تطرقت الصحف ،الصادرة اليوم السبت في منطقة شرق أوربا لعدد من المواضيع ،أبرزها أسباب وجود قوات من حلف الناتو في بولونيا والانتقادات التركية لموقف فرنسا الداعي للوساطة مع القوات الكردية السورية ،ومحادثات اليونان ومقدونيا لتسوية الخلافات بينهما ،علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية. ففي بولونيا كتبت صحيفة "ناش دجينيك" أن "حرص الحكومة البولونية على دعم تواجد قوات منظمة حلف الشمال الأطلسي (الناتو) في البلاد ،ليس فقط باعتبارها دولة عضو في الحلف ،وإنما لأن وارسو تعد حاليا من أكثر الدول إيمانا بجدوى هذا الحضور الرمزي لمواجهة التحديات الأمنية ". ورأت الصحيفة أن شرق أوروبا "أضحى في السنوات الخمسة الأخيرة بؤرة توتر ونزاع مسلح متواصل قد تتوسع خارطة وجوده مع استعصاء حل الأزمة القائمة بين الموالين لروسيا وأوكرانيا بخصوص منطقة الدونباس ،وتوالي رغبة روسيا في توفير أحدث الأجهزة العسكرية في المنطقة الحدودية مع فضاء الناتو ،وتنامي استفزازاتها" . واعتبرت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن " قوات الناتو المتواجدة في منطقة بيموفو بيسكي شمال شرق بولونيا ،التي لا تتعدى مكوناتها 1500 جندي يمثلون دول بريطانيا وكرواتيا ورومانيا والولاياتالمتحدة ،وإن كان عددها رمزي ،إلا أنه كافي للقيام بأي تدخل عاجل يرتبط بوضع أمني استثنائي في فضاء تحده روسيا كما يحده بحر البلطيق الاستراتيجي ". وأضافت أن بولونيا "وإن كانت لا تخفي رغبتها في دعم حضور قوات الناتو على أراضيها ،فهي تعتبر في ذات الوقت أن هذا الحضور الرمزي يجعل من بولونيا موقعا استراتيجيا في خريطة اهتمام الناتو والدول الحليفة ،ويمنح الأمل في أن بولونيا ستبقى بلدا آمنا وقادرا على ردع كل الأخطار ،مهما بلغت حدتها ". وأبرزت صحيفة "فورسال" أن بولونيا " لا تشعر بأية عقدة نقص بتواجد قوات الناتو على أراضيها ،والذي يعتبره البعض تدخلا في الشأن الداخلي للبلاد ورغبة وارسو في شحن الوجود العسكري وإثقال المنطقة بالبنيات والتجهيزات العسكرية". وأضافت أن مصلحة بولونيا "الأمنية الآنية والمستقبلية تقتضي الحضور الوازن لقوات الناتو ،وليس عيبا أن يراعي أي بلد مصالحه ومصالح جيرانه بتكتلات وعلاقات تعاون متينة لديها ما يبررها بسبب الأخطار المحدقة بالبلاد من الجبهة الشرقية ". وفي اليونان ،كتبت (تا نيا) أن وزير الخارجية نيكوس كوتسياس ،الذي التقى الجمعة في فيينا نظيره المقدوني لتسريع عملية البحث عن تسوية للخلاف بين البلدين حول اسم هذه الأخيرة ،أعرب عن أمله في التوصل لحل سريع واتخاذ خطوات إيجابية خلال هذا اللقاء. وأضافت الصحيفة أن الوزيرين أجريا مباحثات مكثفة بمشاركة الوسيط الأممي في النزاع ماثيو نيميتز لكن لم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل ،وإن كان الجميع لا يخفي تفاؤله من أن المفاوضات تسير في اتجاه إيجابي. وأضافت الصحيفة أن اليونان تصر على ضرورة تضمين أي اتفاق حول الاسم الجديد لمقدونيا اليوغسلافية السابقة في دستور البلاد ،حتى لا يتم التراجع عنها لاحقا. صحيفة (كاثيميريني) ذكرت أنه بالرغم من العقبات العديدة ،التي لا يمكن إنكارها ،لا يزال البحث عن حل يقبله البلدان مستمرا ،وهناك مساع للتوصل إلى اتفاق قبل قمة حلف شمال الأطلسي في يوليوز المقبل ،حيث تسعي جمهوية مقدونيا اليوغسلافية السابقة للانضمام للحلف وعدم عرقلة اليونان لهذا المسعى. وأضافت أن كل الأدلة تظهر أن رئيسي وزراء الدولتين يريدان التوصل إلى اتفاق بشأن إسم مركب ،وهو الموقف اليوناني الرسمي منذ العام 2007 ،والذي يبدو أنه يكتسب أرضية. وقالت الصحيفة إن اليونان لديها العديد من الأسباب لإغلاق هذا الفصل ،لعل أبرزها التفرغ للسلوك الاستفزازي اليومي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،لكن من أجل التوصل الى تسوية لا يجب أن يكون هناك رابحون وخاسرون على الجبهة الوطنية الداخلية. وفي تركيا ،انتقدت الصحف لقاء الرئيس الفرنسي بوفد كردي يمثل "قوات سوريا الديمقراطية" ،التي تعتبرها تركيا الامتداد الطبيعي لحزب العمال الكردسالتي. ونقلت (ديلي صباح) تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو ردا على الموقف الفرنسي ،الداعي للوساطة مع تركيا بشأن الموضوع الكردي ،إن فرنسا "فقدت حياديتها تماما“ ،مضيفا أن لقاء الرئيس الفرنسي بوفد من قادة المنظمة الإرهابية في قصر الإليزيه ”هو تعبير عن المعايير المزدوجة". وأضافت الصحيفة أن تشاوش أوغلو اتصل الجمعة بنظيره الفرنسي جان إيف لودريان، لمناقشة استضافة الإليزيه لهذا الوفد ،وقال إن أردوغان وماكرون تحدثا مرارا في مكالمات هاتفية حول سوريا، لكن "أفعال ماكرون كانت دوما تناقض المحادثات". وانتقدت الصحيفة محاولات فرنسا للعب دور في سوريا وأن تكون طرفا فاعلا في هذا البلد عبر أفعال مختلفة، ”لكنها في هذه المرة ذهبت بعيدا جدا“ ،وقالت إن الوزير التركي سأل نظيره الفرنسي جان لودريان "ماذا سيكون موقفهم لو استقبل الرئيس أردوغان في القصر الرئاسي بأنقرة قادة المنظمة الإرهابية ،التي شنت هجمات ضد فرنسا". صحيفة (ييني شفق) ذكرت من جانبها أن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن تباحث هاتفيا الجمعة مع فيليب إتيان كبير مستشاري الرئيس الفرنسي ،مؤكدا على موقف أنقرة ”الحاسم من رفض مبادرات تفضي إلى الحوار أو الوساطة أو التواصل مع المنظمات الإرهابية من قبيل ما يسمى (قوات سوريا الديمقراطية)". وأضافت الصحيفة "يجب على البلدان الصديقة والحليفة أن تتخذ موقفا واضحا وصريحا من كافة أشكال الإرهاب“ ،مؤكدة أن أنقرة لا تجلس حول طاولة الحوار مع منظمات إرهابية ولكنها تقاتلها كما تفعل في عفرين (شمال غرب سوريا). صحيفة (ستار) كتبت من جانبها أن ”محاربة وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني أمر حيوي فهدف الأخيرة ليس مواجهة داعش بل تقسيم سوريا ،وإنشاء الكانتونات وهو ما يتعارض مع قرارات الأممالمتحدة“ ،مضيفة أن" فرنسا فقدت موضوعيتها ". وقالت إن باريس التي "ترحب حاليا بالإرهابيين ليس لها أن تشكو من المنظمات الإرهابية والهجمات الارهابية" ،وهي في ذلك تشجع من خلال سياستها الارهابيين ،الذين يقاتلون في سورية والعراق على العودة وأن يجدوا ملاذا فوق ترابها. وفي روسيا تواصل الصحف تناولها للأزمة القائمة بين روسيا والمملكة المتحدة على خلفية قضية تسميم العميل الروسي المزدوج في بريطانيا . وكتبت صحيفة " ازفيستيا " أن وزارة الخارجية الروسية أبلغت السفير البريطاني في موسكو ، لوري بريستو ، أنه في غضون شهر واحد يجب تقليص عدد البعثة الدبلوماسية البريطانية وقنصلياتها في روسيا إلى نفس عدد الدبلوماسيين الروس العاملين في بريطانيا . وأضافت الصحيفة، ان الخارجية الروسية، احتجت بشدة على الأعمال الاستفزازية وغير المبررة من الجانب البريطاني ،والتي أدت إلى طرد دبلوماسيين روس من مجموعة الدول الغربية تضامنا مع لندن حول قضية تسميم ضابط الاستخبارات السابق سيرغي سكريبال وابنته في 4 مارس الجاري بمادة مشلة للأعصاب بمدينة سالزبوري البريطانية. وذكرت صحيفة " فديموستي " أن موسكو استدعت الى وزارة الخارجية سفراء الدول الغربية ،الذين قرروا طرد الدبلوماسيين الروس، مشيرة الى أن الخارجية الروسية منحت السفراء مذكرات احتجاج. وأوضحت الصحيفة، أن موسكو ردت بالمثل على واشنطن على خلقية طرد 60 من الدبلوماسيين الروس وإغلاق القنصلية العامة في سياتل في الولاياتالمتحدةالامريكية، مشيرة الى أن العدد نفسه من الدبلوماسيين الأمريكيين تم طرده واغلاق القنصلية الأمريكية في سان بطرسبورغ. صحيفة " كومسمولسكيا برافدا " توقفت عند مطالبة السفارة الروسية السلطات البريطانية بالسماح لدبلوماسيين روس بمقابلة يوليا سكريبال ابنة العميل المزدوج الروسي المزدوج التي وجدت متسممة معه في بريطانيا بعد أن استعادت وعيها . وذكرت الصحيفة أن هناك أخبار حول تحسن الوضع الصحي ليوليا سكريبال، إذ أن السفارة الروسية في المملكة المتحدة تصر على مقابلتها وفقا لاتفاقية العلاقات القنصلية مشيرة الى أن الجانب البريطاني أبلغ الهيئة الدبلوماسية الروسية رسميا بتحسن حالة يوليا سكريبال الصحية.