أدرجت الغرفة الجنحية الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بآسفي، أخيرا، ملف التلميذ أحمد وارثي، المتابع بتهمة "إهانة المقدسات" في المداولة من أجل النطق بالحكم، في شتنبر المقبل. وأكدت مصادر مقربة من الملف أن هيئة الحكم استكملت المناقشات في هذا الملف، في مرحلته الاستئنافية، وحددت جلسة السادس من شتنبر المقبل من أجل النطق بالحكم، بعد إدراج الملف في المداولة. وكانت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية باليوسفية قضت ببراءة التلميذ، الذي يتابع دراسته بثانوية القدس بالشماعية بالسنة النهائية شعبة العلوم الإنسانية، بعدما قضى أسابيع رهن الاعتقال الاحتياطي بالمعتقل الإداري باليوسفية. وجاءت متابعة التلميذ، بعد تقديم محام بهيئة آسفي، مقرها بالشماعية، بشكاية لدى الدرك الملكي ضد تلميذ، يتهمه فيها بإهانة المقدسات. وخلال جلسات محاكمة التلميذ أمام استئنافية آسفي، تضيف المصادر، انتصب عدد من المحامين بهيئة آسفي والبيضاء للدفاع عن التلميذ، إذ تقدموا بالعديد من الملتمسات، طالبوا ببراءته، على اعتبار تصريحات الشهود "المتناقضة" أمام المحكمة، معتبرين أن هؤلاء الشهود لم يؤكدوا "صراحة" أن التلميذ صرح بعبارة تنم عن إهانة المقدسات، وفق ما جاء في شكاية المحامي، كما أن المتهم نفى، في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة، أن يكون صرح بالعبارة، التي تضمنها المحامي المشتكي في تصريحه أمام الضابطة القضائية، مضيفين أنه لا توجد أي وسيلة إثبات، تؤكد أن التلميذ ارتكب الفعل المنسوب إليه، وهو سبب تصريح المحكمة الابتدائية ببراءته، في المرحلة الابتدائية. ونفى التلميذ المتهم أمام المحكمة التهمة الموجهة إليه، موضحا أن متابعته جاءت بسبب خلاف بين المحامي المشتكي وأفراد أسرته، وأنه لا علاقة له بهذا الملف. وكان المكتب المحلي لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، باليوسفية، أكد، في بيان صادر عنه، في أبريل الماضي، أن "المحامي المشتكي بهيئة آسفي، أقدم على تقديم شكاية إلى مصالح الدرك الملكي ضد عائلة وارثي، تتضمن تهما تتعلق بالمس بالمقدسات". واضاف بيان الجمعية أن "الشكاية محاولة لثني العائلة على الكف عن مطالبته بإفراغ محل يتخذه مقرا لمزاولة مهنة "المحاماة" لأزيد من سنتين.." وذكر بيان الجمعية أن "المحامي عزز شكايته بشهود من بين زبنائه لاستكمال شروط المحاكمة، التي وصفها ب" المهزلة"، مبرزا أن الشكاية أفضت إلى اعتقال التلميذ وارثي يوم الثلاثاء 31 مارس الماضي". وأعلن المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع اليوسفية، الذي يتابع تطورات المحاكمة ومتابعة التلميذ، خلال البيان ذاته، عن إدانته لمتابعة ومحاكمة التلميذ بتهمة إهانة المقدسات، كما أعلن عن تضامنه المطلق واللامشروط مع التلميذ، وطالب بإطلاق سراحه. وكان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باليوسفية، نظم وقفة احتجاجية أمام مكتب المحامي المشتكي بالشماعية، شارك فيها المئات من تلاميذ ثانوية القدس التأهيلية، حيث يتابع التلميذ دراسته. وكان أزيد من 300 تلميذ وتلميذة، بعثوا برسائل تضامن مع التلميذ إلى العديد من الدوائر المسؤولة مركزيا، يأكدون فيها أن "زميلهم أقحم في نزاع عقاري بين أسرته والمحامي المشتكي".