في تطور مثير لملف سرقة الأسلاك النحاسية من الشبكات الأرضية لاتصالات المغرب، اعتقلت مصالح أمن الحي الحسني بمدينة الدارالبيضاء رجل أعمال متخصص في تصدير متلاشيات النحاس وبحوزته مجموعة من كبسولات الكوكايين في فندق "زينيت" الشهير الواقع بمنطقة ليساسفة، في الشطر الجنوبي من عمالة مقاطعة الحي الحسني بمدينة الدارالبيضاء. وقالت مصادر أمنية موثوقة إن الشخص المعتقل "سياسي ومرشح سابق للبرلمان ينتمي إلى حزب يميني، وهو رجل أعمال شهير في منطقتي ليساسفة وحد السوالم متخصص في تصدير متلاشيات النحاس، وتم إيقافه وبحوزته كميات متوسطة من الكوكايين غير مخصصة للاستعمال الشخصي". ووفق مصادر موثوقة فإن محمد بنبلة، رئيس الشرطة القضائية للمنطقة الأمنية الحي الحسني، شرع في استنطاق رجل الأعمال المثير للجدل، والذي يمتلك شركة "مينضة ميتال"، ومقرها الأصلي في منطقة ليساسفة، وهي تنشط في تجارة متلاشيات النحاس وتصديرها إلى الخارج، وعليها ديون مصرفية بقيمة تزيد عن ثلاثة ملايير سنتيم بضمان سجلها التجاري المتواجد في محل تجاري لا تزيد مساحته عن أربعة أمتار مربعة. ويتزامن هذا الاعتقال مع مصادرة كميات كبيرة من متلاشيات النحاس من طرف جمارك ميناء مدينة الدارالبيضاء قبل أسبوعين، كانت متواجدة بصندوقين حديديين لشاحنتين من الحجم الكبير. ويتوقع أن تستمع الشرطة القضائية لأقوال المعني بالأمر في ما يخص نازلة مصادرة النحاس الذي كان سيعبر الحدود البحرية في اتجاه الخارج، والتأكد من علاقته بالموضوع، خاصة أن الحاويتين المصادرتين كانتا قد قدمتا من مخزن تابع لصاحب الشركة بالكيلومتر 16 بطريق الجديدة ضواحي الدارالبيضاء. ووفق مصادر موثوقة تتابع ملف سرقة وتهريب متلاشيات النحاس بعد سرقتها من شبكات اتصالات المغرب وغيرها من الشركات التي تعتمد على الأسلاك النحاسية المستوردة في نشاطها، والتي يعاد بيعها بأسعار خيالية للشركات الأجنبية من طرف شركات مغربية على الرغم من عدم توفر المغرب على صناعة للنحاس تبرر وجوده وتصديره نحو الخارج. وقالت مصادر هسبريس إن مصدر هذه المتلاشيات هي الكميات التي تتم سرقتها من طرف شبكات منظمة تنشط في مناطق الجديدة والشرق والقنيطرة، إلى جانب المنطقة الواقعة بين الرباطوالدارالبيضاء. يشار إلى أن مصالح منطقة أمن الحي الحسني، مدعومة بعناصر الفرقة الوطنية، وبتنسيق مع مركز الرحمة التابع القيادة الجهوية الدرك الملكي بالدارالبيضاء، اعتقلت يوم 18 يوليوز الماضي 11 عنصرا ينتمون إلى "مافيا النحاس"، التي تسببت في قطع خدمات الإنترنيت فائق السرعة والخدمات الهاتفية في مناطق الحي الحسني ودار بوعزة والبرنوصي وبوسكورة، حيث تبين أنها كانت تنفذ عملياتها بارتداء زي عمال شركة "ليدك".