10 يونيو, 2017 - 09:07:00 جدد حميد شباط، الأمين لحزب "الاستقلال"، مطالبة الدولة بإطلاق سراح جميع المعتقلين في ملف ما بات يعرف ب "حراك الريف"، موضحا بأن هذا مطلب تمت الموافقة عليه "بإجماع قيادة الحزب خصوصا وانه لحدود اليوم اتضح أن المسيرات كانت سلمية وأعطت سمعة للمغرب بالخارج على أن هذا الشعب واعٍ ومتنور". الدولة ارتكبت أخطاء قاتلة وأضاف شباط، في تصريح خص به موقع "لكم"، أنه "بعد الاعتقالات لاحظنا مجموعة من رجال الأمن هم من يقومون بالهجوم على المحتجين بشكل عنيف، بالرغم من أن الاحتجاجات تكون سلمية، وهي منذ بدايتها ترفع مطالب اقتصادية واجتماعية، وحتى إن كانت سياسية فلا عيب في ذلك لان الخلل في السياسات العمومية". وقال شباط إن "النشطاء كانوا اذكيا وأرادوا التهدئة عندما اجلوا احتجاجاتهم إلى مسيرة 20 يوليوز، لكن الدولة ارتكبت أخطاء قاتلة باعتمادها المقاربة الآمنية، وهي نفس المقاربة التي تم اعتمادها مع الأحزاب والنقابات". الكل يريد الاستقرار لكن بكرامة وانتقد شباط المقاربة التي تنهجها الدولة مع الحراك، وقال إن "الذي يجب ان تعلمه الدولة هو الكل يريد الاستقرار لكن بكرامة وليس تحت التهديد والتخويف وفبركة الملفات". وكشف شباط عن موقفه من مسيرة يوم الأحد 11 يونيو الجاري بالقول: "شخصيا سأشارك مسيرة الرباط، في حالة تواجدي بالعاصمة، لأن المسيرة هي إشارة سياسية على أن المغاربة متضامنين وقوتهم في تنوعهم الثقافي وليس في تخوينهم"، مضيفا "توحدنا كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله". وقال الأمين العام لحزب "الاستقلال" إن "الشعب المغربي يستنكر بعض أساليب وزارة الداخلية" مشددا على أن "الحكومة ارتكبت أخطاء قاتلة في تعاملها مع حراك الريف وعدم تدبيرها لعدة الملفات دليل على فشلها". من يستفيد من دعم المحروقات لا يمكن أن يحل مشاكل الريف من جهة أخرى انبرى شباط مهاجما عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، دون ذكر اسمه، بالقول إن "أخطر شيء هو أن يكون شخص يستفيد من دعم المحروقات ويذهب ليحل مشاكل الساكنة في الريف، وهناك ملفات فساد كبيرة في قطاعات حكومية عدة، لا يمكن لمن يترأسها أن يحل مشاكل الريف". نهاية الوسيط الحزبي والأجهزة تستهدف الأحزاب وقال شباط إن "ما يحدث في الريف نتيجة لنهاية الوسيط الحزبي، الذي كان في موجودا سنة 2011"، مضيفا أن أحزاب "العدالة والتنمية" و"الاستقلال" و"الاشتراكي الموحد"، و"النهج الديمقراطي"، كلها بدون استثناء تعاني من سياسة تدخل الأجهزة في شؤونها الداخلية وزرع بعض المنتمين لها داخل هذه الأحزاب، بالإضافة إلى العمل على تفتيت النقابات وإضعافها. وأوضح شباط أن "المشكلة في المغرب يكمن في كون الذين يملكون زمام الأمور لا يريدون السماع لنا وللأحزاب الوطنية بل يريدون فقط منا تنفيذ الأوامر". وتابع شباط "اليوم اتضح كل شيء ولم يعد هناك وسيط، لذلك فنحن لن نكون إلا مع الاحتجاجات السلمية، ومع كرامة المغاربة". واستشهد شباط بوضعية المغاربة بالخارج "الذي يجدون الحرية والكرامة في بلاد المهجر وعندما يعودون إلى بلادهم للاستثمار أو الإقامة يعانون فرقا شاسعا، بسبب سياسات الدولة "، على حد تعبيره. وقال زعيم "الاستقلال": "كنا بدأنا نقاشا منذ سابع اكتوبر وكان من الممكن تشكيل حكومة قوية تحظى بشعبية، لكن جهات بدأت تخيط وتخيط بالخيط الأسود للاسف، فوقع مع وقع، وأنتج ذلك الوضع حكومة هشة، لأن الأجهزة المعلومة قتلت الأحزاب والنقابات، وتم استعمال الإعلام العمومي للإجهاض على ما تبقى من استقلالية ومصداقية". وبخصوص ما اذا كان حراك الريف، قد خفف من الضغوط التي يقول شباط إن جهات قوية داخل الدولة تُمارسها عليه، قال الأمين العام لحزب "الاستقلال" بالقول: "مازل مقابلينا ليلا ونهارا ولم يتركوننا ويحاولون تشتيت حزب الاستقلال". وبخصوص الجهة التي يتهمها شباط داخل الدولة، رد بالقول: "كلشي باين عند الموطنين، ومواقفي ثابتة منذ سابع اكتوبر". تواصل روجي بين "الاستقلال" و"البيجيدي" لا يمكن أن يتوقف أما عن علاقته بزعيم "البيجيدي" عبد الإله بنكيران، وما إذا كان هناك تواصل بينهما، رفض شباط الجواب عن هذا السؤال، موضحا: "ستأتي الأيام ونقول فيها كل شيء"، مؤكدا على أن "هناك تواصل روحي بين الحزبين لن يتوقف قبل ان نتحدث عن التواصل بين قياداته". وبخصوص قول بنكيران إن "هناك أشياء ستذهب معي الى القبر"، علق شباط: "مالنا غادي نتبعوك للقبر"، قبل أن يضيف: "غادي يجي الوقت وبنكيران غادي يقول كل شيء". ووجه شباط خطابا الى المسؤلين في الدولة بالقول: "المسؤولين على البلاد وبالخصوص وزارة الداخلية يجب عليها أن تعلم إلى أين تتجه ؟"، مضيفا "كنا نرى بعض الأحزاب والمؤسسات تقوم بالانقلاب على مؤسسات الدولة والان نرى أن الداخلية تقود انقلابات داخل الأحزاب ". وخلص شباط إلى القول: "المسؤول مخصوش يكون حاقد وخاص يكون عندو صدر واسع ومستوعب، ولا يغلب جهة ما على جهة أخرى، ولا وزارة على أخرى ". وردا على الأزمة التي يعيشها حزبه، والأوضاع بالريف، قال شباط : " الله فوق كل شي والظلمات ظلمات يوم القيام". وتابع "الذين خططوا لهذه الهندسة الحكومية، نقول لهم نحن لم نذهب إلا إلى منطق معقول، منطق يحترم إرادة الشعب، منطق يريد الاستقرار للمؤسسات ويمكن لشباط أن يذهب أو يعتقل وأن يضحي من اجل استقرار البلد، والشعب هو الذي حافظ على استقرار البلد بعد خطاب 9 مارس". وأضاف المتحدث قائلا "ولا يجب أن نكسر هذا الاستقرار بسبب قرارات خاطئة، بمنطق يقول (إما بيضة أو كحلكة)، دون تقبل الآراء الأخرى".