انطلق حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، في الإعداد للمؤتمر السابع عشر لحزبه، وظهر وحيدا دون أنصار أو أعضاء من الحزب خلال ندوة صحافية نظمها اليوم بمقر "الاستقلال"، منتقدا ما قال إنه يتعرض له من "تضييق"، وموجها سيلا من الاتهامات إلى من وصفهم ب"مرشحي المخزن"، رابطا بين أحداث الريف وما قال إنه "يتعرض له شخصيا". وقال شباط خلال الندوة الصحافية المنظمة اليوم إنه "بات غير مرغوب فيه، كما بات غير مرغوب في حزب الاستقلال"، مواصلا: "جاءتني هواتف من خارج الحزب على شاكلة تلك التي وصلت إلى الصحافي حميد المهداوي، ولدي تسجيلاتها، ولم يفتح بحث في ما توصلت به". وقطر شباط الشمع على بعض أعضاء حزب الاستقلال قائلا: "من قال شعرا في بنعرفة هم من تركوا أبناءهم يتحكمون فينا إلى حد اليوم..أريد أن أعرف هل نحن حزب الشعب أم حزب المخزن؟..حزب الاستقلال هو حزب الديمقراطية وحقوق الإنسان.. كيف ندافع عن هذه الحقوق ونحن نمنع حتى من حقنا في الترشح؟...هل تريدون فقط الخانعين ومن يقال لهم ليلا قدموا استقالتكم فيقومون بذلك صباحا على الرغم من وعودهم بعدم فعل ذلك؟". وأكد شباط أنه لا يوجد شيء محسوم داخل مؤتمر "الاستقلال"، "وكل ما يروج مجرد إشاعات"، مضيفا: "لم تكن لنا الأبوية في الحزب لكننا بدأنا نعاني من ذلك اليوم، وذلك بفرض من المخزن"، مواصلا: "وحين أقول المخزن والتحكم فأنا لا أقصد المؤسسة الملكية التي يحاولون ضربنا بها، بل كان المخزن في وقت سابق يتمثل في وزارة الداخلية حينما كانت أم الوزارات، وكان الوزير هو الذي يتحكم فيها". وأكد شباط أنه سيكون هناك مرشح للمخزن خلال انتخابات حزب الاستقلال، وأثناء المؤتمر الحالي قائلا: "سيكون هناك تدخل للمخزن، وسيكون هناك مرشح للمخزن، هل سيكون نزار بركة أم غيره؟ الأمر غير واضح إلى حد الساعة، لكن الأكيد سيكون هناك اسم، لأن الأمر بات بمثابة عادة"، مواصلا: "نحن ضد التدخل في الحزب والانتخاب سيكون عبر البطاقة الإلكترونية وبطريقة شفافة ونزيهة..أنا أضحي بحياتي ومستقبلي من أجل حزب الاستقلال والبلاد وأؤمن بمناضلي الحزب". وأردف المتحدث ذاته: "خمس سنوات مرت على قيادتي للحزب، ويتم بعدها القول إني أستفرد بالقرار..أين كنتم وكل ما تم كان بالإجماع والتنويه؟"، متابعا: "أن يموت شباط فهو أمر طبيعي، لكن أن يموت حزب الاستقلال فلا؛ لأنه قضية شعب وأمة". واعتبر شباط أن ما يحدث اليوم تُسأل عنه "وزارة الداخلية وأجهزتها"، رابطا بين ما تعرض له خلال محاولة مصادرة مقر الاتحاد العام للشغالين وحراك الريف، معتبرا أن تلك كانت بداية الأوضاع التي يعرفها الريف اليوم، قائلا: "البداية انطلقت مع الاتحاد العام للشغالين، حينما هجمت علينا الشرطة، وحين منعني الأمن من الصياح عاش الملك، وتبعها اعتقال الزفزافي ومناضلي الريف، وتلتها تصريحات الحكومة والحديث عن الدعم الخارجي". وواصل الأمين العام لحزب الاستقلال قائلا: "احتجاجات الريف خمسة أشهر وهي سلمية، وكانت تمر في مستوى رائع جدا..يجب الرجوع إلى تاريخ الريف وتاريخ القبائل التي قاومت الاستعمار و"الحكرة"؛ فالمغربي لا يسمح بمس كرامته"، وتابع: "في بداية الحراك كان هناك بلاغ لثلاثة أحزاب محلية، إلا أنه تم تأويله بمحاولة القول إن شباط هو المسؤول عما يقع بالحسيمة، وبالتالي يجب أن يتخلص المغرب منه وكذلك من حزب الاستقلال". واعتبر المتحدث أن الشعب المغربي يجب أن يكون صامدا، وزاد: "ما يحدث اليوم يجعل هناك ضبابية حول مستقبل بلادنا واستقرار وطننا..هناك سوء التقدير لما يحدث بالوطن قد يأتي على الأخضر واليابس". ويرى المتحدث أن ما يعاني منه اليوم هو بسبب احتلال حزبه المرتبة الأولى بفاس في انتخابات 2015 "دون علم الأجهزة المعلومة"، حسب وصفه، متابعا: "حينها بدأ الاستعداد لكي لا يكون الاستقلال منافسا لحزب خلق جديدا، وكان تصريحه قبل سنوات واضحا، وكان يعد لأن يقود البلاد خلال 2017، وكان له مخطط للنجاح".