يشتكي المئات من التلاميذ والتلميذات القاطنين بدوار اغنسلن، التابع للنفوذ الترابي لجماعة اكنيون بإقليم تنغير، من غياب وسائل النقل المدرسي، مؤكدين أن غالبيتهم يضطرون إلى قطع مسافة 8 كيلومترات للالتحاق بحجرات الدراسة بكل من ثانوية تيويت الإعدادية التابعة لثانوية عسوا بسلام، باكنيون، ومجموعة مدارس اغنسلن المركزية. التلاميذ المتضررون من غياب وسائل النقل المدرسي، والبالغ عددهم حوالي 440 تلميذا وتلميذة، حسب مسؤول في جمعية ازورزن للتنمية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، يضطرون إلى قطع المسافة الفاصلة بين منازلهم وبين المؤسستين المذكورتين مشيا على الأقدام، لتفادي الغياب والانقطاع عن الدراسة، مشددا على أنهم "يعانون مشاكل كثيرة في ظل غياب أي تدخل من قبل الجهات المسؤولة لإنقاذهم من شبح الهدر المدرسي الذي يهدد العديد منهم، وخصوصا الفتيات"، حسب تعبيره. وعبّر هؤلاء التلاميذ المتضررين عن استيائهم من انعدام النقل المدرسي بالدوار الذي ينتمون إليه، مشددين على أنه "بات يثير قلقهم بشكل جدي مع بداية كل موسم دراسي، وذلك في ظل لامبالاة الجهات المعنية بمثل هذه المطالب المشروعة والضرورية لحماية التلاميذ من الهدر المدرسي"، ومؤكدين أن غياب النقل المدرسي يجعل معاناة الآباء تتضاعف، إذ يضطرون إلى توفير مصاريف إضافية لتأمين التنقل لفلذات أكبادهم عبر سيارات خاصة إلى المؤسسات التعليمية التي يتابعون فيها دراستهم الإعدادية والثانوية. داود علا، رئيس جمعية ازورزن للتنمية، تساءل في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية عن كيفية استيعاب هؤلاء التلاميذ لدروسهم في ظل قطعهم مسافة طويلة للوصول إلى الحجرات الدراسية، خصوصا في الظروف المناخية والطبيعية القاسية التي تتميز بها منطقة صاغرو خلال فصل الشتاء، مشددا على ضرورة تدخل كل القائمين على الشأن التربوي بالمنطقة لإيجاد حل آني لهذا المشكل بعد التزايد المستمر لنسبة المنقطعين عن الدراسة وغير الملتحقين بالأسلاك الثانوية والإعدادية لإكمال مسارهم التعليمي. ولفت الفاعل الجمعوي ذاته إلى أن "أزيد من ستين تلميذا يدرسون في الثانوية التأهيلية بومالن دادس بدون منحة ولا داخلية"، مطالبا في الوقت نفسه كلا من السلطات الإدارية الإقليمية ومجلس جهة درعة تافيلالت، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية والوطنية بتنغير، بضرورة التدخل من أجل توفير وسيلة لنقل التلاميذ من الدوار في اتجاه المؤسستين المذكورتين، وأخرى لنقل ستين تلميذا إلى بومالن دادس. وزاد مشكل غياب النقل المدرسي، الذي يعانيه أغلب التلاميذ المنحدرين من الدوار السابق ذكره، في تعميق جراح التهميش والإقصاء التي تعيشها المنطقة منذ عقود خلت، في ظل غياب أي مشاريع تنموية كفيلة بإخراج الساكنة من عزلتها. وحذرت فعاليات جمعوية أخرى السلطات المعنية من التصعيد عبر تنظيم أشكال نضالية متعددة، من أجل رفع الضرر عن تلاميذ يواجهون معاناة جمة في سبيل الوصول إلى المؤسسات التي يتابعون فيها الدراسة، مشددة على ضرورة تعزيز أسطول سيارات النقل المدرسي بهذه المناطق بسيارات أخرى، لتجنب تعميق الهدر المدرسي. علي براد، مدير الأكاديمية الجهوية لتربية والتكوين بالرشيدية، شدد على أن المجلس الجهوي لدرعة تافيلالت قام مؤخرا باقتناء 50 حافلة للنقل المدرسي، وتسليم 10 حافلات لكل إقليم من الأقاليم الخمسة المكونة للجهة، مستدركا بأنه "سيعهد للعمال بتكوين لجنة تضمن في عضويتها المديريات الإقليمية لتربية الوطنية، من أجل تحديد المعايير التي ستعتمد لتوزيع هذه الحافلات المدرسية". وأضاف المسؤول ذاته، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن اللجنة التي سيتم تكوينها من طرف عمال الأقاليم ستأخذ بعين الاعتبار الجماعات الأكثر تضررا من حيث موقعها الجغرافي، وعدد التلاميذ المتمدرسين والقاطنين بعيدا عن المؤسسات التعليمية، وذلك من أجل تشجيع الفتاة القروية على التمدرس، والمساهمة في تقليص الهدر المدرسي، والرفع من جودة القطاع المدرسي بالعالم القروي، وفق تعبيره. وجوابا على سؤال طرحته هسبريس حول استفادة التلاميذ القاطنين بدوار اغنسلن بجماعة اكنيون من إحدى الحافلات العشر للنقل المدرسي المتواجدة حاليا بمقر العمالة، أوضح مدير الأكاديمية الجهوية للتربوية والتكوين أن القرار عائد إلى اللجنة التي سيترأسها عامل إقليم تنغير، حسب المعايير التي ستحددها.