عيّن أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، هورست كولر مبعوثا أمميا إلى منطقة الصحراء المغربية بشكل رسمي، بعدما كان اسمه الأكثر تداولا في الأسابيع الماضية لشغل هذا المنصب، خلفا للمبعوث الأممي السابق كريستوفر روس، الذي قدم استقالته بعد فشله في هذه المهمة. وجاء تعيين الأمين العام للأمم المتحدة للرئيس الألماني السابق، اليوم الأربعاء، بعد أشهر قليلة من توليه المهمة خلفا للأمين العام السابق، بان كي مون. بلاغ صادر عن السفارة الألمانية بالرباط أكد أن المبعوث الأممي الجديد إلى منطقة الصحراء المغربية "سيتعاون مع جميع الأطراف للوصول إلى حل سياسي عادل، مستدام ويحظى بقبول الطرفين بخصوص قضية الصحراء الغربية". ونوّهت الحكومة الفدرالية الألمانية، في البلاغ ذاته، بقرار تعيين الرئيس الألماني السابق كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، مضيفة أن كولر "يحظى بتقدير الأممالمتحدة جراء التزامه بالقضايا التي تهم القارة الإفريقية". وذكر المصدر ذاته أن بان كي مون سبق أن عيّن كولر سنة 2012 عضوا في فريق الشخصيات البارزة رفيع المستوى، التابع للأمين العام، بشأن خطة التنمية لما بعد عام 2015، إلى جانب عضويته ضمن الفريق الأممي لتحقيق أهداف التنمية 2030، البرنامج الذي اعتمد من قبل الأممالمتحدة سنة 2015. وعمل كولر منذ 2016 بجوار الأمين العام الأممي السابق، كوفي عنان، ضمن "لجنة خاصة" للبنك الإفريقي للتنمية، لتقديم المشورة بشأن تنفيذ استراتيجياتها. وأبرز البلاغ أن الحكومة الألمانية تدعم بشدة وساطة الأممالمتحدة في قضية الصحراء المغربية. ويعتبر كولر واحدا من أنجح السياسيين إدارة للمفاوضات على الصعيد العالمي؛ إذ سبق ونجح في المفاوضات بين حكومة ألمانيا الغربية سابقا وحكومة جمهورية ألمانيا الديمقراطية لتوحيد العملة، إلى جانب إدارته للمفاوضات مع موسكو لسحب القوات السوفياتية من الجمهورية الألمانية، وأيضا مفاوضات معاهدة "ماسترخت" حول العملة الأوروبية الموحدة. وتقلد كولر، الحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، مناصب سامية؛ أبرزها رئاسة الجمهورية الألمانية ما بين 2004 و2010، والإدارة التنفيذية لصندوق النقد الدولي سنة 2000، ورئاسة البنك الدولي سنة 1998.