات هي التي قادت البلد إلى الإفلاس ،ولكن يبدو أننا لم نتعلم الدرس بعد. ،لقد دفعنا ما يكفي ثمنا لهذه الدسائس الانتهازية والأعمال الرخيصة للسياسيين ،وسنواصل سدادها لوقت طويل“. صحيفة (تا نيا) كتبت من جانبها ”هذا الشخص وأي شخص يلعب بالقضايا الوطنية في محاولة لحشد الدعم الانتخابي، غير مناسب ليكون وزيرا للدفاع… هذا الشخص وأي شخص يعلن عن خطط عسكرية بنبرة صوتية عالية وخطاب قومي غير ملائم ،غير مناسب لتولي منصب وزير الدفاع“. وأضافت الصحيفة ”يعلم الجميع أن رئيس الوزراء مرتبط بوزير الدفاع هذا، فهو شريكه الصغير في الائتلاف وبدونه تنهار الحكومة ،غير أن رئيس الوزراء لديه واجب وطني، واجب القيام بما هو ضروري للجم وزيره ،فمصلحة أية حكومة ليست فوق مصلحة الأمن القومي للوطن ووحدته الترابية“. وفي النمسا ،كتبت صحيفة "ذي برس" أن القرار الذي أعلنته الحكومة بحظر ارتداء الحجاب في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية لمنع تكوين "مجتمعات موازية" وفق تصريحات المستشار النمساوي سيباستيان كورتز يعد ”مساهمة حكيمة في تحرير الفتيات الصغيرات“. وأضافت أنه ”يجب على الدولة وضع إطار وقواعد ملزمة. ووضع حدود للسلطة الأبوية ،التي تفرض على الفتيات ارتداء الحجاب لأسباب دينية ، لأنه في هذا العمر ، لا يمكننا بالتأكيد التحدث عن خيار مستقل“. صحيفة "دير ستاندارد" ذكرت ،تعليقا على الانتخابات التشريعية التي ستجري يوم الأحد المقبل في هنغاريا ،والتي سيفوز بها بدون مفاجئات حزب الاتحاد المدني الحاكم الذي سيحصل على أكثر من 50 في المائة من نوايا التصويت ،وفق استطلاعات الرأي. وتساءلت الصحيفة اليسارية كم من الوقت سيبقى هذا الحزب مسيطرا على المشهد السياسي الهنغاري ،وربما يحتاج المجتمع لمعجزة لتحرير نفسه من هذه القبضة. وفي تركيا نقلت صحيفة ”ستار“ عن وزير شوؤن الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك قوله الخميس إنه إذا صحت الأنباء حول قيام القوات الفرنسية بتدريب عناصر تنظيم ميليشيا وحدات حماية الشعب المقربة من حزب العمال الكردستاني ،فإن ذلك سيكون "دعما لمنظمة إرهابية“. ونقلت عنه قوله ،في مؤتمر صحفي بباريس عقب لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان ووزيرة الشؤون الأوروبية ناتالي لوازو، أن تركيا تشارك حليفتها فرنسا في العديد من المواقف وفي مقدمتها الموقف حيال نظام بشار الأسد ،و "نحن لا نريد أن نرى أي قوات حليفة وهي تدرب عناصر ارهابي حزب العمال الكردستاني“. وأضاف جليك أن قوات بلاده عثرت على أسلحة وذخائر تعود لحلفاء تركيا، في مخازن وأنفاق الإرهابيين في منطقة عفرين عقب تحريرها من الإرهاب ،قائلا "من حقنا أن نسأل عن مصدر تلك الأسلحة، وسنواصل ذلك، لأننا نقوم بمحاربة الإرهاب، لو قامت تلك البلدان الراعية لهؤلاء الإرهابيين، بإخراجهم من تلك المناطق، لما اضطررنا لتنفيذ عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب فيها“. صحيفة ”ديلي صباح“ ذكرت من جانبها أن تركيا بصدد التحقق من معلومات روسية ،من أنه لم يتبق أي من عناصر ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة تل رفعت السورية. وأضافت الصحيفة أن عملية "عفرين شمال غرب سوريا "ستستمر إلى أن يتم تطهير كامل المنطقة من الإرهابيين ،بما في ذلك بلدة تل رفعت، المجاورة لعفرين، محذرة من محاولات بقاء الميليشيات الكردية في قضاء سنجار العراقي تحت عناوين مختلفة. وفي روسيا ،ذكرت صحيفة " ار بي كا " إن الولاياتالمتحدة تعتزم فرض عقوبات جديدة هذا الأسبوع على الطبقة الأوليغارشية ،التي تتحكم في الاقتصاد الروسي بموجب قانون يستهدف موسكو لتدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سنة 2016 ،وذلك في أقوى خطوة حتى الآن ضد نخبة رجال الأعمال في روسيا. وقالت الصحيفة، إن هذا الإجراء يؤكد رغبة واشنطن في محاسبة روسيا على تدخلها المزعوم في الانتخابات، والذي تنفيه موسكو، بالرغم من تمسك الرئيس الأمريكي دونالد تراب بالأمل في إقامة علاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت الصحيفة إن العقوبات الجديدة، تأتي في أعقاب قرار أصدرته الولاياتالمتحدة في 15 مارس الماضي ،وتشمل 19 شخصا وخمسة منظمات من بينها جهاز المخابرات الروسية ،بسبب هجمات إلكترونية خلال السنتين الماضيين. من جانبها ،تطرفت صحيفة" ازفيستيا " للتوتر في العلاقات بين موسكوولندن على خلفية تسميم العميل المزدوج وابنته في 4 مارس الماضي في بريطانيا، مشيرة الى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد أن مواصلة تشويه صورة روسيا والاستفزازات السياسية يجري بشكل منظم من قبل لندن. ونقلت الصحيفة عن لافروف قوله، ان قضية العميل المزدوج سكريبال، أصبحت حجة لعمليات طرد لا أساس لها للدبلوماسيين الروس، ليس فقط من الولاياتالمتحدةوبريطانيا، بل ومن مجموعة كبيرة من البلدان الأخرى ،التي تم إجبارها على هذه الخطوة. وعلى صعيد آخر ،توقفت صحيفة "فديموستي" عند قرار موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حجب صفحات عدد من وسائل الإعلام الروسية من الموقع، مشيرة الى أن الكرملين اعرب عن أسفه لقرار موقع "فيسبوك". ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن قرار الموقع يشكل مظهرا من مظاهر العداء، مضيفا أن روسيا تراقب هذه التطورات عن كتب.