تطرقت الصحف ،الصادرة اليوم الثلاثاء في منطقة شرق أوربا ، لعدد من القضايا من بينها دخول قانون المجلس الأعلى للقضاء في بولونيا حيز التنفيذ رغم الخلاف الحاد حوله بين وارسو والمفوضية الأوروبية ،والتوتر في العلاقات بين تركيا واليونان ،والتدخل التركي في شمال سورية والعراق لمطاردة المقاتلين الأكراد ،علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية. ففي بولونيا كتبت صحيفة "غازيتا برافنا" أن "قانون المجلس الأعلى للقضاء،المثير للخلاف الحاد بين بولونيا والمفوضية الأوروبية ،دخل اليوم الثلاثاء حيز التنفيذ رغم الاعتراضات على هذا التشريع ،الذي تختلف بشأنه الآراء بين وارسووبروكسيل ،وترى الأولى أنه لبنة أساسية في إطار اصلاح مجال القضاء ،فيما ترى الثانية أنه يحد من استقلالية القضاء ومن حريته وتطروه ". وأضافت أن القانون ،الذي صادق عليه البرلمان بغرفتيه منتصف شهر دجنبر الماضي وأشر عليه رئيس البلاد يوم 20 من نفس الشهر ونشر بالجريدة الرسمية يوم ثاني يناير الماضي ،"يندرج في إطار برنامج إصلاح الحكومة لمجال القضاء المعترض عليه من قبل المفوضية الأوروبية ،التي هددت ما مرة بسن قرارات زجرية ضد وارسو في حالة تنزيل هذا التشريع ". وتساءلت صحيفة "فيبورشا" عن "رد فعل الاتحاد الأوروبي بعد دخول القانون حيز التنفيذ ،وعدم إذعان بولونيا لتهديدات المفوضية الأوروبية ،التي قالت ما مرة أنها جادة في مواجهة وارسو بقرارات سياسية واقتصادية لن تكون في صالح وارسو" . وأضافت الصحيفة ،المحسوبة على المعارضة ، أن "دخول القانون حيز التنفيذ يأتي في سياق نقاش مفتوح بين بروكسيلووارسو ،بعد أن أكدت الأخيرة خلال الأسبوع الماضي استعدادها لمراجعة بعض فصول القوانين المتعلقة بإصلاح القضاء وإيجاد حلول وسطى للتوافق مع المفوضية الأوروبية من أجل تجنب الخلاف معها ". ومن جهتها ،رأت صحيفة "فبوليتيسي" أن "سريان القانون المثير للخلاف بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي ،التي تتخوف من مستقبل "سيادة القانون" ببولونيا، وهذه الأخيرة ،سيجعل وارسو مرة أخرى تحت ضغط الأحداث ،وبالتالي عليها الإسراع في تبديد الخلاف مع المفوضية الأوروبية قبل انصرام الأجل ،الذي حددته بروكسيل لطي هذه الملف ،إما بشكل ودي وإما بإصدار قرار زجري" . وأبرزت الصحيفة أن دخول قانون المجلس الأعلى حيز التنفيذ ،"قد تعتبره مؤسسات الاتحاد الأوروبي بمثابة إقفال باب الحوار ،بعد أن واعدت وارسو بمراجعة بعض القوانين المدرجة في إطار مشروع إصلاح القضاء وإدخال تعديلات توافقية ترضي الاتحاد الأوروبي" . وفي اليونان ،تناولت الصحف تزايد التوتر بين أثيناوأنقرة خلال الأسابيع الأخيرة ،وكتبت (كاثيمينيري) إن هذا التصعيد في الخطاب بين البلدين قد يؤدي الى وقوع حادث عسكري، وهو السيناريو الذي يريد تجنبه أي شخص لديه حس سليم، مضيفة أن أي تطور من هذا النوع قد يلحق ضررا جسيما بالصناعة السياحية في اليونان ،التي تعد أحد الركائز الأساسية لاقتصاد البلد. وأضافت الصحيفة ”لكن اليونان لن تكون الوحيدة التي ستعاني. وبالنظر لكون القوات المسلحة اليونانية لديها الوسائل والقوة اللازمة لتوجيه ضربة قوية في حالة هجوم تركي ، فإن التأثير على اقتصاد تركيا ، الذي هو بالفعل متذبذب إلى حد ما ،لن يكون قابلا للإصلاح. وسيتعين على الرئيس رجب طيب أردوغان أن يفكر مرتين قبل إصدار أمر بالعمل العسكري، حتى ولو كان ذلك لبضع ساعات أو دقائق“. وقالت الصحيفة ”لا يمكن لأردوغان أن يتجاهل الثمن الذي ستضطر بلاده إلى دفعه مقابل عمل عدائي ،لكن جنون العظمة الذي نقله أيضا إلى رفاقه ، يبدو أنه يتفوق على كل شيء آخر“. صحيفة (تا نيا) نقلت عن بيان لوزارة الخارجية أن سيادة اليونان على جزر إيميا الصخرية غير المأهولة في بحر إيجة ثابت وأمر مسلم به ،مضيفة أن "تركيا مخطئة إذا اعتقدت أنها تستطيع انتهاك القانون الدولي في بحر إيجه دون عواقب ،مثلما يحدث في أماكن أخرى، وننصح تركيا بوزن كلماتها“. وذكرت الصحيفة أن خفر السواحل التركي منع وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس في نهاية يناير الماضي من الاقتراب من جزيرة كارداك المتنازع عليها في بحر إيجه، حيث كان يرغب في وضع إكليل من الزهور في ذكرى سقوط مروحية عسكرية يونانية أودت بحياة 3 عسكريين قبل 22 عاما. وفي النمسا نقلت (ذي بريس) تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ،يوم الاثنين ألمح فيها الى أن لندن قد تكون وراء تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال لان لديها "مصلحة" في هذه القضية بسبب بريكست ،لكونها أصبحت في وضع غير مريح وعاجزة عن الوفاء بوعودها للناخبين حول شروط بريكست“. وأضافت الصحيفة ،نقلا عن لافروف ،ان روسيا لم يكن لديها أي دافع عشية الانتخابات الرئاسية وقبل أشهر قليلة من نهائيات كأس العالم ،التي تستضيفها لتسميم العميل السابق، الذي أدين بالخيانة قبل ان يدرج اسمه في اطار اتفاق لتبادل السجناء في 2010. صحيفة (دير ستاندار) ذكرت من جانبها أن الصين فرضت الاثنين رسوما جمركية على 128 صنفا من المنتجات التي تستوردها من الولاياتالمتحدة ،وتصل قيمتها الى ثلاثة مليارات دولار سنويا، وذلك ردا على الرسوم التي فرضتها واشنطن على الفولاذ والالمنيوم واعتبرت بكين انها "تلحق ضررا خطيرا" بمصالحها. وقالت الصحيفة إن وزارة التجارة الصينية اعتبرت في بيان أن الاجراءات الاميركية "موجهة ضد عدد قليل من الدول فقط ،في انتهاك خطير لمبدأ عدم التمييز ،الذي يشكل أساس نظام التجارة التعددي، ما يلحق ضررا خطيرا بمصالح الجانب الصيني". وفي تركيا ،كتبت صحيفة "ديلي صباح" أن أنقرة دعت العراق مرة أخرى إلى محاربة حزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار ، وإلا ستتدخل تركيا للتخلص من التهديد الإرهابي ،الذي يشكله انطلاقا من هناك على حدودها. وأضافت الصحيفة أن الرئيس أردوغان حذر من أن "إرهابيي (وحدات حماية الشعب الميليشيا الكردية السورية) فروا من عفرين إلى سنجار (شمال العراق) لكننا نلاحقهم“ ،مشيرة إلى أنه إذا لم تقم بغداد بالتدخل ضد الجماعات الإرهابية على أراضيها "فسوف نتولى أمرها ولا نحتاج لذلك لضوء أخضر من أي أحد" أو "موافقة" من الدول الأجنبية. صحيفة (ستار) كتبت من جانبها أن القوات التركية لن تتردد في أداء واجباتها وتبقى على استعداد للوصول إلى أهدافها الجديدة التي يمكن وضعها "في أي وقت“. وقالت ”عندما تكتشف تركيا منظمة إرهابية خارج حدودها وتدخل مخابئها ، تطاردها وتقطع عنقها" ، مشيرة إلى أن "الإرهابيين يمكن أن يركضوا لكنهم لا يستطيعون الاختباء من القوات التركية "،في إشارة لعملية (درع الزيتون)، التي تنفذها تركيا في شمال سورية ،وتقول إنها مكنت لغاية الآن من تحييد خطر أكثر من 3870 إرهابيا في شمال سوريا. وفي روسيا ،ذكرت صحيفة " روسيسكيا غازيتا " أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد خلال مؤتمر صحفي بموسكو على أنه لم تكن لدى روسيا أي مصلحة أو دوافع لتسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا، مشيرا في هذا الصدد الى أنه لم تكن لروسيا قبيل الانتخابات الرئاسية الروسية وكأس العالم لكرة القدم أي دوافع ،وأنه تم إطلاق سراح سكريبال في إطار صفقة تبادل للجواسيس، حيث لو كانت هناك أي تحفظات عليه من الجانب الروسي، لما شمله هذا التبادل . ونقلت الصحيفة عن رئيس الدبلوماسية الروسية قوله ، إن بريطانياوالولاياتالمتحدة وغيرهما من الدول الغربية، قد تجاوزت كل الحدود وتلجأ إلى الأكاذيب في تلفيق قضية تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا في 4 مارس الماضي. وفي سياق متصل كتبت صحيفة " كوميرسانت " حول خطر انتقال المواجهة السياسية بين بريطانياوروسيا الى مواجهة جديدة تهم المجال الاقتصادي، وذلك بعد دراسة بريطانيا مقترحا لحظر تداول السندات السيادية الروسية . وقالت الصحيفة أن طرح السندات الروسية في السوق البريطانية ساعد في السنوات الأخيرة في تعزيز الميزانية الروسية بما يزيد عن 10 مليارات دولار ،متسائلة في الوقت ذاته حول جدية التهديدات البريطانية ، وما مدى استعداد البنك المركزي الروسي لها . ومن جانبها ،أشارت صحيفة " كومسومولسكيا برافدا " الى الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى انقرة يومي 3 و4 أبريل الجاري تلبية لدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان . وقالت الصحيفة أن بوتين سيجتمع مع أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني في اللقاء الثلاثي الثاني لرؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا حول التسوية السورية . وقالت الصحيفة أن بوتين سيحضر الدورة السابعة لمجلس التعاون الروسي التركي ، لبحث حاضر التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ومستقبله، وكذا سير تنفيذ المشاريع الاستراتيجية المشتركة، بما فيها المشاريع الطاقية ، فضلا عن اجراء مباحثات تهم بالاساس القضايا الإقليمية والدولية الملحة، خاصة الوضع في سوريا والعمل المشترك حول مكافحة الإرهاب .