نظمت عائلات التلميذات اللواتي يتهمن أستاذا للمستوى الأول ابتدائي بمدرسة أنس بن مالك بسهب الورد بمدينة فاس بالاعتداء الجنسي عليهن داخل حجرة الدرس وقفة صامتة، زوال اليوم الأربعاء أمام محكمة الاستئناف، بمؤازرة من عدد من الجمعيات التي دخلت على خط ملف هذه القضية، ضمنها جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ المؤسسة ذاتها. واستنطق قاضي التحقيق تفصيليا المتهم الذي يتابع في حالة سراح، بعد أن تم ضم الملفين اللذين يتابع لأجلهما في ملف واحد؛ الأول يضم أربع مشتكيات والثاني يشمل ثلاث مشتكيات، كما حقق مع "الضحايا" اللواتي كن برفقة أسرهن، فضلا عن استماعه إلى بعض الشهود، قبل أن يقرر تحديد الثاني من غشت المقبل تاريخا لعقد الجلسة الأولى للنظر في هذا الملف. ومن بين الجمعيات التي شاركت في وقفة اليوم "جمعية التفاتة من أجل الإنسانية" التي عبرت رئيستها، وداد التوزاني، في تصريح لهسبريس، عن أسفها لما قالت عنه "استفحال ظاهرة التحرش بالأطفال داخل أسوار المدارس"، مبدية استغرابها من متابعة المتهم في حالة سراح رغم أن "الضحايا" سنهن أقل من 10 سنوات، موردة أن لجمعيتها ملفات أخرى لاغتصاب الأطفال وهتك عرضهم استفاد المتهمون فيها من البراءة. وطالبت المتحدثة ذاتها المديرية الإقليمية للتعليم بفاس بفتح تحقيق في هذه القضية والاستماع إلى التلاميذ الذين يتابعون دراستهم لدى الأستاذ المتهم، مبدية استغرابها لمؤازرة بعض من زملائه في العمل وتبرئتهم له من المنسوب إليه. وحضر عدد من زملاء المتهم العاملين بمدرسة أنس بن مالك من أجل مؤازرته في جلسة التحقيق لهذا اليوم، وأبدوا استعدادهم للإدلاء بشهاداتهم التي يؤكدون من خلالها استحالة قيام زميلهم بالمنسوب إليه داخل الحجرة الدراسية التي يعمل بها، خاصة أنها، بحسب قولهم، مكشوفة من الجهتين. وكان عدد من التلاميذ القدامى للأستاذ المتهم وأفراد من عائلاتهم قد سجلوا فيديوهات على موقع "يوتيوب" أشادوا من خلالها بأخلاق الأستاذ وبرؤوه من التهم المنسوبة إليه، وأكدوا في هذه التسجيلات أنه لم يصدر من طرفه حين كان يزاول مهامه بمؤسستهم التعليمية بتاونات أي سلوك مشين. من جانبه، نفى الأستاذ المتهم، خلال جميع أطوار التحقيق معه في هذه القضية، التهم الموجهة إليه، معتبرا الشكايات المقدمة ضده كيدية من طرف بعض الأمهات، مدليا للضابطة القضائية بشهادات لعدد من الآباء ولزملائه في العمل ولمدير المؤسسة يؤكدون من خلالها حسن سلوكه. يذكر أن أكاديمية التربية والتكوين بجهة فاسمكناس كانت قد فتحت تحقيقا في هذه النازلة، وأوقفت المتهم مؤقتا عن العمل في انتظار أن تبت المحكمة في هذا الملف.