تناولت الصحف الصادرة اليوم الإثنين في منطقة شرق أوروبا عدة مواضيع، من بينها العلاقات بين وارسووبرلين على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية بألمانيا التي جرت أمس الأحد، وموقف كييف وواشنطن من مشروع القرار الروسي بشأن نشر قوات حفظ السلام الدولية على خط التماس في دونباس إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "رزيسبوسبوليتا" أن العلاقات بين ألمانياوبولونيا "تطبعها أواصر وروابط إنسانية وتاريخية متينة وتعاون اقتصادي صلب ،بغض النظر عن التوجهات السياسية الظرفية لجارة وارسو والأحزاب التي تتحمل مسؤولية تدبير الشأن العام بالبلدين معا". وأضافت أن "الاختلافات السياسية بين البلدين في بعض الأحيان على مستوى تسيير آليات الاتحاد الأوروبي وتصريف بعض الملفات ،خاصة المتعلقة بقضية اللاجئين والهجرة ،تنحصر في كونها اختلاف وجهات نظر وتصورات ومواقف وحرص كل بلد على حدة في الدفاع عن مصالحه وخصوصياته وتطلعات مواطنيه" ،معتبرة أن العلاقات بين برلينووارسو "أعمق من أن تؤثر فيها التحولات الظرفية" . وفي نفس السياق ،كتبت صحيفة (فيبورشا) أن "بعض الاختلافات وسوء التفاهم ،الذي يطفو على سطح العلاقات الألمانية البولونية في بعض الأوقات ،هو أمر عادي يحدث في الساحة الإقليمية والدولية بين الفينة والأخرى ،إلا أن ما يهم هو أن تكون هذه العلاقات قائمة بشكل صحيح على ثوابت وطيدة لا تزعزعها حوادث المرور السياسية الظرفية ". وأكدت الصحيفة أن ألمانيا كما بولونيا "تحملان نفس الرغبة في الدفع بعجلة الاتحاد الأوروبي نحو الأمام وتعزيز موقعه في الخريطة الاقتصادية والسياسية الدولية ،وحتى يكون بمقدور هذا الاتحاد، الذي انضمت اليه بولونيا سنة 2004 وتعتبر ألمانيا من مؤسسيه الأوائل ، مواجهة التحولات السياسية الاستراتيجية ،العالمية والقارية ،والأمنية والاقتصادية ،مع مراعاة تطلعات كل الأعضاء بتناغم ووتيرة موحدة تمحي كل الفوارق بين الدول الأعضاء في المنتظم الأوروبي" . ورأت صحيفة "فاكط" أن بولونياوألمانيا ،ورغم المشاكل التي اعترت علاقاتهما في أكثر من حقبة تاريخية مثل الحرب العالمية الثانية ، "يمتلكان الكثير من التصورات المشتركة والمتقاربة الأهداف ،ويسعيان معا الى جعل الاتحاد الأوروبي فضاء حقيقيا للتنمية المتوازنة بين كل أعضائه ومكانا آمنا ومزدهرا لكل مواطنيه ". وشددت الصحيفة في نفس الوقت على أن ألمانيا "مطالبة بالاستماع الى باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي والتجاوب مع انتظاراتهم ،باعتبار الدور الاعتباري لألمانيا داخل المنتظم الأوروبي ومسؤوليتها التاريخية كأحد المؤسسين البارزين للاتحاد الأوروبي". وفي روسيا، توقفت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) عند معارضة كييف لمشروع القرار الروسي بشأن نشر قوات حفظ السلام الدولية على خط التماس في دونباس الذي يرمي إلى ضمان أمن أعضاء بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي العاملة في المنطقة. وذكرت الصحيفة أن كييف عارضت مشروع القرار الروسي بأمر من واشنطن لأسباب عديدة من بينها أن وجود قوات حفظ السلام الدولية في خط التماس سيضمن نسبيا الأمن والسلام والاستقرار في دونباس، وهذا يتعارض مع رغبات واشنطن في استمرار التوتر في المنطقة، إضافة إلى رغبة واشنطن في الوصول إلى الحدود مع روسيا "لعزل دونباس عن مصدر الدعم الخارجي، وبالتالي خنقها بسرعة". واعتبرت الصحيفة أن معارضة كل من واشنطن وكييف لمشروع القرار الروسي كان متوقعا لأنهما تدركان أنه في حال الموافقة على المشروع، لن يكون بإمكانهما بعد الآن اعتبار روسيا دولة "معتدية"، وهذا أمر مهم بالنسبة للولايات المتحدة خاصة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في روسيا سنة 2018. من جهتها ذكرت صحيفة (روسيا هيرالد) نقلا عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى أن الولاياتالمتحدة تعتبر معاهدة "ستارت الجديدة" الخاصة بالحد من التسلح مع روسيا مهمة للغاية، بالرغم من مخاوف واشنطن بشأن سجل موسكو فى مجال مراقبة الأسلحة والسيطرة عليها، وغيرها من القضايا. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن المعاهدة ستظل سارية المفعول وسيبقى الباب مفتوحا أمام توسيع الاتفاق الذي من المقرر أن ينتهي العمل به فى عام 2021 ، مشيرة إلى أن المعاهدة الجديدة تدعو كلا البلدين إلى تخفيض رؤوسهما النووية الاستراتيجية المنتشرة إلى أقل من 1550 رأسا نووية، وهو أدنى مستوى منذ عقود، وذلك قبل حلول شهر فبراير من سنة 2018. وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن الانتخابات العامة في ألمانيا ليوم الأحد لا يتوقع أن تؤثر في مواقف واستراتيجيات المنظومة السياسية الالمانية تجاه اليونان. وأضافت الصحيفة أن أكبر حزبين سياسين في ألمانيا لديهما مواقف متطابقة بخصوص اليونان وما يهمهما في الوقت الراهن هو أن تطبق أثينا الاصلاحات المنصوص عليها في برنامج الانقاذ الثالث الذي ينتهي في غشت 2018 بكل تفاصيلها. صحيفة (ثيما) ذكرت أنه طالما ظلت أنجيلا ميركيل مستشارة ألمانية فلن تكون اليونان في خطر من الخروج من منطقة الأورو مضيفة أن ميركيل حريصة للغاية على تنفيذ اليونان للإصلاحات المالية وسياسة التقشف من أجل تطهير كامل لاقتصادها وخروجها بشكل كامل ونهائي من الانكماش. صحيفة (تا نيا) انتقدت تصريحات رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور اوربان الاخيرة في بولونيا من أن الديانة المسيحية تنحسر في دول الاتحاد الاوروبي التي تستقبل المهاجرين معتبرة أن هذه الشعبوية لا تفيد في البناء الأوربي وفي تعزيز القيم الاوربية داعية الدول التي ترفض استقبال اللاجئين والمهاجرين الى الوفاء بالتزامتها لتخفيف العبء عن اليونان وايطاليا. وأضافت أن هنغاريا قدمت في السابق الدليل عن ابتعادها عن القيم الاوربية بعد اقامتها لجدار من الاسلاك الشائكة بطول 175 كلم على حدودها مع صربيا لمنع دخول اللاجئين والمهاجرين. وفي تركيا، أعلنت صحيفة (دايلي صباح) عن تعزيز مناورات القوات المسلحة التركية قرب الحدود مع العراق، التي انطلقت الإثنين الماضي بمشاركة وحدات عسكرية إضافية في "المرحلة الثانية" مضيفة أنه تم رفع مستوى هذه المناورات عشية تنظيم استفتاء إقليم كردستان العراق الذي تتشبث حكومة الإقليم بتنظيمه بالرغم من تحذيرات أبرز حلفائها، تركياوالولاياتالمتحدة. وأضافت الصحيفة أن بغداد هددت بشن عملية عسكرية ضد أربيل في حال نشوب أعمال عنف ودعت إلى إلغاء الاستفتاء وليس تأجيله، في الوقت الذي أغلقت إيران فضاءها الجوي مع كردستان العراق وتقوم حاليا بمناورات قرب الحدود مع شمال العراق. من جهتها، ذكرت (الحرية ديلي نيوز) أن الإعلان عن تعزيز المناورات العسكرية التركية يأتي في وقت صوت فيه البرلمان التركي على تمديد التفويض الذي يسمح بإجراء المناورات العسكرية في سورية والعراق، كما تزامن مع اللقاء الذي جمع رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة التركية خلوصي أكار بنظيره العراقي عثمان الغانمي وتم خلاله بحث التطورات التي تهدد استقرار المنطقة لاسيما الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق. صحيفة (ستار) أبرزت من جهتها تأكيد الوزير الأول التركي بن علي يلدريم أن " استفتاء الإقليم الكردي المزمع إجراؤه في شمال العراق، لن يكون وسيلة لحل أي مشكلة للإقليم، بل سيؤدي إلى تفاقم الفوضى وعدم الاستقرار وغياب السلطة. ونقلت عن يلدريم قوله أن سكان المنطقة سيدفعون ثمن الأخطاء التي ترتكبها حكومة الإقليم الكردي، وأن تركيا لن ترحب أبدا بأي كيان جديد على حدودها الجنوبية. وفي النمسا، أفادت يومية (كوريير) نقلا عن نتائج دراسة أجراها معهد (أو جي إم) أن حزب الشعب النمساوي الذي يتزعمه منذ عدة أشهر فقط رئيس الدبلوماسية النمساوية الشاب، سيباستيان كورز، يظل أبرز المرشحين للفوز بالانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في أكتوبر المقبل، حيث يرتقب حصوله على 33 في المائة من نوايا التصويت، متبوعا بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه المستشار الحالي كريستيان كيرن ب 26 في المائة من نوايا التصويت، يليه حزب الحرية النمساوي في الرتبة الثالثة ب 25 في المائة من نوايا التصويت. وأضافت الصحيفة أن استقراءات الرأي تمنح حزب الخضر 5 في المائة من الأصوات، شأنه في ذلك شأن الحزب الليبرالي، مسجلة أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي كان متراجعا في استطلاعات الرأي بدأ يتدارك تأخره.