بات ملحوظا بمدينة سيدي سليمان هذه الأيام انتشار ظاهرة المتشردين والمختلين عقليا بالشوارع والأحياء والفضاءات الحيوية؛ ما يطرح علامة استفهام حول كيفية وصول هؤلاء إلى هذه المدينة بالذات، وأسباب اختيارهم لها، لاسيما أن الظاهرة في تزايد مستمر. وصار عاديا أن يطالع الناس في مدينة سيدي سليمان مشاهد مريض عقليًا وهو يقوم بتصرفات غريبة ويثير الفوضى في الشوارع العمومية وأمام المحلات التجارية وداخل الأحياء السكنية، عن طريق الرشق بالحجارة أو التعرض للسيارات أو التلفظ بعبارات ساقطة؛ بل إن بعضهم يعتدون أحيانًا على المارة. وشهدت المدينة في الأيام القليلة الماضية اعتداء طال فتاة بشارع حمان الفطواكي، المعروف لدى الساكنة السليمانية بشارع "شوفوني"، بعدما هاجمها مختل عقليا "جديد على المدينة" بلكمة قوية على وجهها أسقطتها أرضا، وسط ذهول صديقاتها وأصدقائها. ولم تمض سويعات قلائل على الواقعة الأولى حتى اعتدى الشخص نفسه على فتاة أخرى، استدعت إصابتها نقلها على وجه السرعة إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي بسيدي سليمان، الذي خرجت منه بكدمات بليغة وزرقة على مستوى عينيها. شهيد لزعر، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان فرع سيدي سليمان، قال إن "انتشار المرضى النفسيين والمتشردين بشوارع المدينة أضحى يؤرق بال الساكنة، خاصة مع ارتفاع حالات اعتدائهم على المواطنين"، متسائلا عن "دور السلطات الأمنية والمؤسسات الاجتماعية والجمعيات العاملة في هذا المجال، في ظل تعاطيها السلبي مع الظاهرة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على سلامة المواطنين والنظام بالمدينة". وأضاف الفاعل الحقوقي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "السلطات الوصية مطالبة بالتفكير الجدي في احتواء الظاهرة، عبر إحداث مراكز لإيواء هذه الفئة المجتمعية، مع ضرورة إخضاعها للاستشفاء والعلاج، ما يضمن سلامة وكرامة الجميع".