تناولت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بمنطقة شرق أوروبا قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها الفوز الكاسح الذي حققه فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية، وفتور العلاقات بين الولاياتالمتحدةوبولونيا على ضوء إقرار قانون "الذاكرة الوطنية"، والزيارة المرتقبة لوزير الخارجية اليوناني لمقدونيا من أجل تسريع المفاوضات بين البلدين بشأن تسوية القضية الخلافية حول اسم هذه الأخيرة، وتطورات العملية العسكرية التركية في مدينة عفرين. ففي بولونيا، اهتمت الصحف بفتور العلاقات بين واشنطنووارسو على ضوء إقرار قانون "الذاكرة الوطنية" المثير للجدل وكتبت صحيفة "رزيشبوسبوليتا" أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين وارسووواشنطن تمر بأصعب الظروف التي لم تسجلها منذ الانتقال السياسي في بولونيا بداية تسعينيات القرن الماضي وتركيز وارسو على علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن . وأبرزت الصحيفة أن اصرار السلطات البولونية على دخول قانون (الذاكرة الوطنية) حيز التنفيذ رغم اعتراض حلفاء بولونيا الغربيين ،خاصة منهم الولاياتالمتحدةالأمريكية ،وتنبيهم الى أن إصدار هذا القانون سيثير خلافا عميقا بين وارسو وأقرب أصدقائها ،الذين اعتبروا في صدور القانون تراجعا عن المبادئ الديموقراطية وخطوة غير مبررة من وارسو الى الوراء . ورأت صحيفة "فيبورشا" أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوبولونيا التي كانت النموذج على صعيد شرق أوروبا فقدت بريقها ،بفعل قرارات سياسية تشريعية غير محسوبة العواقب بإصدار قانون (الذاكرة الوطنية) ،التي كان على السلطات البولونية التي تبنت القانون المعني أن تفتح نقاشا موسعا بشأنه مع الحلفاء الدوليين ،خاصة الذين يعنيهم الأمر بشكل مباشر . وتساءلت الصحيفة عن ما جنته بولونيا من إصدار القانون المعني ،إلا ما كان من شأن "سيل الانتقادات التي وجهت لبولونيا ،الدولة الناشئة ديموقراطيا التي بذلت جهودا كبيرة لتعزيز بنائها الديموقراطي على مدى سنوات . واعتبرت صحيفة "فبوليتيسي" أن على الدبلوماسية البولونية ان تبذل جهودا ليست باليسيرة حتى تعيد الثقة لعلاقاتها مع الولاياتالمتحدة بخاصة ،التي تعد الحليف السياسي والأمني الاساسي حاليا والاقتصادي المهم مستقبلا ،والبحث عن سبل منطقية وبراغماتية تعيد قطار العلاقات الثنائية الى السكة الصحيحة . وأبرزت أن علاقات واشنطنووارسو ليست عادية حتى تفرط فيها بولونيا بسهولة تامة ،وبالتالي فعلى البلدين ويهم الأمر خاصة وارسو ، تكثيف الجهود لمحو الخلافات البينية التي تتعلق بتصورات الجانبين بخصوص قانون (الذاكرة الوطنية ) ،الذي وإن كان ضروريا للدفاع عن سمعة البلاد إلا أن نظرة الكثير من العواصم لا تتطابق ووجهة نظر وارسو . وفي اليونان، تناولت الصحف قرب قيام وزير الخارجية نيكوس كوتسياس خلال هذا الاسبوع بزيارة عمل نادرة لمقدونيا من أجل تسريع المفاوضات بين البلدين بشأن تسوية القضية الخلافية حول اسم هذه الأخيرة الذي تطالب أثينا بتغييره حتى لا يحيل الى الإرث الاغريقي الذي تعتبره ملكية خالصة لها. وكتبت (كاثيمنيري) أن هذه الزيارة المتوقع ان تكون الخميس ستكون تاريخية وتأتي بعد تغيير اسم مطار العاصمة حيث ستحط طائرة كوتسياس الذي لم يعد يدعى ”مطار الاسكندر المقدوني“ وأصبح ”مطار سكوبيا الدولي“. وقالت إن الزيارة ستعطي أيضا انطلاقة خطوط الطيران المباشرة بين عاصمتي البلدين المتوقفة منذ 12 سنة مضيفة ان البلدين عليهما الآن تسريع وتيرة المفاوضات بهدف إنهاء موضوع التسمية حيث اقترح الجانب اليوناني خمسة أسماء مركبة باللغة السلافية لهذه الدولة الوليدة عن يوغسلافيا السابقة. وأضافت أن أثينا ماتزال تصر على أن يتم تضمين التغييرات المتفق عليها في دستور البلاد حتى يضمن عدم التراجع لاحقا عنها. صحيفة (تا نيا) نقلت عن رئيس الوزراء المقدوني زوران زائييف قوله إن زيارة كوتسياس ستساهم بدرجة كبيرة في تقريب مواقف البلدين حول مسألة الاسم الخلافية. ونقلته عنه قوله ”أعتقد انه بامكانها التوصل لتسوية تحفظ كرامة أمتنا كما أنه من الهام للغاية التوصل لتسوية يقبلها الرأي العام ومؤسسات البلدين“. وفي روسيا، ركزت الصحف اهتمامها وتعليقاتها على الفوز الكاسح الذي حققه فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، وكتبت صحيفة (فيدوموستي) أن بوتين فاز بحوالي 76 في المائة من الأصوات المعبر عنها بفارق كبيرا جدا عن أقرب منافسيه، بافل غرودينين عن الحزب الشيوعي الذي حصل على نحو 81ر11 في المائة من الأصوات. وأضافت الصحيفة أن حملة فلاديمير بوتين "كانت قوية في النهاية واستفادت بشكل كبير من الرسالة السنوية التي وجهها بوتين للجمعية الاتحادية الروسية واستعرض خلالها خططه للنهوض باقتصاد البلاد وتحسين الخدمات الاجتماعية، إضافة إلى الجولة التي قام بها في مختلف أنحاء البلاد واللقاءات العديدة التي عقدها مع الناخبين الروس". وسجلت الصحيفة أن بوتين استفاد أيضا من بعض القضايا التي كانت روسيا طرفا فيها على الساحة الدولية في الأشهر الأخيرة، "لاسيما الجدل المتعلق بمشاركة روسيا في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ببيونغ تشانغ الكورية الجنوبية وتصاعد حدة التوتر بينها وبين بريطانيا على خلفية اتهام لندنلموسكو بتسميم ضابط الاستخبارات الروسية السابق سيرغي سكريبال، مشيرة إلى أن الروس "فضلوا اختيار زعيم له القدرة على الدفاع عن مصالح بلادهم وحمايتها من المخاطر التي تواجهها". من جهتها، رأت صحيفة (إر بي سي) أن نسبة المشاركة المرتفعة التي سجلتها الانتخابات والتي فاقت 67 في المائة تعكس الوعي المتنامي للمواطنين الروس بأهمية هذه المحطة الانتخابية، وسجلت أن من بين أهم الأسباب التي دفعت الناخبين الروس للمشاركة بكثافة في الانتخابات هو"الإهانة التي تعرضت لها بلادهم بمنع مشاركتها في الألعاب الأولمبية، واتهام موسكو بتسميم ضابط الاستخبارات الروسية السابق". ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي عباس غالياموف قوله إن "ما ساهم بشكل كبير في تصدر بوتين لهذه الانتخابات وبنتيجة عريضة هو "الحملة الانتخابية القوية التي خاضها والدعاية الكبيرة التي تمت لصالحه، إضافة إلى ضعف خطاب منافسيه وفشلهم في تقديم أي بدائل تذكر للشعب الروسي ". صحيفة إزفيستيا أبرزت، من جهتها، تأكيد مجموعة من البرلمانيين الأوروبيين الذي شاركوا في مراقبة الانتخابات الروسية أن المناخ العام في مراكز الاقتراع أثناء عملية التصويت كان "هادئا للغاية"، مشيدين في السياق ذاته بنسبة المشاركة المرتفعة المسجلة وبالتقنيات الحديثة والمتطورة التي تم استعمالها خلال هذه الانتخابات. وفي تركيا ، أكدت صحيفة (ديلي صباح) أن الرسالة التي وجهتها أنقرة للمنظمات الإرهابية والعالم بأسره بمناسبة إحكامها السيطرة على مدينة عفرين "واضحة". وجددت الصحيفة التأكيد على أننا "سنمضي قدما وبثبات على درب الأمن والاستقرار والعدالة" ، مؤكدة أن الغرض من دخول القوات التركية مدينة عفرين ليس هو احتلالها وإنما القضاء على الجماعات الإرهابية ، و"بالطبع ، ستبقى القوات التركية هناك حتى تتمكن من ضمان سلامة السكان المحليين". من جهتها، نقلت صحيفة (ستار) عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن قوله"دخلنا الآن مرحلة جديدة تهم إعادة الاستقرار لمدينة عفرين" . وتابعت الصحيفة أنه على غرار عملية درع الفرات التي جرت في غشت 2016 ومكنت من "تحرير منطقة جرابلس من الإرهابيين وعودة أزيد من 150 ألف لاجئ سوري بتركيا إلى ديارهم، تطمح أنقرة إلى تكرار نفس التجربة بعفرين "حيث يتعين فعل الكثير من قبيل إزالة الألغام وتفكيك العبوات والمتفجرات، وإعادة تأهيل البنيات التحتية والمنازل المتضررة لتمكين سكان المنطقة من العيش بأمان" . بدورها، أفادت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) أن تركيا قد تقوم، في أية لحظة، بشن عملية عابرة للحدود بسنجار (العراق) تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني، بهدف مواجهة التهديدات التي تشكلها المجموعات الإرهابية على الأمن القومي للبلاد. وأضافت الصحيفة أنه تم تحقيق خطوة مهمة بالسيطرة الكاملة على مدينة عفرين، مضيفة أن "العملية قد تتوسع لتشمل القضاء التام على الممر الإرهابي عبر منجب وعين العرب وتل أبيض ورأس العين والقامشلي". وأشارت الصحيفة إلى أنه سبق للحكومة التركية أن طلبت من نظيرتها العراقية تطهير هذه المنطقة التي تسعى عناصر حزب العمال الكردستاني إلى التوسع فيها، مشيرة إلى أن الرئيس أردوغان "توعد بشن هذه العملية، إذا اقتضت الضرورة، للقضاء على عناصر حزب العمال الكردستاني".