يؤثر انتشار المرضى النفسيين على مجرى الحياة بمدينة وزان؛ وذلك بشكل أضحى يؤرّق بال الساكنة، خاصة مع ارتفاع حالات اعتدائهم على المواطنين بنسبة لافتة للأنظار؛ إذ غدا لا يفوت يوم دون تداول الوزانيين وضيوف "دار الضمانة" في حوادث واعتداءات جديدة تطال مواطنين بالشارع العام. واستفاقت ساكنة وزان، صباح أمس، على واقعة اعتداء أخرى طالت طفلا بحي الرمل بالمدينة ذاتها، بعدما هاجمه مختل عقليا بقنينة على مستوى الرأس؛ فاستدعت إصابته نقله على وجه السرعة إلى مستعجلات مشفى أبو القاسم الزهراوي الإقليمي. نور الدين عثمان، الكاتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان، أرجع تنامي الظاهرة إلى "إغراق المدينة بالمرضى النفسيين والمختليين عقليا من مدن أخرى"، على حد قوله، مستحضرا في هذه الباب حالات كثيرة تم تسجيلها على مدى أسبوع، كادت إحداها أن تودي بحياة إمام مسجد عقب تعرضه لمحاولة ذبح من طرف أحد المختلين عقليا. وأضاف الفاعل الحقوقي أن "المكان الطبيعي لهؤلاء هو مراكز العلاج ومستشفيات الأمراض العقلية والنفسية عوض تواجدهم بالشارع العام، صيانة لكرامتهم وحفاظا على سلامة ساكنة المدينة وأمنها"، رافضا تحويل مدينة "دار الضمانة" إلى "فضاء مستقبل للمختلين عقليا في ظروف تحط من كرامتهم وتمس إنسانيتهم". وطالب عثمان الجهات الوصية والسلطات الإقليمية بضرورة أجرأة تدخلات مستعجلة بما تقتضيه الوضعية الراهنة، مستنكرا حالة "الجمود" التي تطبع تعاطي السلطة المحلية والإقليمية مع الاعتداءات. من جانبه قال الفاعل جمعوي رشيد لغويبي إن "الظاهرة ليست وليدة اليوم"، وأضاف: "الغريب بدار الضمانة هو تزايد المشاهد العدوانية والاعتداءات التي وصلت إلى درجة محاولات التصفية والذبح". ودق الفاعل الجمعوي نفسه، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، ناقوس الخطر، لاسيما أمام بوابات المدارس والمؤسسات التعليمية، مشيرا إلى حادث سابق ومماثل طال تلميذا أمام بوابة فضاء مدرسي، وداعيا الجهات المعنية إلى معالجة هذه الظاهرة والبحث عن مسبباتها ومحاولة الحد منها بما يضمن سلامة وكرامة الجميع.