أفردت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية حيزا هاما من صفحاتها، على الخصوص، لقرار الحكومة الأرجنتينية رفع قيمة المكافأة المالية الخاصة بالمساعدة بمعلومات تفضي للكشف عن مصير ناشط حقوقي اختفى خلال تفريق مظاهرة قبل أزيد من شهر، ولزيارة البابا إلى كولومبيا، وظهور مؤشرات انتعاش الاقتصاد الشيلي. كما تطرقت إلى تعثر المنتخب الشيلي لكرة القدم في مباراتيه الأخيرتين برسم تصفيات مونديال روسيا 2018، واتهامات الفساد الجديدة ضد الرئيس البرازيلي الأسبق لويز ايناسيو لولا دا سيلفا وتراجع معدل التضخم بالبلد الجنوب أمريكي. فبالأرجنتين، ذكرت يومية "أمبيتو فينانسييرو" أن الحكومة رفعت، في قرار نشر في الجريدة الرسمية للبلاد، قيمة المكافأة المالية لمن يقدمون معلومات تفضي للكشف عن مصير الناشط الحقوقي سانتياغو مالدونادو، الذي اختفى منذ فاتح غشت المنصرم في مقاطعة تشوبوت، إقليم باتاغونيا الأرجنتيني، بعد مشاركته في مظاهرة فرقتها قوات الأمن بالقوة، وذلك من 500 ألف بيسو أرجنتيني (نحو 29 ألف دولار) إلى مليوني بيسو (نحو 116 ألف دولار). وأوضحت الحكومة، في قرارها الذي وقعته وزيرة الأمن، باتريسيا بولريتش، أن رفع قيمة المكافأة المالية للمساعدة بمعلومات تفضي إلى العثور على مالدونادو يأتي نظرا "للوقت المنقضي دون الحصول على أي معطى ملموس يساعد في الحصول على معلومات حاسمة بالنسبة للتحقيق". وذكرت الصحيفة بالاحتجاجات التي شهدتها الأرجنتين مؤخرا للمطالبة بالكشف عن مصير الشاب مالدونادو، الذي اختفى بعد تفريق احتجاجات نظمها الهنود الحمر من قبيلة المابوتشي في محافظة تشوبوت، ويزعم أقارب الشاب أن الشرطة اعتقلته واختفى بعد ذلك. من جهتها، توقفت يومية "كلارين'' عند وصول البابا فرنسيس إلى كولومبيا، في زيارة يحمل خلالها رسالة مصالحة في بلد يعاني من انقسام عميق بعد اتفاق السلام الذي وقع بين الحكومة وحركة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" في يونيو الماضي وأنهى أقدم نزاع في أمريكا اللاتينية. وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة البابا إلى كولومبيا، التي سيحل خلالها بمدن بوغوتا وفيلافيسينسيو وميديين وكارتاخينا، ويجري خلالها لقاءات مع السلطات الكولومبية ومع ضحايا وأطراف في الحرب الأهلية التي استمرت لخمسين عاما، تأتي بعد يومين من توقيع "جيش التحرير الوطني"، آخر حركة تمرد ناشطة في البلاد اتفاقا مع الحكومة لوقف إطلاق النار. وبالشيلي، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بظهور مؤشرات على انتعاش اقتصاد البلاد، وبخسارة المنتخب الشيلي لكرة القدم، حامل لقب كوبا أميريكا خلال النسختين الأخيرتين، أمام كل من الباراغواي وبوليفيا في مباراتيه الأخيرتين برسم تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018. وكتبت صحيفة "امبيتو فينانسيرو" الاقتصادية تحت عنوان "العديد من إشارات الانتعاش: الصادرات تتجاوز 6 مليار دولار خلال غشت، أفضل نتيجة منذ 2016"، أن الميزان التجاري الشيلي سجل فائضا بحوالي 23ر597 مليون دولار خلال غشت الماضي، مقابل عجز بلغ 5ر234 مليون دولار في الشهر ذاته من السنة الماضية، حسب آخر الأرقام الصادرة عن البنك المركزي الشيلي. رياضيا، توقفت يومية "أولتيماس نوتيسياس" عند تعثر المنتخب الشيلي (1-0) أمام نظيره البوليفي في لاباز، والذي أثر بشكل كبير على ترتيب منتخب "لاروخا" حيث تراجع إلى المركز السادس برصيد 23 نقطة فقط، على بعد جولتين من اختتام التصفيات. وبالنسبة للصحيفة، فإن هذه الأداء السلبي هو نتيجة "التعب الذهني" لدى اللاعبين الأساسيين في الفريق، بينهم وسط الميدان فيدال، والمهاجم أليكسيس والحارس كلاوديو برافو. واعتبرت اليومية أن عناصر المدرب خوان انطونيو بيتزي باتوا في وضعية صعبة لخوض المباراتين المقبلتين في أكتوبر القادم ضد الاكوادور والبرازيل، التي سبق أن ضمنت بطاقة التأهل. وبالبرازيل تطرقت الصحف المحلية، على الخصوص، إلى اتهامات الفساد الجديدة ضد الرئيس الأسبق لولا دا سيلفا وتراجع معدل التضخم خلال شهر غشت بالبلد الجنوب أمريكي، القوة الاقتصادية الأولى في أمريكا اللاتينية. فتحت عنوان "لولا و أوديبريشت وقعا "ميثاق دم"، حسب "بالوشي"، كتبت "فوليا دي ساو باولو " أن وزير المالية البرازيلي السابق أنطونيو بالوشي صرح للمحكمة أن الرئيس الأسبق لولا دا سيلفا (2003-2010) وقع "ميثاق دم" بين حزبه "حزب العمال" وشركة "أوديبريشت'' العملاقة للبناء، التي توجد في قلب فضيحة الفساد التي هزت شركة "بتروبراس" النفطية العمومية. وأشارت إلى أن الرجل القوي في حكومتي الرئيس الأسبق لولا دا سيلفا والرئيسة السابقة ديلما روسيف (2011-2016)، الذي أدين بالسجن لأكثر من 12 عاما بتهمة الفساد، اعترف أمام القاضي سيرجيو مورو، الذي يعتبره العديد من البرازيليين رمزا لمكافحة الفساد، بأنه تم اطلاعه على الاتفاق من قبل لولا نفسه في قصر "ألفورادا"، مقر الرئاسة، حيث أشار إلى أن لولا طلب من خلفه في الرئاسة "الحفاظ على العلاقات (مع أوديبريشت) بجميع جوانبها القانونية وغير القانونية". من جانبها، ذكرت يومية "جورنال دو برازيل" أن معدل التضخم بلغ 46ر2 في المائة خلال غشت المنصرم، وهو أدنى مستوى له منذ سنة 1999، وأشارت استنادا إلى معطيات معهد الجغرافيا والإحصاء، إلى أن الأسعار ارتفعت بنسبة 19ر0 في المائة خلال شهر غشت مقارنة مع شهر يوليوز.