اهتمت الصحف ،الصادرة اليوم الجمعة في منطقة شرق أوربا ،بقضايا متنوعة من بينها العقد الذي أبرمته وارسو مع واشنطن لاقتناء أنظمة الدفاع الجوي من طراز (باتريوت) ،وتدخل تركيا في شمال سورية والعراق لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني ،والوضع الداخلي في اليونان ،علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية. ففي بولونيا كتبت صحيفة "فبوليتيسي " أن الاتفاقية المبرمة بين بولونياوالولاياتالمتحدة لتوريد أنظمة الدفاع المضادة للطائرات و للصواريخ من طراز "باتريوت" ،" لا تحمل فقط دلالة أمنية/دفاعية وحرص وارسو على تحصين دفاعاتها ضد الأخطار المحدقة بالبلد وأوروبا من الجهة الشرقية، وإنما لها أبعاد سياسية عميقة". وأوضحت أن العقد المبرم بين وارسووواشنطن "يعكس ثقة هذه الأخيرة في بولونيا ،التي ورغم الخلافات التي برزت مؤخرا حول قانون "الذاكرة الوطنية" وارتباطه بحرية التعبير وسيادة القانون، إلا أن العلاقات لم تتزحزح عن مستوياتها العالية المعهودة ، وهو ما أثبته بالملموس تأكيد واشنطن أن بولونيا شريك موثوق به ،خاصة في الجانب الاستراتيجي الأمني ". ورأت صحيفة "رزيشبوسبوليتا " أن الاتفاق حول أنظمة "باتريوت" "يجعل من بولونيا عمليا محورا أمنيا للناتو والاتحاد الأوروبي في الجبهة الشرقية ،ويعزز أدوارها في ضمان الاستقرار ومواجهة التحديات التي تطرحها بعض الدول في الجهة الشرقية من القارة العجوز "،في إشارة الى روسيا. وأضافت أن نظام الدفاع الجوي الأمريكي ،الذي سيكلف بولونيا حوالي 4 مليار و 750 مليون دولار "مهم للغاية من الناحية الأمنية ،وله راهنيته في خضم تطور الخلافات مع روسيا ،التي لا أحد يمكن أن يتكهن بحجم تطورها ،وهو ما يعني أيضا أن بولونيا مهددة بشكل مباشر من أي تجاوزات أمنية من طرف روسيا ". واعتبرت صحيفة "غازيتا برافنا" أن شراء أنظمة (باتريوت) الأمريكية "أولوية مطلقة حيث يعتمد اليوم الدفاع البولوني على تجهيزات تم شراؤها من الاتحاد السوفييتي السابق في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ،والتي لم تخضع الا لعمليات تحديث محدودة ". وأكدت أن شراء الأنظمة الدفاعية الجوية "يدخل الجيش البولوني في عملية تحديث حقيقية ،خاصة من الناحية النوعية ،وهو ما يندرج أيضا في إطار استراتيجية بولونيا الهادفة الى فرض ذاتها في منطقة جيواستراتيجية وحيوية تعرف الكثير من التقلبات السياسية والأمنية ". وفي اليونان ،وجهت صحيفة (تو فيا) انتقادات حادة لحزب سيريزا اليساري الحاكم واتهمته بإعادة إنتاج أسوأ ممارسات النظام السياسي اليوناني القديم ،رغم رفعهم شعارات بكونهم أتوا لمحاربة هذا النظام ”القديم الذي يعتبر مسؤولا عن كل أمراض البلد“. وأضافت أن الحزب يضع منتسبيه في مختلف مفاصل الدولة وفي بعض الأحيان بدون كفاءة أو رغم وجود ملفات أخلاقية ،وقالت ”يجب على كوادر سيريزا أن يتوقفوا عن توجيه اللوم والاتهامات للآخرين ،بينما ينهجون في الوقت نفس الأساليب السياسية البئيسة وممارسات المحسوبية“. صحيفة ( تا نيا) انتقدت غياب الانسجام الحكومي بين حزب سيريزا الأغلبي وحليفه الصغير اليونانيون المستقلون (قومي محافظ) ،وقالت إنه ” من غير المتصور أن يفرض الشريك الأصغر في الائتلاف إرادته على حزب الأغلبية“ ،وبالخصوص في القضايا الوطنية الكبرى، ما يجعل الأمور أكثر سوء بالنسبة للحكومة والبلد عموما. وانتقدت الصحيفة مطالبة أحد الوزراء المنتمين للحزب القومي بتبادل الجنديين اليونانيين المحتجزين في تركيا بثمانية ضباط أتراك طلبوا اللجوء في اليونان وتطالب بهم أنقرة ،التي تتهمم بالمشاركة في المحاولة الانقلابية ليوليوز 2016. وقالت الصحيفة ”لدينا زعيم حزب ووزير دفاع (الحزب القومي المحافظ) يستمتع بلعب دور المارشال العسكري مرتديا زيه العسكري المحبوب وأحد نوابه يتبنى مواقف "العدو" ويطالب غير مكترث بالقانون ومبادئ الديمقراطية بتبادل الضباط اليونانيين والتركيين“. وأضافت الصحيفة إن هذا الأمر غير متصور في مرحلة تتطلب تماسكا حكوميا أكبر وأن يتم تحديد سياسات الدولة من قبل الحكومة المركزية ،وفقا لما تفرضه مصالح البلد أولا. وفي تركيا ذكرت صحيفة "ستار" أنه اذا كان العراق غير قادر على إنهاء أنشطة حزب العمال الكردستاني فوق أراضيه لا سيما في سنجار وقنديل، فإن تركيا ستتدخل لضمان أمن مواطنيها من تلك التهديدات. وأضافت أن أنقرة مصممة على تنفيذ جميع التدابير ضد الهجمات المحتملة لهذه المنظمة الإرهابية على أراضيها، وذلك تعليقا على بيان اجتماع مجلس الأمن القومي التركي. وقالت إن تركيا ستأخذ زمام المبادرة، كما فعلت في مناطق أخرى لمطاردة الارهابيين في شمال سورية. من جانبها ذكرت صحيفة ”ديلي صباح" أن حكومة إقليم كردستان لا تقبل استخدام أراضيها لشن هجمات عبر الحدود ضد الدول المجاورة (إيران وسوريا وتركيا). ونقلت عن رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني تصميمه على منع شن هجمات إرهابية من طرف حزب العمال الكردستاني الذي يهدد بشكل مباشر الأمن القومي التركي، وذلك بعد أيام من تصريحات مماثلة لرئيس وزراء الحكومة المركزية العراقية حيدر العبادي. صحيفة ”الحرية ديلي نيوز“ ذكرت أن حزب العمال الكردستاني مازال يحافظ على وجوده في منطقة سنجار على الرغم من دعوات للانسحاب . وقالت الصحيفة إن القوات العراقية انتشرت في سينجار وسينون لكن لا يعرف متي ستغادر قوات حزب العمال الكردستاني المنطقة حيث يحتفظ بألف من المسلحين الذين تمركزوا في المنطقة منذ العام 2014 على خلفية محاربة تنظيم الدولة الارهابي. وفي روسيا لازالت الصحف تواصل اهتمامها بالأزمة القائمة بين روسيا والمملكة المتحدة على خلفية قضية تسميم العميل الروسي المزدوج في بريطانيا . وكتبت صحيفة " كوميرسانت " أن الأ زمة التي تشهدها العلاقات بين موسكوولندن قد بلغت مرحلة جديدة ، مشيرة الى أن المملكة المتحدة تبحث بكل الوسائل عن ادانة الجانب الروسي وبأي شكل من الاشكال وذلك بالرغم من النفي القاطع لموسكو في مختلف المناسبات فيما يخص قضية تسميم ضابط الاستخبارات السابق سيرغي سكريبال وابنته في 4 مارس الجاري بمادة مشلة للأعصاب بمدينة سالزبوري البريطانية. من جانبها توقفت صحيفة " آر بي كا " عند تعليق المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فيما يخص طرد الولاياتالمتحدةالامريكية لدبلوماسيي الأممالمتحدة الروس من طرف واحد، مشيرة إلى أن واشنطن لم تقم بالإجراءات القانونية اللازمة لطرد الدبلوماسيين الروس من الأممالمتحدة . واعتبرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة لا تملك إمكانية التصرف من طرف واحد بالدبلوماسيين العاملين في الامم المتحد وأن هناك إجراءات ومساطر معينة يجب اتباعها. وفي سياق متصل نقلت صحيفة " فديمسوتي " عن نائب وزير المالية الروسي أليكسي مويسيف قوله ، إن هناك احتمالا بفرض حظر على بيع سندات الأورو الروسية في بورصة لندن و هو ما سيؤثر بشكل سلبي على المساهمين الأجانب والمستثمرين. وأضافت الصحيفة أنه في حالة ما إذا اتخذت المملكة المتحدة هذا القرار سيكون الامر سيئا للغاية ليس فقط بالنسبة لروسيا ،ولكن أيضا بالنسبة للمستثمرين الاجانب.