الشاب جدوان اسم لا يخفى على المغاربة، كيف لا وهو الذي أطربهم في سنوات الثمانينات والتسعينات ، بصوته الشجي وموهبته المتميزة، سيطر على الساحة الغنائية طويلا، وأصبح رائد الاغنية الشعبية بامتياز. قراره بالاعتزال الفني في قمة عطاءاته وتوجهه للاهتمام بالقرآن الكريم حفظا وترتيلا، أثار الكثير من الآراء والملاحظات المختلفة. التقيناه في مهرجان الامام الهبطي للقرآن الكريم بالعرائش، حيث ذكر الجمهور المغربي بصوته الرخيم عبر ترتيله لآيات من القرآن الكريم وأدائه لمواويل دينية، انتهزنا المناسبة لمحاورته التي رحب بها بتواضعه المعهود منه، وارتأينا نشره على حلقات عبر موقع هسبريس في شهر رمضان. الحلقة الرابعة: مشاريع جدوان بعد الاعتزال أغنية الطفل غائبة وقليلة على المستوى الوطني، الا يفكر جداون فيها؟ إذا كانت هناك كلمات جميلة خاصة بالطفل تحوي رسائل نبيلة وواضحة فلم لا، إن أغاني الاطفال يسري عليها ما يسري على باقي الاغاني الملتزمة، في حال توفر عناصر الجودة، أنا مستعد. وبالنسبة للتراث المغربي، هل تعتقد أنه يستغل بشكل جيد وأمثل؟ هل تقصد الاغاني الدينية؟ مثلا؟ إذا أردت لدينا أغاني جميلة جدا في التراث المغربي، غير أن هناك بعض الاغاني بها منزلقات عقدية خطيرة، للأسف تم إقحام العديد من الاشياء فيها من قبيل السادات وسؤال الاولياء، أو إضفاء صفات قدسية على الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز ذكرها إلا لله سبحانه وتعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يقبل أن يوصف بصفات إلاهية كما حدث للنصارى مع سيدنا عيسى عليه السلام أواليهود لما قالوا عزير بن الله. الاغاني الدينية التراثية يجب أن تعرض على علماء الشريعة والفقه ليقوموا بدراسة الكلمات دراسة دقيقة والتأكد من خلوها من الالفاظ المنافية للعقيدة ولم لا تعويضها وتصويبها بكلمات لها نفس الوزن الشعري غبر أنها لا تخل بالعقيدة والدين، والحمد لله لدينا عدد مهم من العلماء أعضاء المجالس العلمية المحلية وآخرون يمكن أن نستشيرهم في هذا المجال وسيقدمون خدمة جليلة للفن عامة وللتراث المغربي خاصة لتقديمه للجمهور خاليا من كل شائبة. كنت حاضرا بمهرجان الامام الهبطي للقرآن الكريم بالعرائش، ورتلت القرآن بقراءة مغربية أصيلة، لماذا هذه القراءة غير منتشرة بشكل كبير، وعل تحتاج إلى مجهودات معينة لذلك؟ أولا أنا جد مسرور بالمشاركة المتواضعة في هذا المهرجان بمدينة العرائش، وسأحتفظ بذكرى المشاركة في أول دورة له، وأدعو الله له بالاستمرارية والمداومة مدى الحياة. أنا اخترت القراءة المغربية لأن القراء الحاضرين الاربع والاخت القارئة قدموا قراءات مشرقية، لهذا قرأت بقراءة مغربية حتى نعطي الانطباع للجمهور الحاضر وللمشاهد المغربي أن المغاربة يتقنون ويحسنون مختلف أنواع القراءات المشرقية والمغربية. هاته الاخيرة تتميز بأن مقاماتها مستخرجة من النغم الاندلسي المغربي، وهذا تميز لا ينبغي التفريط فيه. كان الفقيه عبد الرحمان بنموسى رحمه الله يتميز بإتقان هذه القراءة وكان يفوز بجوائز عالمية في مهرجانات كبرى كجائزة مهرجان ماليزيا مثلا وهناك مقرئين آخرين أبدعوا فيها أيضا كالمقرئ الجعادي الذي حضر معنا المهرجان فهو يقرأ القراءة المغربية جيدا وينتقل انتقالات طيبة ومبدعة. في السنوات الاخيرة هذه القراءة بدأت تنتشر بشكل جيد ومدروس، فالشيخ الترابي بالدار البيضاء يلقنها لتلامذته ، كما تنظم مهرجانات خاصة بهذا الصنف القرائي، والأهم من القراءتين معا هو اتقان واحترام قواعد التجويد، غير أنه في القراءة المغربية، الامر أصعب لأنها تستلزم إطالة الحركات وهذا يسقط القراء في مغبة عدم احترام عدد الحركات المخصصة لأنواع المدود، ولهذا تجد أغب القراء يتهربون من القراءة المغربية. بصفتك أحد المهتمين بالقراءة المغربية، لماذا لا نجدها تنتشر في المشرق؟ بالعكس العديد من القراء المغاربة قاموا بنشرها بالمشرق، غير أنها مجهودات فردية لا ترقى إلى نشر وإذاعة صيت هذه القراءة المتميزة، انظر مثلا في الخليج نجد قراءة ذات طابع خليجي تسلتهم مقامات شرقية لأن هناك إرادة لدى المؤسسات هناك لنشرها وتحقيق الهوية والخصوصية المحلية هناك، لا بد من تظافر الجهود الفردية والجماعية وخصوصا أجهزة الدولة لتحقيق انتشارها وهي تحتوى على كافة مقومات النجاح. في الحلقة الخامسة جدوان وعلاقته بالقراء المغاربة