تقدمت ثلاث أمهات، يوم الأربعاء، بشكايات للمصالح الأمنية بفاس تتهمن، من خلالها، أستاذا، في عقده السادس، للصف الأول ابتدائي بمدرسة أنس بن مالك، الكائنة بمقاطعة سهب الورد بفاس، بتعريض بناتهن للاغتصاب والتحرش الجنسي، لتنضاف هذه البلاغات إلى أربع شكايات أخرى مماثلة كانت أمهات طفلات، في نفس الفصل، قد تقدمن بها، في وقت سابق، ضد المدرس المذكور، إلى المصالح ذاتها. واحدة من أمهات الطفلات الضحايا (ن.ش)، ذكرت، في تصريح لهسبريس، أن اكتشاف هذه الاعتداءات على طفلات هذه المؤسسة التعليمية كان قبيل حلول شهر رمضان، حيث فجرت واحدة من الطفلات الضحايا، بحسبها، هذه الفضيحة بعد أن اكتشفت أمها معاناتها من ألم الاعتداء، لتبادر إلى عرضها على الطبيب الذي اثبت، بموجب شهادة طبية، أنها تعرضت للاعتداء الجنسي. من جانبها، قالت شقيقة إحدى طفلات ذات الفصل الدراسي، في حديثها مع هسبريس، أن شقيقتها صرحت لها أنها تعرضت للتحرش الجنسي، في إحدى المرات، من طرف معلمها، حيث عمد إلى إجلاسها على ركبتيه وبدأ في مداعبتها في مناطق حساسة من جسدها قبل أن تعمد إلى الإفلات من قبضته، مضيفة أن التلاميذ ذكروا على أن أستاذهم كان يعمد إلى القيام بهذه الأفعال مع ما من وصفتهن بالتلميذات المجتهدات، و"ذلك ليظهر لباقي التلاميذ أنه يفرح بهن، وحتى لا يثير شكوكهم"، بتعبير ذات المتحدثة. في غضون ذلك، قالت أسماء قبة، رئيسة الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد بفاس أنها قامت، مساء اليوم الأربعاء، بزيارة لعائلات الطفلات الضحايا، بعد الاتصال من طرفهن بجمعيتها طلبا للمؤازرة، مبرزة أنه، بعد التحريات الأولية لجمعيتها في الموضوع، توصلت إلى أن هناك شكايات تقدمت بها أمهات أربع طفلات قبل أسبوع واحد من حلول شهر رمضان المنصرم، "حيث تم الاستماع إلى المتهم، حينها، قبل الإفراج عنه بكفالة قدرها ثلاثة آلاف درهم، ومتابعته في حالة سراح مؤقت"، تورد ذات المتحدثة. وذكرت الناشطة الجمعوية ذاتها أن أطر الجمعية سيرافقون، غدا الخميس، بعض الأمهات إلى ولاية الأمن بفاس من أجل تقديم الشواهد الطبية الخاصة بثلاث طفلات ضحايا هذه الاعتداءات، مؤكدة على أن جمعيتها أحصت، إلى حدود الآن، سبع حالات، ضمنها ثلاث حالات أثبتت الشواهد الطبية تعرضهن للاعتداء الجنسي. وأبرزت ذات المتحدثة أن جمعيتها ستنكب على دراسة الملف من الناحية القانونية لمؤازرة أسر الضحايا، موردة أن الجلسة الأولى التي ستعقدها محكمة الاستئناف بفاس، يوم ثالث يوليوز المقبل، للنظر في هذا الملف، ستنظم، بالموازاة معها، الجمعية وقفة احتجاجية للتنديد بهذه الاعتداءات. من جانبها، أصدرت جمعية أمهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ مدرسة أنس بن مالك سهب الورد بفاس، تقريرا حول هذه القضية، توصلت به هسبريس، والذي أشارت فيه بالاسم للأستاذ المتهم بارتكاب هذه الاعتداءات الجنسية على أطفال المؤسسة، موردة فيه: "وبطلب من السيد سمير، عميد الشرطة القضائية بخلية العنف ضد النساء، بالتنسيق في تتبع والبحث عن المستجدات في ملف قضية تحرش الأستاذ بتلامذته، حيث طلب من السيد يونس الغندور، عضو ومنسق بالجمعية، التعاون والبحث عن عناوين بعض التلميذات المدرجة أسماؤهن في الملف كشهود". وأوضح ذات التقرير أنه "أثناء البحث، الذي قام به جميع أعضاء المكتب، تبين أن هناك ضحايا جدد"، مشيرا إلى أن العائلات التي بادرت إلى التقدم بشكاياتها للمصالح الأمنية، اعترفت لهن بناتهن، بأن الآلام الذي كانت تعاني منه بمناطق حساسة من جسدهن، سببها اعتداء أستاذهن (ع.ل) عليهن.