الشاب جدوان اسم لا يخفى على المغاربة، كيف لا وهو الذي أطربهم في سنوات الثمانينات والتسعينات ، بصوته الشجي وموهبته المتميزة، سيطر على الساحة الغنائية طويلا، وأصبح رائد الاغنية الشعبية بامتياز. قراره بالاعتزال الفني في قمة عطاءاته وتوجهه للاهتمام بالقرآن الكريم حفظا وترتيلا، أثار الكثير من الآراء والملاحظات المختلفة. التقيناه في مهرجان الامام الهبطي للقرآن الكريم بالعرائش، حيث ذكر الجمهور المغربي بصوته الرخيم عبر ترتيله لآيات من القرآن الكريم وأدائه لمواويل دينية، انتهزنا المناسبة لمحاورته التي رحب بها بتواضعه المعهود منه، وارتأينا نشره على حلقات عبر موقع هسبريس في شهر رمضان. الحلقة الاولى: البدايات الفنية إذا أردنا أن يعرف الجمهور المغربي من هو المختار جدوان المختار جدوان، الاسم الشخصي وجدوان الاسم العائلي. الكثير كان يظن أن جدوان هو اسم فني فقط، أنا من مواليد مدينة الرباط سنة 1967، حاليا أب لشابين، البنت حصلت على شهادة البكالوريا هذه السنة، والابن في السنة الثالثة بعد البكالوريا، مستواي الدراسي السنة الثانية جامعي، تركت الجامعة بعد ولوجي عالم احتراف الغناء. ما هي أولى خطوات دخولك عالم الفن؟ دخولي عالم الفن كان بالصدفة، وعن طريق العائلة, فقد نشأت في وسط فني، فإخوتي كلهم يسيرون مجموعات موسيقية، وكانوا يتدربون في المنزل. فتلقائيا ودون توجيه تجد نفسك تحفظ مجموعة من الأغاني وترددها. في تلك المرحلة كانت أغاني الظاهرة الغيوانية وجيل جيلالة ولمشاهب جد منتشرة ومسيطرة على الساحة الغنائية، ولكي تتمكن من ولوج عالم الغناء بكل ثقة ينبغي أن تحافظ على الميزان الصوتي والانضباط الغنائي، وهي مواهب من عند الله، وليست قابلة للتعلم في بداياتها، وهي التي ستمكنكن من مواصلة المسيرة أم التوقف، وهكذا وجدت نفسي داخل الوسط الغنائي، بدأت أجالس إخواني عبد اللطيف وكريم وعزيز، وانتقلت عبر مجموعاتهم، وكانت البداية الفنية في سن الثانية عشر من عمري. إذن لإخوتك يعود الفضل في بدايتك الفنية نعم، هم من تأثرت بهم في بداية المشوار، عندما كنت أجالسهم، كانوا يميلون لأغاني الظاهرة الغيوانية، وبعض الاغاني الشعبية لفرق كأوركسترا المنار، وبحكم أني كنت أقضي عطلتي كثيرا في فاس، اشتريت هناك أشرطة كثيرا كمحمد المراكشي، وبنعمر الزياني، كنت ساعتها أحفظ بعض أغانيهم العصرية، وشرعنا في غنائها ضمن المجموعة تدريجيا، بعد مرور 4 سنوات، حولنا المجموعة إلى جوق موسيقي بإدخال آلات عصرية كالدربوكة والباتري والكمان والاورغ والغيتار الكهربائي. وتمكنا آنذاك من تقديم الاضافة النوعية للمجموعة، واشتغلنا على الاندلسي والملحون والاغاني الشرقية. ما هي أزهى فترة في مسيرة جدوان الفنية؟ في سنة 1987 ، كنت ساعتها في العشرين من عمري، وأصدرت ألبوم "أنا لمسكينة"، وهي أغنية عراقية الاصل، حولناها إلى أغنية شعبية ولاقت نجاحا كبيرا داخل المغرب وخارجه، بعدها دخلنا عالم الشهرة وبدأنا نصدر ألبوما جديدا كل سنتي. بعد ولوجي للمعهد الموسيقي، بدأت في الاجتهاد على أغاني قديمة وإعادة توزيعها الموسيقي بالإضافة إلى أغاني جديدة. في سنة 1994 أصدرت أغنية "خليتيني نساين" التي كانت مغايرة لما هو موجود في الساحة الفنية، وهي التي أعطتنا نقلة مهمة وفتحت لنا فضاءات للاشتغال بإقامة سهرات خارج المغرب بالخصوص. كل تلك الفترة وإلى سنة اعتزالي 2007 يمكن اعتبارها فترة ازدهار عطائي الموسيقي، وسنوات 2004 2005 2006 2007 كانت القمة بالنسبة لي، ولهذا قررت أن أترك الساحة الغنائية وأنا في قمة عطاءاتي بعد نقاش داخلي طويل ومعمق، تمكنت في نهايته ان أغالب الشيطان وأن أصدر قراري بكل شجاعة. يتبع في الحلقة الثانية كيف اعتزل الشاب جدوان