يعيش سكان القطب الحضري بمدينة تنغير معاناة يومية تتمثل في غياب وسائل النقل العمومية، التي تؤمن تنقل المواطنين من القطب الحضري إلى المدينة؛ وهو ما يدفع العديد منهم، خصوصا الذين لا يتوفرون على السيارات الخاصة، إلى التنقل على أرجلهم لقضاء أغراضهم الإدارية أو التسوق. واستنكر العديد من سكان القطب الحضري، ممن تحدثوا إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، غياب سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، مطالبين السلطات الإقليمية بتوفير هذه الوسائل لتخفيف معاناتهم خصوصا في فصل الشتاء حيث تتساقط الأمطار المصحوبة ببرد قارس. محمد دندوم، أحد هؤلاء المواطنين الذين اشتكوا غياب هذه الوسائل العمومية، قال إن غالبية السكان يضطرون التنقل مشيا على الأقدام للوصول إلى إحدى الإدارات أو السوق، مؤكدا أن الموظفين بدورهم ممن يقطنون بالقطب الحضري يجدون صعوبة كبيرة في أوقات الصباح للوصول إلى مقرات عملهم؛ وهو ما يجعل العديد منهم يتأخرون عن الالتحاق بأماكن عملهم، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث، في تصريح أدلى بها لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن سائقي وسائل النقل العمومية المتوفرة حاليا بمركز المدينة لا يصلون إلى القطب الحضري، ومنهم من يفرضون أسعارا مضاعفة لنقل المواطنين إلى مساكنهم،؛ وهو ما يجعل معاناتهم تتضاعف، يقول المتحدث. وقالت إحدى الموظفات، التي لا ترغب في الكشف عن هويتها للعموم وهي بدورها من بين السكان، إنها لم يسبق لها أن وصلت إلى مقر عملها في الوقت المحدد، إذ تتأخر دوما بنصف ساعة أو ساعة، بسبب غياب وسائل النقل، حيث تلتجئ إلى "أوطو سطوب" للوصول إلى العمل، حسب تعبيرها. ويطالب سكان القطب الحضري بمدينة تنغير الجهات المسؤولة بتوفير عدد كاف من وسائل النقل، من أجل تخليصهم من المعاناة اليومية التي يعيشون على إيقاعها كل يوم. من جانب آخر، وعلاقة بوسائل النقل، طالب السكان بضرورة توفير النقل المدرسي للتلاميذ القاطنين بالقطب الحضري، من أجل نقلهم إلى المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية، متسائلين عن الأسباب الحقيقة وراء عدم توفير النقل المدرسي لتلاميذ القطب الحضري إسوة بباقي الأحياء والدواوير المجاورة. وأكد السكان أنهم يضطرون إلى الانخراط في جمعية محلية تابعة لإحدى الجماعات القروية المجاورة لمدينة تنغير، من أجل نقل فلذات أكبادهم إلى المؤسسات التعليمية حيث يتابعون دراستهم. يذكر أن سكان القطب الحضري بمدينة تنغير سبق أن وجهوا شكايات إلى الجهات المسؤولة، من سلطات إقليمية ومديرية التعليم، لإيجاد حل لمشكل النقل العمومي وتأمين تنقل التلاميذ المتمدرسين وحمايتهم من برد الشتاء وحر الصيف.