كشف تقرير حديث أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) شرعت في تطبيق برنامج غير مسبوق لتطوير الطاقة المتجددة؛ إذ بلغت فيها مشاريع الطاقة النظيفة في مراحل تنفيذ مختلفة، تتراوح بين التصميم والدراسة، أكثر من 67 جيغاواط. التقرير الجديد الذي أعدته مؤسسة "ميد" المتخصصة في مجال خدمات ذكاء الأعمال تحت عنوان "الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2017"، يتوقع أن تتطلب هذه المشاريع المحدثة استثمارا بأكثر من 200 مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى "توسيع الشبكات القائمة وتحسينها بهدف تسهيل استيعاب هذه القدرة الإضافية". وبعد تأكيدها أن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط تأخرت في الاستثمار في مشاريع مماثلة، أفادت الوثيقة ذاتها بأن "عدد مشاريع الطاقة المتجددة سيتضاعف في السنوات الخمس المقبلة، على اعتبار أن الحكومات تسعى إلى تلبية الطلب المتزايد بسرعة على الطاقة من خلال تنفيذ برامج طموحة"، مضيفة أن هذا التأخر تم تداركه بدخول هذا المجال الطاقي الجديد قبل خمس سنوات. التقرير ركز على تجربة 12 بلدا، ضمنها المغرب، مبرزا أن "مجموع القدرة الفعلية لمرافق توليد الطاقة بلغ في 2015 ما مجموعه271,761 ميجاواط"، وزاد أن "أغلب هذه القدرة الإنتاجية مرتبط بالطاقة الكهرومائية". وسجل التقرير أن المغرب والإمارات العربية المتحدة هما البلدان الوحيدان بالمنطقة اللذان قاما بإطلاق مشاريع الطاقة الشمسية التي تفوق قدراتها الإنتاجية 100 ميغاواط، مضيفا أن ذلك "من المتوقع أن يتغير بشكل ملحوظ في السنوات المقبلة، مع التعريفات القياسية المنخفضة لمشاريع الطاقة المتجددة". "بفضل كفاءته المتزايدة ومعدل الانبعاثات الأكثر انخفاضا مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري الأخرى، أصبح الغاز الوقود المفضل لتوليد الطاقة في المنطقة خلال العقدين الماضيين"، يقول المصدر ذاته، مبرزا أن المغرب يعتزم إطلاق مشروع طموح لتوليد الطاقة من الغاز بقيمة 4.6 مليارات دولار أمريكي لتعزيز إمدادات الغاز وقدرات التوليد. وبرر التقرير التوجه نحو استخدام الطاقة المتجددة بتقليص النفقات، على اعتبار أن "الطاقة المتجددة لا تحقق التكافؤ فقط مقارنة بتوليد الطاقة من الوقود الأحفوري الحراري في الشرق الأوسط، بل إن الأرباح الاقتصادية في 2016 كانت أدنى من تلك المحققة في المحطات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري". وعلى الرغم من توفر بدائل جديدة، مثل الطاقة النووية والفحم، فإن الطاقة المتجددة، استنادا إلى المعطيات الواردة في التقرير، تبرز بسرعة كبديل مفضل للمحطات التقليدية التي تعمل بالنفط والغاز. مقابل هذا، يضيف المصدر نفسه أن "سوق الطاقة المتجددة في المنطقة ركزت بشكل ملحوظ على مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح"، الشيء الذي اعتبر أساسيا إذا أرادت المنطقة تحقيق بعض أهدافها الطموحة على المدى الطويل.