عبد الفتاح وادي، رجل من مدينة فاس في 46 من عمره، اتخذ قبل شهرين سيارته المهترئة مسكنا له، بعدما تخلت عنه عائلته وانفصل عن زوجته وبثرت ساقاه جراء خلل في توازن داء السكري. هو رجل مثقف وليس جاهلا كما يخيل للمارة الذين يعرفونه منذ مدة بمنطقة "مونفلوري2" بالعاصمة العلمية. في لقاء طاقم جريدة هسبريس به، حكى عبد الفتاح عن معاناته مع "الظلم الذي تعرضت له من طرف أحد المسؤولين الذي سلبني أموالي وأملاكي وتركني عرضه للتشرد والضياع". حسب رواية حكاها عبد الفتاح في لقائنا به، اختلفت عن تلك التي سردها لنا في اتصال هاتفي، قال: "شغلت عدة مناصب عليا، منها مهندس دولة وأستاذ جامعي في مكافحة المخدرات بمدينة الرباط، قبل أن أطرد من المغرب ويحرص عدة مسؤولين على نفيي خارج أرض الوطن". عن تفاصيل التعذيب الذي قال إنه مورس في حقه، أورد عبد الفتاح: "تعرضت لعملية اختطاف استمرت حوالي 5 سنوات تفرقت بين مدينتي خنيفرة وورززات، قبل أن أتعرض للتسمم من طرف المسؤولين أنفسهم الذين كنت أشكل مصدر تهديد بالنسبة إليهم لكوني أتوفر على مستندات تدينهم وتودي برؤوسهم إلى حبل المشنقة". واسترسل المتحدث في سرد قصته التي وصفتها الساكنة بالبعيدة عن المنطق القريبة من قصص أفلام الخيال العلمي، وقال: "أفلح أعدائي في إبعادي عن الوطن ونفيت إلى قطر"، وزاد: "اشتغلت في قطر بفريق مكافحة المخدرات، وكنت أجاور الرؤساء والملوك والشخصيات العامة، وعشت حياة البذخ والرفاهية". "بعد رحيل الحسن الثاني، عدت إلى المغرب سنة 1999، فتفاجأت بنهب جميع الأملاك التي ورثتها عن والدي الذي حصل على 36 ميدالية خلال مشاركته في الحرب العالمية الثانية وشغل منصب رئيس جماعة بمنطقة الوداية وكان يملك آلاف الهكتارات بمنطقة مولاي يعقوب ضواحي مدينة فاس"، يؤكد عبد الفتاح وادي. وأضاف في حديثه للجريدة: "عشت التشرد وذقت جميع أشكال المعاناة رغم حصولي على دبلوم هندسة؛ تخلت عني زوجتي واختل توازن السكري في دمي، الأمر الذي نتج عنه تعفن على مستوى ساقاي اضطر معه الأطباء إلى بثرهما السنة الماضية". عبد الفتاح الذي احتشد حول سيارته مواطنون من داخل مدينة فاس وخارجها، ولم يتوقف هاتفه عن استقبال مكالمات محسنين من داخل الوطن وخارجه يودون مساعدته، أورد أنه "بعد يوم واحد من إجرائي للعملية الجراحية، طردت من المستشفى فاستعصى علاجي وتفاقمت معاناتي وانتقل التعفن إلى يداي الاثنتين". ورفض وادي الذي يصر على البقاء في سيارته المهترئة العيش بدار العجزة، مشددا على أنه لن يبرح مكانه إلا إذا قدم له بيت خاص، فيما أكد أحد سكان المنطقة التي اتخذها المتشرد ملاذا له أنه يتلقى زيارات عدة منذ يوم أمس، وأنه توصل بمساعدات واستأجرت إحدى الجمعيات سكنا له، إلا أنه رفضه وطالب بسكن ملك خاص. وتطوع مجموعة من الشباب من مدينة فاس ونظفوا عبد الفتاح الذي رفض الأمر في البداية بحجة أن شكله بعد الاستحمام لن يؤثر في المغاربة، وبالتالي سيحول دون حصوله على مطالبه. وهذا رقم هاتف عبد الفتاح وادي لمن أراد التواصل معه: 0707655798