تناولت الصحف الصادرة اليوم الاثنين في منطقة شرق أوربا عددا من الملفات من بينها تداعيات قضية طرد روسيا لدبلوماسيين بولونيين على خلفية قضية العميل المزدوج السابق سيرغي سكيربال ،واللقاء المرتقب بين زعيمي القبارصة اليونانيين والأتراك ،والتدخل الامريكي في شمال سورية ،علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية. ففي بولونيا ،كتبت صحيفة "رزيشبوسبوليتا" أن رد روسيا بطرد أربعة دبلوماسيين بولونيين نهاية الأسبوع المنصرم كان "متوقعا لأن وارسو قامت بنفس الخطوة ،إلا أن ما ليس عاديا هو أن موسكو لوحت بأنها ستواجه بعض الدول بإجراءات خاصة خارجة إطار الدبلوماسية ،قد تهم الجانب الأمني والاقتصادي ،وهو ما يعد تهديدا مباشرا خاصة لدول الجوار،مثل أوكرانياوبولونيا". وأضافت أن "تلميحات وتهديدات روسيا يجب أن تؤخذ على محمل الجد ،على اعتبار أن بولونياوأوكرانيا كانتا السباقتان لإعلان التضامن مع بريطانيا بشأن قضية العميل المزدوج سيرغي سكريبال ،وصادف الأمر توقيع اتفاق بين وارسو ووانشطن لتوريد نظام الدفاع الجوي "باتريوت"". صحيفة "فبوليتيسي" رأت أن رد روسيا في مواجهة الدول المتضامنة مع بريطانيا "لن يقف عند حد طرد الدبلوماسيين بحجم طرد دبلوماسيين روس من الدول المعنية ،بل لربما سيتعداه الى مناوشات وضغوطات ستختلف أشكالها باختلاف علاقتها مع الدول التي وقفت بجانب بريطانيا ،وكل المؤشرات تؤكد أن روسيا ستضع نصب أعينها دولا يعينها ،مثل أوكرانيا ودول البلطيق وبولونيا" . وأبرزت الصحيفة أن "ما يؤكد هذا الافتراض هو تأكيد مسؤولين روس والصحافة الروسية على أن رد روسيا على الدول المتحالفة مع بريطانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية لن يكتفي بالمثل ،وإنما سيكون صارما وقويا وغير منتظر ،لأن روسيا ترى في ردود أفعال الدول في حق دبلوماسييها غير ودية وغير مسبوقة في الأعراف الدبلوماسية العالمية ". صحيفة "فيبورشا" ،اعتبرت أن "كل الدول التي عبرت عن تضامنها مع بريطانيا ،باستثناء الدول التي اكتفت باستدعاء سفرائها لدى موسكو قصد التشاور ، ستضعها روسيا تحت المجهر وستواجهها بكل الوسائل آجلا أو عاجلا ،وهو ما تؤكده خطابات المسؤولين الروس غير الودية" . ودعت الصحيفة بولونيا على وجه التحديد الى "توخي الحذر والاستعداد الكامل لمواجهة كل طارئ قد يأتي من الجار الشرقي ،الذي لن يغفر للدول المتضامنة مع بريطانيا ،التي تحدت موسكو بهذا الشكل غير المسبوق ،الأمر الذي لم يسجل حتى في خضم الحرب الباردة وانقسام العالم الى تيار غربي وآخر شرقي ". وفي اليونان ،تناولت الصحف اللقاء المرتقب بين زعيمي القبارصة اليونانيين والأتراك في 16 أبريل الجاري ب،عد توقف كامل للقاءات بين الطرفين لعدة أشهر شهدت فيها الجزيرة توترات حادة بسبب عرقلة تركيا لعمليات الاكتشافات النفطية ،بحجة حماية حقوق الطائفة التركية التي لم يتم استشارتها. ونقلت (تا نيا) عن المتحدث باسم الحكومة القبرصية أن الاجتماع المرتقب بين الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى اكينجى”سيعطي مؤشرا حول ما اذا كانت المفاوضات ستستأنف في الجزيرة“ ،مضيفا ”أنه يمكن أن يتبع ذلك المزيد من الاجتماعات بين الرجلين، وهذا يتوقف على نتائج العشاء غير الرسمي الذي سيعقدانه“. وأضافت الصحيفة أن هذا الاجتماع غير الرسمي سيعقد في 16 أبريل في مقر إقامة نائبة المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة حول قبرص اليزابيت سبيهار ،ويستهدف أساسا"فهم نوايا الجانب القبرصي التركي". صحيفة (إيثنوس) ذكرت أن الرئيس القبرصي أكد من جديد استعداده لاستئناف المفاوضات وسيثير المسألة خلال الاجتماع ،كما سيؤكد من جديد على أن عمليات الاستكشافات النفطية في عرض قبرص سيستفيد منها جميع سكان الجزيرة من أتراك ويونانيين. ولم تستبعد الصحيفة عقد اجتماعات لاحقة بين الطرفين بعد اجتماع 16 أبريل ،الذي قد تستأنف بموجبه محادثات السلام المتعثرة منذ احتضان منتجع كرانس مونتانا السويسري لآخر جولة في يوليوز 2017 ،بدون التوصل الى اتفاق. وفي تركيا كتبت صحيفة ”يني أكيت“ أن الولاياتالمتحدة أرسلت تعزيزات عسكرية بالقرب من منبج غرب نهر الفرات (سوريا). وأضافت أن الولاياتالمتحدة أرسلت 300 جنديا وعددا كبيرا من الدبابات والجرافات على خط الجبهة من عملية درع الفرات ،التي تنفذها تركيا في هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الميليشيات الكردية السورية ،التي تعتبرها أنقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني. وذكرت الصحيفة بأن واشنطن سبق وأن وعدت تركيا بأن هذه المنظمة الإرهابية ستنسحب وتترك إدارة المنطقة لسكانها بعد تحريرها من ارهابيي داعش ،لكن لم يتم البتة الوفاء بتلك الوعود. صحيفة ”ستار“ كتبت من جانبها ٬أن أنقرة ستحتضن الأربعاء قمة حول سوريا بمشاركة قادة تركياوروسيا وإيران الدول الثلاث الضامنة في إطار محادثات أستانا (كازاخستان) ،مضيفة أن المباحثات ستتناول وقف إطلاق النار في سوريا ومناطق التصعيد ومفاوضات البحث عن حل سياسي. وأضافت الصحيفة أنه على هامش القمة سيحضر الرئيس التركي مع نظيره الروسي إطلاق مشروع بناء محطة الطاقة النووية أكويو في مدينة مرسين (جنوب)، التي تنجزها روسيا ،وهي الأولى من نوعها في البلاد وتندرج ضمن الاستراتيجية التركية لتنويع مصادر الطاقة ،وتبلغ تكلفتها 20 مليار دولار. وفي روسيا ،لازلت الصحف تولي اهتماما خاصا للأ زمة القائمة بين موسكوولندن على خلفية قضية تسميم العميل الروسي المزدوج في بريطانيا و التي شهدت توترا جديدا بعد تفتيش طائرة روسية في مطار هيترو في لندن . وقالت صحيفة " روسيسكيا غزيتا " أن طائرة الركاب الروسية تعرضت للتفتيش بمطار هيثرو في لندن، وإن رجال الأمن البريطاني بحثوا عن مواد محظورة داخل الطائرة . ونقلت الصحيفة عن قائد الطائرة فيتالي ميترافانوف ،قوله إن مجموعة من الأشخاص بملابس مدنية وبرفقة كلاب بوليسية، دخلوا الطائرة بعد أن طلبوا من الركاب مغادرتها ،موضحا ان المفتشين كانوا يبحثون عن مواد محظورة على متنها ،مما تسبب بتأخير موعد إقلاع الطائرة لأكثر من خمس ساعات. وفي سياق متصل ،توقفت صحيفة " كوميرسانت " عند الدبلوماسيين الروس المبعدين وعائلاتهم الذين غادروا مقر السفارة الروسية بواشنطن باتجاه مطار دالاس للعودة إلى موسكو على متن طائرة أرسلتها الحكومة الروسية لهم . وذكرت الصحيفة أن الدبلوماسيين الروس، الذين أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترحيلهم والبالغ عددهم 60 دبلوماسيا روسيا على خلفية قضية تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال ، تم نقلهم من السفارة الروسية بناء على طلب الإدارة الأمريكية هذا الأسبوع من دون حدوث أي إجراءات استفزازية قبيل المغادرة على متن حافلة باتجاه المطار، حيث أرسلت الحكومة الروسية طائرة لهذا الغرض . وعلى صعيد آخر ،ذكرت صحيفة "كومسمولسكيا برافدا " أن حاكم مقاطعة كيميروفو أمان تولييف، قدم طلب استقالة من منصبه للرئيس فلاديمير بوتين التي وافق عليها ،وذلك على خلفية مأساة كيميروفو الحريق الذي وقع في 25 مارس الماضي وخلف غضبا شعبيا كبيرا بسبب مقتل 64 شخصا ،غالبيتهم من الأطفال. وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق لا يزال مستمرا لتحديد أسباب الحريق في المركز التجاري"كرز الشتاء" وسط كيميروفو في سيبيريا ،من أجل تحديد المسؤولين عن هذه المأساة ،إذ تم توقيف عدد من الأشخاص من مدراء الشركة المالكة للمركز والشركة المشرفة على تشغيله ،وبعض المسؤولين الذين لهم علاقة بمنظومة مكافحة الحريق في المركز .