اعتقلت مصالح منطقة أمن الحي الحسني، مدعومة بعناصر الفرقة الوطنية والتنسيق مع مركز الرحمة التابع القيادة الجهوية الدرك الملكي بالدارالبيضاء، 11 عنصرا ينتمون إلى "مافيا النحاس"، التي تسببت في قطع خدمات الأنترنيت فائق السرعة والخدمات الهاتفية في مناطق الحي الحسني ودار بوعزة والبرنوصي وبوسكورة، حيث تبين أنهم كانوا يقومون بتنفيذ عملياتهم مرتدين لزي عمال شركة "ليدك". وشارك ما يزيد عن 50 عنصرا من الفرق الأمنية بقيادة محمد بنبلة، رئيس الشرطة القضائية للمنطقة الأمنية الحي الحسني، ودرك الرحمة وعناصر من الفرقة الوطنية، في عملية اعتقال العناصر الأحد عشر من ضمنهم ابن مسؤول جمركي. ووفق معطيات ميدانية حصلت عليها هسبريس فإن عناصر الأمن بالحي الحسني حجزوا 5 سيارات؛ من بينها سيارة "فوركون" مزودة بآليات لسحب الكابلات النحاسية، وثلاث سيارات منها رباعية الدفع. وشرعت الضابطة القضائية للحي الحسني في استنطاق الموقوفين الأحد عشر، حيث يأمل رجال الشرطة التوصل إلى معطيات تدلهم على باقي عناصر العصابة والتجار الكبار الذين يقتنون منهم الكابلات النحاسية المسروقة. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي سارعت فيه السلطات المحلية بالدارالبيضاء إلى عقد اجتماعات عاجلة لتدارس تنامي ظاهرة الاستيلاء على الأسلاك النحاسية من لدن عصابات منظمة، قال مصدر مأذون إنها ألحقت أضرارا كبيرة بنشاط الشركات الصناعية والمالية والمصارف في مجموعة من مناطق الدارالبيضاء. وقال المصدر، الذي تحدثت إليه جريدة هسبريس: "عقدت مجموعة من الاجتماعات، ضمت مصالح أمنية وترابية، من بينها الاجتماع الذي احتضنه مقر عمالة مقاطعة الحي الحسني، برئاسة العامل حنان التيجاني، التي تعهدت بمتابعة سير التحقيقات الجارية بتراب العمالة، التي تعتبر الأكثر تضررا من نشاط مافيا منظمة تتعمد إلحاق أضرار فادحة بشبكة الاتصالات الأرضية، سواء تعلق الأمر بالأسلاك النحاسية أو الألياف البصرية". ووفق المعطيات التي توصلت بها هسبريس، فإن الجهة التي تقف وراء عمليات الاستيلاء على الأسلاك النحاسية هي عبارة عن مافيا أفرادها يتوفرون على سيارات للدفع الرباعي من الطراز المتطور لعلامات فاخرة وأخرى متوسطة، يستعملونها في عملياتهم الليلية. وعمدت هذه المافيا، خلال الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، إلى القيام بعمليات متعددة ومتزامنة بمناطق جنان اللوز والقصبة وليساسفة بالحي الحسني والبرنوصي وعين حرودة، ولاذ أفرادها بالفرار بمجرد رصدهم من لدن الدراجين التابعين لأمن الحي الحسني، الذين تمكنوا من حجز سيارة ثنائية الدفع مصنعة في المغرب. كما أحبطوا محاولة للاستيلاء على الأسلاك النحاسية لليلة الخامسة على التوالي. ولم يتردد أفراد الشبكة الإجرامية في تهديد عناصر درك عين حرودة بالسيوف، قبل أن يلوذوا بالفرار؛ وهي المرة الأولى التي يفلت فيها أعضاء العصابة من كمين وضعه الدرك، الذي جند فرقة خاصة لتعقب أفراد المافيا. وقررت العناصر الأمنية والسلطات المحلية ومصالح الدرك توسيع دائرة تحرياتها لتشمل كل العناصر المشتبه في تورطها في أنشطة تذويب معدن النحاس وتسويقه في السوق السوداء بكافة النقط السوداء بجهة الدارالبيضاءسطات، التي تتوفر على شبكة كبيرة ومهمة من الألياف النحاسية والألياف البصرية، التي تشكل عصب الحياة بالنسبة إلى المناطق الصناعية والتكنولوجية، التي أصبحت مهددة بشكل مباشر بتنامي نشاط عصابات النحاس؛ وهو ما يهدد بالإضرار بالاقتصاد الجهوي بشكل خاص، والوطني بشكل عام.