"المستقبل في القارة السمراء" عبارة يرددها عدد كبير من رجال الأعمال، من مختلف دول المعمور. وجاءت الزيارات المتتالية للملك محمد السادس تعبيرا عن تزكية هذا الطرح، حيث تعقب عدد كبير من رجال الأعمال المغاربة خطواته للبحث عن فرص جديدة للاستثمار في الدول جنوب الصحراء. غينيا كوناكري واحدة من الدول الإفريقية التي تستأثر باهتمام رجال الأعمال المغاربة، فقد دشنت الزيارات الملكية لهذا البلد الصديق لعهد جديد من العلاقات الاقتصادية، إلى درجة أن طائرات الخطوط الملكية المغربية التي تقود إلى كوناكري تعرف اكتظاظا خلال الآونة الأخيرة. خلال العقود الماضية، اقتصر وجود المستثمرين الأجانب بدولة غينيا على الشركات المتخصصة في استخراج المعادن، خصوصا الذهب والألمنيوم. أما في الوقت الراهن، فأصبحت قطاعات متعددة تستأثر باهتمام رجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم، والمغرب على وجه الخصوص. وفي القطاع البنكي شرعت مصارف مغربية في اشتغالاتها على أرض غينيا، حيث فتحت مجموعة بنكية مغربية أول وكالة لها بالعاصمة كوناكري. أما في قطاع العقار فقد شيدت شركة مغربية حيا سكنيا هناك، بينما يمارس عدد من المغاربة مختلف أنواع التجارة بغينيا. شراكات مغربية غينية تلوح في الأفق، بين منعشين من البلدين، لتشييد شركات متخصصة في صناعة المياه المعدنية؛ وذلك على ضوء الزيارة الملكية الأخيرة إلى غينيا، حيث سيسعى الشركاء المغاربة الغينيون إلى إنشاء شركات في كل الدول الست التي تحيط بغينيا كوناكري. خرجت غينيا مؤخرا من آفة إيبولا التي كان لها وقع سيء على الاقتصاد الغيني، وبدء اقتصاد البلد يعرف انتعاشا ملحوظا خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنه ما زال بحاجة إلى رساميل خارجية للاستثمار في مختلف القطاعات. وفي هذا الاتجاه، توفر الحكومة الغينية تسهيلات لتحفيز الشركات على الاستثمار بالبلد.