تطرقت الصحف، الصادرة اليوم الجمعة بمنطقة شرق أوروبا، إلى قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها الشنآن السياسي والبيئي الجديد بين بولونيا والمفوضية الأوروبية، وإعلان الرئيس التركي عن إجراء انتخابات عامة رئاسية ونيابية سابقة لأوانها، والضربة العسكرية الأخيرة التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا على سوريا، والمكالمة الهاتفية التي جرت بين المستشار النمساوي والرئيس الروسي حول الوضع في سوريا. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "رزيشبوسبوليتا" أن بولونيا "لم تكد تطمئن على مستقبل علاقاتها مع المفوضية الأوروبية ،خاصة بعد زيارة نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيميرمانس لوارسو وزيارة وزير خارجية بولونيا ياسيك شابوتوفيتش لبروكسيل وبرلين وباريس ،حتى فاجأها حدثان هذا الأسبوع أرجع علاقات وارسو مع بروكسيل الى نقطة الصفر". وأضافت أن عدم قبول محكمة العدل الأوروبية دفوعات وارسو بشأن محمية (بيالوفيزا) البولونية وإدانتها بتجاوز القوانين الأوروبية ،وكذا تصريح فرانس تيميرمانس بأن على بولونيا فعل المزيد بخصوص (سيادة القانون ) ،أرجع عقارب ساعة العلاقات بين وارسووبروكسيل الى الوراء ،وذهبت بالتالي كل الجهود التي قامت بها بولونيا لتجويد علاقاتها مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي ،أدراج الرياح ". واعتبرت صحيفة "فيبورشا" أن الحدثين المرتبطين بقرار محكمة العدل الأوروبية وتصريح فرانس تيميرمانس ،"إما أنهما يعنيان أن الحكومة البولونية بشكل عام أو دبلوماسيتها بشكل خاص لم تشتغل ما فيه الكفاية لإقناع الجانب الأوروبي بجدوى استراتيجياتها في مجالين حساسين مثل العدالة والبيئة والتأكيد على حرصها على الالتزام بالمعايير الأوروبية ،أو أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي أغلقت آذانها في التعامل مع وارسو واتخذت مواقف مبدئية منها لا يمكن أن تحيد عنها ". وأضافت أن "الحل الوحيد الذي لدى بولونيا، رغم الاحباطات الأخيرة في علاقتها مع بروكسيل، هو تكثيف الحوار ثم الحوار من أجل إقناع الطرف الآخر إذا كانت فعلا لها دلائل كافية للإقناع ،أو عليها الالتزام الحرفي بتوصيات الاتحاد الأوروبي لتجنب المشاكل وسوء التفاهم مع بروكسيل ،خاصة وأن التداول بشأن ميزانية الدعم الأوروبية لم يبق عليه إلا أشهر معدودات" . ورأت صحيفة "فبوليتيسي" أن قرار محكمة لوكسمبورغ وتصريح المفوضية الأوروبية الأخير بشأن بولونيا حول (سيادة القانون) "لا يجب أن يحبط من عزيمة وارسو للمضي قدما من أجل تجويد علاقاتها مع كل المؤسسات الأوروبية ،وتقديمها الدليل عمليا بأنها تحترم المعايير الأوروبية سواء في مجال القضاء أو في مجال البيئة ،وهما المجالان اللذان شكلا منذ مدة محور الاختلاف بين بروكسيلووارسو". وأبرزت أن "على بولونيا السير على نفس المنوال ،الذي نهجته في الشهور الأخيرة، بتكثيف الحوار الدبلوماسي مع بروكسيل ،والسعي لإدخال تعديلات في مجال القضاء تتقارب ووجهة نظر المفوضية الأوروبية ،ولعل ذلك هو الوسيلة الوحيدة لإزالة ضباب الخلاف من سماء العلاقات بين وارسووبروكسيل". وفي اليونان، تناولت الصحف إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إجراء انتخابات عامة رئاسية ونيابية سابقة لأوانها في 24 يونيو المقبل. صحيفة (كاثيمنيري) عبرت عن تخوفاتها من أن تعرف العلاقات التركية اليونانية مزيدا من التوتر في المقبل من الأيام ،خصوصا في بحر إيجة ،وذلك لأهداف انتخابية. وأضافت الصحيفة أن العلاقات اليونانية التركية ستكون في صلب هذه الانتخابات وأجندتها ،معربة عن تخوفاتها من تزايد المد القومي في تركيا واستغلال الرئيس التركي لمرحلة الانتخابات لزيادة استفزازاته لليونان . صحيفة (إيثنوس) ذكرت أن تركيا برمجت إجراء مناورات عسكرية في بحر إيجة في مايو المقبل ،متوقعة تزايدا في الاستفزازات لليونان وارتفاعا في الخطاب القومي ،لأن أردوغان الذي يسعى للعودة بقوة للسلطة يستهف في خطابه الناخبين المحافطين والقوميين والاسلاميين. وأضافت أن الموضوع اليوناني سلعة لا تبور بالنسبة للسياسيين الأتراك ،من أجل حشد الناخبين واستقطاب أصواتهم ،مشيرة الى أن اليونان تراقب عن كثب هذه الانتخابات وتطورات الوضع في تركيا ،وتأمل في الحصول على الدعم الأوربي الكامل لمواجهة أي تهديدات. وأكدت الصحيفة أن الهدف من هذه الانتخابات السابقة لأوانها ،هو تقوية سلطة أردوغان قبل أي انهيار في الاقتصاد ،الذي يعاني منذ أشهر من عدة صعوبات ،فيما تراجعت العملة الى أدنى مستوياتها. وفي روسيا، توقفت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) عند الضربة العسكرية الأخيرة التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا على سوريا، وأبرزت تأكيد السفير البريطاني لدى روسيا، لوري بريستو، أن هذه الضربة جاءت "نتيجة عدم حصول اتفاق بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي على إجراء تحقيق مستقل في الهجمات الكيماوية المزعومة على مدينة دوما السورية". ونقلت عنه قوله أن الضربة توخت أيضا منع النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية ضد مواطنيه في المستقبل، وهو ما يتعارض ليس فقط مع القوانين الجاري بها العمل ،وإنما أيضا يخالف المعايير الأخلاقية للمجتمع الدولي. وقالت الصحيفة إن الدبلوماسي البريطاني أكد أن بلاده اقترحت مرارا على روسيا التعاون مع الغرب في التحقيق الرسمي في الهجمات الكيميائية، إلا أن موسكو اعترضت على ستة من قرارات المملكة المتحدة في مجلس الأمن الدولي حول اعتماد آلية تحقيق مستقلة في الموضوع، مشيرا، في الوقت نفسه ، إلى أن لندن مازالت بالرغم من ذلك "منفتحة على المفاوضات مع موسكو وملتزمة بإيجاد حل سلمي للحرب الدائرة في سوريا ،عبر آليات مجلس الأمن الدولي". وارتباطا بنفس الموضوع، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن المفتشين التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم يتمكنوا بعد من الشروع في عملهم وبدء التحقيق في "الاشتباه في استعمال النظام السوري للأسلحة الكيميائية على مدينة دوما في السابع من أبريل الجاري". وأضافت الصحيفة أن قافلة الأممالمتحدة في دوما تعرضت، الثلاثاء الماضي فقط، لهجوم خطير أسفر عن إصابة أحد عناصر الأمن السوري بجروح وصلت بالخطيرة، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة تتهم روسيا "بعرقلة" التحقيق في الحادث. وفي تركيا، اعتبرت صحيفة (ستار) أن قرار تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية سابقة لأوانها في 24 يونيو المقبل "أحبط مخططات الذين يعدون لسيناريوهات مشبوهة بتركيا"، على اعتبار أنه بعد المصادقة على الإصلاحات الدستورية سنة 2017 ،التي حولت نظام الحكم بالبلاد إلى رئاسي، "كان من الضروري بالنسبة للبلاد المرور بأقصى سرعة ممكنة إلى هذا النظام" دون انتظار نونبر من سنة 2019، الموعد السابق لإجراء الانتخابات. وأوضحت الصحيفة أن "الانتخابات المقبلة كانت مقررة في نونبر 2019 أي بعد حوالي سنتين من المصادقة على الإصلاحات الدستورية"، معتبرة أن هذا الأمر يثير الشكوك في الوقت الذي تواجه تركيا العديد من التحديات والتطورات الإقليمية والدولية، "التي أثرت سلبا على الاقتصاد الوطني، مما عجل باتخاذ هذا القرار". من جهتها، اعتبرت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) دعوة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي لإجراء انتخابات سابقة لأوانها، وموافقة أردوغان على ذلك، "أمرا مفاجئا"، على اعتبار أن رئيس البلاد استبعد في مناسبات عديدة، إمكانية إجراء انتخابات سابقة لأوانها. وقالت الصحيفة إن حزب الحركة القومية بزعامة بهجلي ،هو الذي كان وراء إجراء انتخابات سابقة لأوانها في مناسبتين سابقتين، حيث دعا في يوليوز 2002 إلى تقديم موعد الانتخابات ،بالرغم من كونه كان حينها طرفا في الائتلاف الحكومي، وهي الانتخابات التي جرت في شهر نونبر من نفس السنة وأسفرت عن فوز حزب العدالة والتنمية ووصوله لسدة الحكم، ووضعت حزب الحركة القومية خارج قبة البرلمان. ومضت الصحيفة قائلة إنه في أبريل 2007 ، خلال الفترة التي اتسمت ب"أزمة الانتخابات الرئاسية" بالبرلمان، حث بهجلي أردوغان ،الذي كان يتولى حينها منصب الوزير الأول ،على الدعوة لانتخابات سابقة لأوانها "لاستعادة الثقة"، وهي الانتخابات التي قادت حزب العدالة والتنمية إلى تعزيز موقعه في الحكم بدعم من حزب الحركة القومية، واختيار الحزب السيد عبد الله غول ليكون الرئيس ال 11 للجمهورية التركية. وفي النمسا، أكدت صحيفة (دير ستاندار) ، نقلا عن دراسة نشرها أمس الخميس هيرويج تشيك، مؤرخ مادة الطب في جامعة الطب بفيينا، أن طبيب الأطفال النمساوي الشهير، هانس أسبرجر، الذي أطلق اسمه على متلازمة أسبرجر، وهو شكل من أشكال التوحد، "تعاون بنشاط " مع برنامج القتل الرحيم الذي اعتمده النظام النازي. وأضافت الصحيفة أن الدراسة أفادت بأن الدكتور أسبرجر (1906-1980) "أضفى الشرعية" على سياسات التطهير العرقي ،بما في ذلك التعقيم القسري و"تعاون بنشاط"، وفي عدة مناسبات، مع البرنامج النازي للقتل الرحيم الخاص بالأطفال، مضيفة أن الطبيب النمساوي انضم إلى العديد من المنظمات التابعة للحزب النازي، لكنه لم ينخرط في الحزب النازي بشكل مباشر. وذكرت الصحيفة أن الطبيب النمساوي الشهير كان عضوا في لجنة عهد إليها بتحديد مصير حوالي 200 مريض في جناح طب الأطفال بأحد المستشفيات، وصفت حالة 35 منهم ب"الميؤوس منها " وتوفوا في وقت لاحق. من جهتها، تناولت صحيفة (داي بريس) المكالمة الهاتفية التي جرت الأربعاء بين المستشار النمساوي سيباستيان كورتس، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي أعرب خلالها الجانبان عن "استعدادهما لتسهيل استئناف المفاوضات السورية تحت رعاية الأممالمتحدة"، مشيرة إلى أن كورتس وبوتين بحثا الوضع في سوريا الذي تفاقم بسبب الضربة العسكرية الثلاثية الأمريكية البريطانية الفرنسية ،التي نفذت فجر السبت الماضي. وأضافت الصحيفة أن بوتين وكورتس أكدا بالمناسبة على "الأهمية الأساسية لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري، ضحية الحرب الدائرة منذ أزيد من سبع سنوات في غياب الحل السياسي".